محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ما المقصود باضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع
يمكن أن نطلق على هذا النوع من الاضطراب النفسي الاعتلال الاجتماعي، ويُقصد به ابتعاد الفرد عن المجتمع بشكل نهائي؛ أي عزلة تامة، ونلاحظ هذا عندما يتجنب الشخص أي مناقشة، كما يُصاحبة لامبالاة غير طبيعية؛ سواء في الثوابت الصحيحة أو المعتقدات الخاطئة.
لا تظهر هذه الاضطرابات فجأة على الشخص؛ إذ لابد من وجود تاريخ طفولي لها، فقد تظهر الأعراض منذ الصغر على الشخص لكن مع التمادي في هذه التصرفات يُصبح الإنسان يميل إلى العنف والاستبداد، وربما يسلك طريق الإجرام أيضًا بسبب انحراف سلوكه واختياره الأشياء الخاطئة، لكن هل يوجد اختبار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يمكن من خلاله تسهيل عملية التشخيص؟ هيا نتابع.
اختبار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لم يتوفر حتى الآن اختبار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من خلال صورة دم أو أشعة معينة، بل يتم التقييم نفسياً من خلال الأعراض السلوكية الظاهرة على الشخص وكذلك المشاكل التي يُعاني منها الفرد، وأول ما يتم النظر إليه هل الشخص يتجاهل أي حقوق للغير؟ هل ردود الأفعال عدوانية؟ هل يُعاني الشخص من اللامبالاة وعدم تحمل المسئولية؟ ومن خلال هذه الأعراض يتم تشخيص الحالة بصورة دقيقة، فيا تُرى ما هي أسباب الشخصية المضادة للمجتمع بتفاصيلها!
أسباب الشخصية المضادة للمجتمع
الكثير من الأمراض النفسية لم يتم إيجاد أسباب بعينها حتى يتم تفاديها كنوع من الوقاية، فحتى أسباب الشخصية المضادة للمجتمع لا تتوفر كل جوانبها إلى الآن، لكن مع اجتهاد الأطباء وجدوا أن العوامل الوراثية والبيئة المحيطة بالشخص عاملان في غاية الأهمية؛ وما يترتب عليهم من ذكريات ومواقف طفولية، سواء مع العائلة والأسرة أو الأصدقاء، فكل هذا ينعكس على تكوين الشخصية المعادية للمجتمع، فكلما كان الإهمال والقسوة جزء من تربية الطفل كلما زاد من اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع عند الطفل، كما أن الشخصية السيكوباتية من أكثر الشخصيات عرضة لهذا الاضطراب، والآن سوف نٌلقي نظرة مُعمقة عن مقياس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
مقياس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
على الرغم من انتشار الجرائم والفوضى إلى حد كبير حولنا، إلا أن مقياس اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع قليل؛ وذلك نظرًا إلى إجمالي عدد السكان، والجدير بالذكر أن المجرمين ليسوا جميعًا معتلون إجتماعياً، ولا كل من لديه اعتلال إجتماعي مجرم، فالأمر نسبة وتناسب، وتُظهِر الإحصائيات الأعداد التقريبية لمصابي اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع وهي كالتالي:
ولا تختلف تلك الطبائع والنسب من مجتمع لأخر ولكن قد تكون النسب متفاوته فقط بين الدول الأجنبية والعربية ولكنها لا تكون متفاوتة لدرجة كبيرة
لكن الجدير بالذكر أن عملية تشخيص الاضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع لا تتم إلا عقب بلوغ سن الرشد، وإليكم بعض صفات الشخصية المضادة للمجتمع.
صفات الشخصية المضادة للمجتمع
تبدو صفات الشخصية المضادة للمجتمع أكثر وضوحًا لمن حوله، فإذا لاحظتم على الشخص العدوانية الشديدة دون أسباب تستدعي ذلك فإن ناقوس الخطر يطرق أبوابه إليكم، كما أن الشخص يُصاحبه مزاجية دائمة، فأحيانًا سعيد وحين برهة تتغير تلك المشاعر إلى النقيض، كما أنه لا يُبالي من أي شيء؛ لا خوف ولا طموح ولا شغف، منعزل فقط عن الآخرين غير مشارك بأي أحداث أو قرارات.
يرجع ذلك في الأساس إلى خطورة اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع؛ فهي من أصعب المشاكل النفسية المتعلقة بالشخصية، ويتسم الشخص آنذاك بتجاهل تام لكل المشاعر الصادرة منه والواردة من الآخرين، كما يميل كثيرًا لاستغلال من حوله حتى يصل إلى مبتغاه في النهاية؛ مهما كانت الخسائر المترتبة على ذلك، ولمزيد من أعراض الشخصية المضادة للمجتمع تابع التالي.
أعراض الشخصية المضادة للمجتمع
تظهر الكثير من الأعراض التي تؤكد وجود اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع؛ لذا عليك مراقبة الشخص الذي تظهر عليه علامات الاضطراب جيدًا، وإذا وجدتها مُقلقة لابد من زيارة أطباء دار الهضبة المتخصصة في التعامل مع تغيرات السلوك والأمراض النفسية، وتتمثل أعراض الشخصية المضادة للمجتمع في التالي:
نأتي لأهم الأسئلة على الإطلاق؛ كيفية التعامل مع الشخصية المعادية للمجتمع بطريقة صحيحة تُجدي بالنفع لا الضرر على المريض، هذا ما سنجده في الفقرة القادمة.
كيفية التعامل مع الشخصية المعادية للمجتمع
إذا ظهرت السمات على أحد المقربين منك أو من تحب ولا تعرف كيفية التعامل مع الشخصية المعادية للمجتمع عليك بالإسراع في إقناعه بالعلاج، ويتم ذلك من خلال إطلاعه على قائمة تحتوي على كل العواقب الوخيمة التي سوف تحدث له دون وعي منه إذا استمرت الحالة دون علاج، فهذه هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، كما يتم تعزيز الدعم النفسي من قبل الأسرة لتشجيع الفرد على استكمال الطريق، كما أنه يشعر آنذاك أنه ليس وحيدًا، بل يُحارب من أجل نفسه وأسرته، والآن نستعرض كيفية علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بشكل مبسط للغاية.
كيفية علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
إذا لاحظت على نفسك الكثير من الأعراض التي سبق ذكرها فلابد من المصارحة مع الذات؛ وذلك من خلال التعاون مع دار الهضبة للصحة النفسية والتحدث إلى أحد الأطباء عن كل شيء تشعر به، وكذلك أيًا من الأعراض تظهر عليك، وتتم خطوات العلاج كالتالي:
ننصح كل فرد حصل على التشخيص وأنه مصاب بمرض اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع بأن يُسرع في بدء العلاج النفسي، وأن يكون صادق مع نفسه ومع طبيبه حتى يعود إلى حياته بأفضل حال، ويستطيع مواكبة الحياة العملية بكل أشكالها، ويتم اتباع طريقة من الآتي:
العلاج بالكلام CBT
يتم الاعتماد في هذه الطريقة على محاولة تعديل الأفكار الخاطئة التي تدور في ذهن المريض، وفي نفس الوقت إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه، مما ينتج عنه شخص سوي فكرياً وتصرفاته طبيعية.
طريقة علاج MBT تبادل الأدوار
هنا يتم تجسيد شخصية المريض في شخصية الطبيب؛ وذلك من أجل إيضاح صورة أكثر قرباً للمريض عن التصرفات والسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها.
العمل في جماعات
تضمن هذه الطريقة للمرضى فرصة عمل مهنية تعتمد على مشاركة الأشخاص معًا، وتكون تلك المهنة تعليمية وتنمي مهارات الشخص، بحيث تبعده عن أي سلوك عدواني، لكن الأمر يحتاج إلى عام ونصف حتى تبدأ النتيجة في الظهور، علاوة على كل ذلك يجب أن يكون الشخص نفسه لديه استعداد لتكوين شخصية جديدة منافية للمعادية للمجتمع.
العلاج بالعقاقير
أما عن العلاج بالعقاقير فلا يوجد علاج مخصص لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؛ إذا يتم وصف علاج لحالات الاكتئاب والقلق الذي يُعتبر جزء من الأعراض، لكن بالنسبة للعلاج الحقيقي فهو يُعتمد على مراقبة الشخص أكبر مدة ممكنة حتى يتم التخلص نهائياً من حالات الاضطراب تلك؛ على سبيل المثال الكاربامازيبين وكذلك الليثيوم يتم استخدامهما للحد من السلوكيات العدوانية، والآن موعدنا مع فقرة الأسئلة الشائعة حول اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع.
اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع أمر في غاية الخطورة، وكلما كان التشخيص والعلاج باكرًا كلما كانت العواقب أقل، لذلك ادعم نفسك دائمًا أن تحظى بصحة نفسية جيدة؛ لأنها هي البداية لأي خلل إذا حدث مشكلة فيها، حافظوا على أبناءكم القادمة من خلال تعزيز صحتهم النفسية من خلال الحب والأمان والاهتمام.ملخص المقال
للكاتبة /ا.حنان القاضي
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر