محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
أسباب إنتكاسة المدمن بعد العلاج المهني
يعود المدمن للإدمان بعد العلاج، بسبب عوامل خطر وتختلف تلك العوامل من مُدمن لآخر، لذا سنعمل على ذكر أكثر أسباب الانتكاسة الشائعة وغير شائعة من أعلاها خطراً إلى أدناها كما وضعها الأطباء المتخصصون، وتشمل 15 سبباً وهي كالتالي:
تلقي علاجاً مهنياً جودته منخفضة
ينتكس المدمن بسبب أماكن علاج الإدمان الأقل تكلفة أو المجانية، أو حتى اختيار أماكن علاجية غير مُعتمدة، الأمر الذي يُعرضهم لبرامج علاجية غير مناسبة، لأن أغلب تلك المراكز تستخدم برامج علاجية عامة لجميع المُدمنين بينما العلاج الصحيح يجب أن يكون بخطوات موضوعة لحالة المدمن الفردية، لذا من أشهر أسباب انتكاسة المُدمن عدم الخضوع لعلاج مهني موثوق جودته مرتفعة.
الاكتفاء ببرنامج العلاج الجزئي
إذا تم اختيار مركز العلاج الصحيح قد يكتفي بعض المُدمنين بمرحلة سحب السموم من الجسم داخل مراكز علاج الإدمان بمُجرد الشعور بالانتعاشة الجسدية، هاملين جوانب الاضطراب النفسي والعقلي، إذ يرفض البعض الخضوع لمراحل العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، مما يجعلهم أكثر ضعفاً عند الخروج من المركز العلاجي ويعجل بانتكاستهم.
اختيار برنامج تأهيلي قصير المُدة
يؤكد الأطباء أن مُدة البرنامج التأهيلي تُحدد حسب حالة المُدمن، ويرون أن أفضل برنامج هو الذي يستغرق 90 يوماً، لأنها الفترة الفعلية التي يسترد فيها المخ وظائفه ليبدأ في بناء نفسه، لذا اختيار برنامج علاجي أقل مما تحتاج الحالة سبباً مباشراً في الوقوع في الانتكاسة، ولذلك الأمر يرجع ارتفاع نسب الانتكاسة عند علاج الإدمان في السعودية أو الكويت لانخفاض جودة برامج التأهيل وقصر مُدتها وتعميمها أيضاً.
عدم الالتزام بخطط الرعاية اللاحقة
قد يتلقى المُدمن علاجاً ورعاية عُليا داخل المركز، ويصل إلى انتعاشة جسدية ونفسية واستفاقة مثالية، ولكن المُدمن يُعالج في بيئة مثالية داعمة وُفرت فيها أعلى درجات الراحة والنقاهة، أما عند إتمام البرنامج، يخرج لمواجهة الواقع بما يشمله من محفزات ومغيرات الإدمان، لذا توضع خطة رعاية ممتدة لاستكمال التعافي والمحافظة عليه، وعدم الالتزام بتلك الخطة في مرحلة البناء الجسدي والنفسي الإيجابي يجعل المدمن يستجيب لأسباب الانتكاسة بشكل سريع.
ارتفاع مستوى التوّقعات ونغمة الثقة المُطلقة
يعمل العلاج المهني الجيد على رفع ثقة المُدمن بنفسه، وزرع التفاؤل والإيجابية داخله، مع تثقيفه ليكون أكثر وعيا وحذرا للأسباب وتدريبه على التعامل مع المثيرات، ومع بعض المُدمنين وعند الشعور بامتلائهم بالطاقة وعدم تحكم المخدر فيهم في الأيام الأولى قد تطغى عليهم الثقة الزائدة وترتفع توقعاتهم بقدرتهم على التحكم، مما يجعلهم يندفعون دون وعي منهم ويضعون أنفسهم في مواقف تثير رغبتهم في التعاطي، ومن ثم يواجهون شبح الضعف ثم الانتكاس.
غياب الدعم الأسري وعدم التعامل الصحيح مع المُتعافي
عدم تدريب الأسرة وإتقانها للتعامل مع المُدمن بعد العلاج بشكل صحيح وتقديم الدعم اللازم لاحتوائه ووصوله للتشبع العاطفي من أخطر أسباب انتكاسة المُدمن، لذا على الأسرة أن تتعلم كيفية دعم المُدمن في مرحلة التعافي المُبكر بشكل صحيح.
التهاون في جودة رعاية النفس
من مسببات الانتكاسة بعد العلاج وحتى بعد الحفاظ على التعافي لفترة طويلة، هو انجراف المتعافي مع أنماط الحياة، والتهاون في عوامل رعاية النفس، مثل المحافظة على مواعيد النوم، والالتزام بالغذاء الصحي، ممارسة الرياضة بشكل يومي، ممارسة تمارين الاسترخاء واليقظة وغيرها من التقنيات المتعلمة مثل العمل على الترويح على النفس والحفاظ على رفاهية الروح، مما يؤدي إلى الضيق الروحي، وبالتالي ظهور علامات الانتكاسة العاطفية والعقلية والتي تؤدي بالحتمية إلى الانتكاسة البدنية، في حالة الاستمرار في ذلك الوضع.
الإجهاد البدني / الذهني
من أخطر وأكثر أسباب انتكاسة الإدمان بعد العلاج هو التعرض للإجهاد والإرهاق،إذ قد يُعرض المُدمن المتعافي نفسه للإجهاد دون وعي منه، فمثلاً قد يُقبل على العمل بكثرة من أجل تشتيت التركيز في رغبة التعاطي، أو يُمارس التمارين الرياضية بصورة مُبالغ فيها، قد يتجه إلى الألعاب الإليكترونية بشكل مُفرط، أو السهر لأوقات متأخرة لمُشاهدة الأفلام أو حتى القراءة، ناهيك عن التعرض لمسببات التوتر والقلق الخارجية، وكلها أسباب للإجهاد مطروحة وبقوة، الأمر الذي يؤدي إلى افتقاد الاتزان العقلي والانفلات الذهني والوقوع في الانتكاسة عند التعرض لأقرب مثير.
التوّرط في علاقات مُتقلبة
ربما اتخذ المُدمن قراره بالعلاج من أجل أحبائه، ولكن بعد العلاج، يجب أن يعرف أنه يحتاج إلى الاستقرار النفسي وتطبيق نمط حياتي يتجه إلى الإيجابية لفترة ليست بالقصيرة، والعلاقات لا يُمكن أن تستمر على وتيرة واحدة لفترات طويلة خاصة منها العاطفية، لذلك يُعد تواجد المُتعافي في علاقات مُتقلبة وغير مُستقرة أخطر هذه الأسباب.
انفلات التركيز على الذات والتشتت
إذا استمر المُدمن في علاقات غير مستقرة بالطبيعة سيقع تحت الضغط وعوامل التشتت، مما يجعله يُفكر في الآخرين أكثر من تفكيره في نفسه، وذلك الأمر يجعله أكثر ضعفاً مما يجعله أكثر عُرضه للوقوع في الانتكاس، فالتعافي يحتاج إلى تركيز كامل على بناء الذات وتعزيز الثقة بالنفس من خلال العلاقات الصحية الجيدة.
عدم الانتباه للمشاعر السلبية والفشل في إدارتها
قد تغمر المُدمن المتعافي عدة مشاعر سلبية نابعة من عوامل الانتكاس الرئيسية التي قدمناها في أول المقال والتي ترتبط بمرض الإدمان نفسه، مثل الشعور بالاغتراب، الإحساس بعدم الانتماء نتيجة اضطراب الهوية، الشعور بالملل والفراغ، المعاناة من أعراض الاكتئاب كعرض انسحابي طويل المدى، الانخراط في جلد الذات والميل إلى الانطواء والانسحاب الاجتماعي، وعدم الانتباه لمنبع تلك المشاعر السلبية وعدم التدرّب على إدارتها ومواجهتها في البرنامج العلاجي سيؤدي ألى الانتكاسة عاجلا ام آجلاً.
الاحتكاك بالمُتعاطين والتواصل مع الأصدقاء القدامى
سبب شائع أخر وهو وجوده بين بيئة تحتوي على أفراد يتعاطون المخدرات، ربما يكون ذلك خارج عن الإرادة، إذ قد يتواجدون في العمل، أو في نفس المنزل، وهُنا قد تُثار شعلة الرغبة في التعاطي بصورة أكيدة عند البعض مما يعجل بانتكاستهم، وأيضاً محاولة المُدمن التواصل مرة أخرى مع أصدقائه القدامى الذين كانوا يتعاطون معه في محاولة منه للتخلص من حالة الملل والفراغ، أو الغربة وعدم الانتماء مما يوقعه في الانتكاسة نتيجة مغريات الحديث معهم.
الاقتراب من أماكن التعاطي
يُعتبر مثير قوي ومسبب رئيسي لانتكاسة المُدمن بعد تلقي العلاج، ولكن من المُستبعد أن يقترب المُدمن المتعافي من بيئة التعاطي في مراحل التعافي المُبكر، لذا قد يُسبب الاقتراب من أماكن التعاطي الانتكاسة بعد أن حافظ المُدمن على تعافيه لمُدة طويلة، إذ تُير تلك الأماكن رغبته، وترفع انجذابه للنشوة، ليجد نفسه يقترب أكثر دون شعور خالقاً مُبررات واهية داخله بأنه قادر على التحكم، والتعاطي مرة واحدة لن تضر، وغيرها من الأفكار التي تحدث في مرحلة الانتكاسة العقلية المسببة للانتكاسة الفعلية.
استمرار بعض السلوكيات الخاطئة
قد يعمل المُدمن المتعافي على تغيير السلوكيات الكبيرة والبارزة، بينما يُعمل تغيير بعض السلوكيات الأخرى التي يراها من وجهة نظرة غير مُهمة، مثل الاندفاع في الحديث، الانجراف وراء ردات الفعل الانفعالية، عدم تقبل الآراء ورفض المُساعدة، إهمال بناء الثقة مع الأسرة، تجاهل مشاعر الآخرين، مما يفقد المتعافي رويداً رويداً ثقته بنفسه، وتنفلت قدرته على التحليل واتخاذ القرارات الصحيحة.
الوجود في محيط من المثيرات الغير مُلاحظة (مثيرات شعورية)
فترة التعافي في غاية الحساسية، وأقل مثير مُرتبط بفترة التعاطي سواء نفسي أو جسدي، قد يكون مسبباً للانتكاسة، إذ قد تذكر المُدمن بعض الروائح والمشاهد أو حتى الأصوات بفترات النشوة وتزيد رغبته في تناول المخدر، وبالطبع تلك الأشياء لا يُمكن التحكم فيها، وبالتالي قد تتحول إلى سبب من أسباب الانتكاسة، إذ لم يتم إدارة المشاعر المثارة بسببها.
15 سبب من أسباب انتكاسة المُدمن تم ذكرهم أعلاه، بعضها يستطيع المُدمن تغييرها، والبعض الآخر يُمكنه التعامل معها وإذ لم يستطع يطلب المُساعدة، والبعض الآخر قد يكون أقوى منه ويُسبب الانتكاسة الفعلية، وهذا الأمر نسبي ومتغير من حالة إدمانية إلى أخرى، لذا أسباب الانتكاسة ترتبط ارتباط لصيقاً بكيفية علاجها.
كيفية تجنبها
لتجنب الانتكاسة يجب عليك اختيار طريقة علاجك وهي التي تُحدد الطُرق الأسرع والأكثر فعالية، ومعظمها تتمحور حول تجنب ظهور أسباب الانتكاسة أو تدريبك على كيفية التعامل معها. ويُمكنك حماية نفسك من انتكاسة الإدمان من خلال تتبع وفهم التالي:
تجنُّب الانتكاسة في مرحلة الانسحاب
تجنُّب الانتكاسة يبدأ بالفعل في برنامج علاج الإدمان داخل مراكز العلاج المتخصصة التي تُسخّر أطباء لتخطي أعراض الانسحاب دون معاناة باستخدام الأدوية والدعم النفسي، لذا إذا كنت تحاول الإقلاع عن المخدرات بمفردك، ننصح بالخضوع لمرحلة سحب السموم وباقي البرنامج التأهليلي والسلوكي داخل أفضل المراكز المتخصصة لعلاج الإدمان (دار الهضبة )، وتلك هي أكثر الطرق فعالية لتجنب الانتكاسة قبل البدء في الإقلاع عن المخدرات.
منع الانتكاسة بعد تخطي أعراض الانسحاب
أما إذا استطعت تخطي الأعراض الانسحابية بمُفردك، فيجب أن تهتم بمراحل العلاج النفسي والتأهيل السلوكي لأنك لن تتمكن من الصمود أمام رغبة التعاطي بدون الوصول إلى مرحلة اتزان نفسي مناسبة، وتأهيل سلوكي تمكنك من مواجهة مسببات التعاطي وتجنب ومنع الانتكاسة بشكل أكثر فعالية، كما يُمكنك اللجوء إلى مجموعات الدعم المهنية، أو الاستعانة بخيارات التعافي، كمدرب للتعافي أو المكوث في منتجع علاجي سياحي نموذجي لفترة مناسبة، حتى تستطيع التدرب على التحكم في أفكارك ومشاعرك في بيئة مثالية داعمة مع المتخصصين ومجموعة المتعافين.
الحماية من الانتكاسة بعد علاج الإدمان
في حالة إتمام العلاج ومراحله داخل مركز علاجي مُتخصص، وترى أن الانتكاسة قريبة منك خاصة مع ظهور علامات الانتكاسة العاطفية والعقلية، يُمكنك منع والوقاية من الانتكاسة من خلال حماية نفسك من الإجهاد والمشاعر السلبية بتطبيق تمارين الاسترخاء والالتزام بخطة التعافي، الانفتاح على مجموعة الدعم والبوح بما تمر به وهنا ستجد المساعدة الأكثر فعالية وتقديم الخبرات، اهتم برفاهيتك وركز على تعافيك واجعله من أولوياتك، ضع حدوداً لعلاقاتك وابتعد عن العلاقات المُرهقة الغير داعمة، ابنِ شبكة اجتماعية صحية وانعم بدعم اسرتك و أشركهم في خطط تعافيك، كن صريحاً معهم وتبادل معهم مشاعرك، أطلب المساعدة المهنية في حالة الأزمات والتعرض لعوامل الخطر مباشرة.. لا تفوت جلسات العلاج الفردي والجماعي، واشترك في النشاطات ومارس هوايتك ولا تعرض نفسك للضغط خصوصاً في الـ 90 يوماً الأولى بعد العلاج.
مدى ارتباط أسباب الانتكاسة وعلاجها
يجب أن تعرف أن أسباب الانتكاسة وعلاجها على ارتباط وثيق، لأن الانتكاسة لا تُعني العودة إلى الإدمان، بالتالي لن ترجع إلى الوراء وتعيد كرّة معالجة الإدمان من جديد، حيث سيعمل الطبيب بشكل عاجل على تقييم انتكاساتك، هل هي انتكاسة لمرة واحدة ام مُستمرة، وسيعمل على علاجها من خلال تحديد الأسباب أولاً، في ذلك الحين قد تكون اقتراحات علاج الإنتكاسة كالتالي:
قضاء فترة تعافي مطوّلة في بيئة أكثر صحة ودعماً، مثل منتجعات التعافي السياحية الخاصة بالإدمان مثل منتجع دار الهضبة أفضل مستشفى لعلاج الإدمان والتعافي في مصر.
تصميم برنامج لعلاج الانتكاسة السكني، يشمل علاج دوائي للانسحاب، وفترة علاج نفسي وتقويم فكري مُناسبة لاسترداد التعافي النشط.
إذاً من خلال ربط أسباب الانتكاسة وعلاجها يستطيع الطبيب المُعالج جعلك أكثر قدرة على منعها، اتصل بنا الآن عبر الواتس 0201154333341، لتشرح حالتك وتتلقى الإستشارة ويتم توجيهك لعلاج الانتكاسة بأفضل الطرق.
كما يُمكنك تجنب الوقوع في الانتكاسة قبل حدوثها من الأساس، وهذا محور خاتمة مقالنا.
ملخص المقالهُناك أسباب انتكاسة مُتعلقة بمرض الإدمان نفسه، لذلك يُطلق عليه مرض انتكاسي كمثل الأمراض النفسية المزمنة، والهدف من ذكرها بالتفصيل اعتماداً على الرأي الطبي الدقيق هو عدم يأس المُدمن المتعافي عند الانزلاق في الانتكاسة، لأنها تكاد تكون أمر وارد وبقوة بعد العلاج بسبب طول فترة التعافي من الإدمان والوقت المُستغرق من المخ لإعادة بناء نفسه، لذا يجب أن يدرك المُدمن ذلك ويعمل بجد على الوقاية من الانتكاسة أو التعامل الصحي معها إذا وقع فيها.
للكاتبة: أ. حياة.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر