محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
تجربتي مع اكتينون والتأثيرات التخديرية
تناول الدواء للمرة الأولى جعلني أعرف أن تجربتي مع اكتينون ستتخذ مسارا غير المسار العلاجي، أنا أعرف ذلك الشعور تماما حينما كنت اتعاطى الحبوب المخدرة من قبل، إذ أعاد لي تأثير أكتينون الشعور بالخدر والنشوة، وتغير حالتي المزاجية، تلك الأعراض أشعلت رغبة التعاطي داخلي.
بخلاف إن الدواء كان يعالج أعراض الشلل الرعاش لدي، إلا أنني فكرت فيه على نحو مختلف، رغم الآثار الجانبية التي تعرضت لها مثل جفاف الفم، وتشوش الرؤية، والنعاس البالغ أثناء النهار، بطء ضربات القلب، الغثيان والقئ والدوخة، والإمساك والحركات اللاإرادية والتي أبلغني بها الطبيب بالفعل، إلا أنني لم أركز في تأثيره العلاجي، فلقد سحبتني خواصه التخديرية والنشوة التي أحدثها لي، والاعتدال المزاجي الذي افتقدته.
بناء التسامح والاتجاه لزيادة الجرعة
مع اشتعال رغبة التعاطي داخلي وجدتني أفكر في اكتينون وكيفية تناول الجرعة تلو الأخرى، وغالبا بني جسدي تسامحا مع الدواء مما جعله تأثيره يتلاشى مع الجرعات المعتادة، مما دفعني للخروج عن توصيات الطبيب وزيادة الجرعة للحصول على النشوة التي أنشدها.
تحولت تجربتي مع اكتينون إلى الاتجاه الإدماني، وبدأت تظهر علي أعراض التعاطي الواحدة تلو الأخرى من إثارة وسلوك مضطرب واحتباس في البول، أرق، اكتينون من الأدوية التي تسبب فقدان الشهية واضطرابات في المعدة، إلا أنه أحيانا قد يسبب زيادة في الوزن بسبب احتباس السوائل خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي مع السمنة، لذلك ازداد وزني بصورة ملفتة، وازداد هوسي بالدواء وبدت على أعراض الإدمان والاستخدام القهري للدواء منها التلعثم في الكلام، وانعدام الإدراك والفهم.
صراعي مع الإدمان
الرغبة الملحة وانعزالي عن الأسرة ومضاعفات مرض باركنسون جعلني في حالة يرثى لها، كنت أعرف جيدا أنني أدمنت الدواء، من خلال علامات الإدمان التي جعلتني عدوانيا عنيفا، أقوم بسلوكيات غريبة، وتظهر على علامات الهلوسة، الانطواء، أعراض الاكتئاب التي تسببت في تفكيري في الانتحار ورغم ذلك كنت أحاول الحصول على اكتينون من خلال ترددي على الأطباء وإصراري على وصفهم إياه.
دخلت في صراع مع النفس ونوبة من جلد الذات وعدم احترامها، حاولت بشتى الطرق التوقف عن التعاطي بمفردي ولكنني فشلت كانت تستحوذ علي الأفكار الانتحارية خاصة عندما أصبت بأعراض الانسحاب.
أعراض الانسحاب ومحاولة الانتحار
زادات علي أعراض مرض باركنسون، والتهمني الضيق النفسي، كرهت ذاتي، حاولت التوقف عن التعاطي وبمجرد تأخير الجرعة بدأت أعاني من آثار انسحاب اكتينون مثل:
وبالفعل حاولت الانتحار بتناول شريط كامل من اكتينون وبعض الأدوية الأخرى، وتم إنقاذي في اللحظة المناسبة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
تجربتي مع علاج إدمان اكتينون
تم نقلي على وجه السرعة إلى وحدة الطوارئ، وقام الأطباء بالتدخل اللازم ونصحوا أسرتي بضرورة الخضوع لعلاج الاضطراب الإدماني لدي، وصى الأطباء بشدة باللجوء لمستشفى دار الهضبة كأحد المراكز العلاجية الرائدة لعلاج الإدمان في مصر، وداخلها تم علاجي من الإدمان.
بدأ الأطباء في دار الهضبة فور دخولي بتشخيص حالتي وتقييمها على المستوى الجسدي والنفسي، واتخاذ التدابير اللازمة ووضع خطة علاجية خاصة نظرا لإصابتي بباركنسون وتمرحلت الخطة العلاجية كالآتي:
إزالة السموم من الجسم
كانت المرحلة الأولى في تخليصي من الإدمان هي سحب سموم العقار من الجسم وإدارة فترة الانسحاب دون معاناة، استطاع أطباء دار الهضبة بخبرتهم الكبيرة في التعامل مع أعراض انسحاب اكتينون وتوفير أقصى درجة من الراحة لي أثناء الانسحاب واستخدام الأدوية المخففة للأعراض، مع العلاج القائم على التغذية والاحتواء النفسي، وقد مرت تلك الفترة بدون أي اضطرابات بفضل توافر المراقبة المستمرة، مما سهل التدخل الطبي أثناء الانسحاب والحفاظ على سلامتي.
المعالجة النفسية
المرحلة الثانية كانت العلاج النفسي المكثف حتى أسترجع وعيي بذاتي بتخفيف الأعراض النفسية والتثقيف والعلاج المحفز، لاسترد جزئا من استقراري النفسي، و فهم مسببات الإدمان لدى تمهيدا لتدريبي على إدارتها لمنع الانتكاسة مرة أخرى والمضي قدما في سبيل التعافي الدائم.
فترة التأهيل السلوكي
وجد الأطباء أني أعاني من الاضطراب العقلي الإدماني على المستوى العاطفي والسلوكي، إذ رسخت بداخلي الهوية الإدمانية نتيجة تجربتي مع تعاطي الحبوب المخدرة من قبل إذ اكتفيت سابقا بإزالة السموم، ولكني ما لبثت الوقوع في الانتكاسة، لذا كان من الضروري أن استكمل فترة التأهيل هذه المرة من أجل التخلص من إدمان اكتينون.
في تلك المرحلة تم تعريفي باضطراب الإدمان، ومسببات الانتكاسة لدي، وكيفية التعامل معها والحفاظ على التعافي، وإدارة أفكاري الإدمانية بشكل يحولها إلى الأفكار الإيجابية، كانت استراتيجيات التأهيل السلوكي في تجربتي مع اكتينون وعلاج ادمانه قائمة على الجلسات الفردية والجماعية، والطب المجتمعي والجلسات الأسرية، مما جعلني أشعر بذاتي مرة أخرى وقيمة الحياة بدون تعاطي المخدرات.
الجدير بالذكر أن مستشفى دار الهضبة شملتني برعايتها بعد إتمام البرنامج العلاجي، ومنحتني أدوات تمكنني من التركيز الدائم على التعافي، وسخرت لي تواصل دائم مع الأطباء والمعالجين، ورسمت خارطة الطريق للمهام اليومية التي أقوم بها ومدتني بالدعم الكامل، عبر مجموعات المتعافين والمتخصصين.
لازالت أعالج من مرضى باركنسون، والحمد لله الأدوية تأتي بمفعولها مع الالتزام الكامل بالجرعات، بينما أنا الآن متعافي من اضطراب ادمان اكتينون بعد تجربتي المريرة معه.
ملخص المقالتجربتي مع اكتينون كانت تجربة موت بكل ما تحمله الكلمة من معان، فبرغم فعالية الدواء العلاجية إلا أنه قابل للاعتماد خاصة مع الأشحاص الذين لديهم تاريخ مع الأمراض النفسية أو تعاطي المخدرات، كما أوصيكم إذا كان لديكم مشكلة مع تعاطي اكتينون الالتحاق بمستشفى دار الهضبة أحد أبرز وأفضل مستشفيات علاج إدمان المخدرات.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر