محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
تغيير معدل المزاج خلال فترة معينة في السنة بموجب دخول فصل الشتاء أو تغيير المواسم يحدث ما يُسمى بالاكتئاب الموسمي، يعد أحد الاضطرابات النفسية الشائعة خلال هذه الفترة يتميز بشيوع حالة من تعكير المزاج أشبه بأن يكون الشخص منطفئ، وتتسم تصرفاته بالسبات إلى هنا يمكن من خلال هذا المقال التعرف على الاكتئاب الموسمي.
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
يُسمى الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي، ويُشاع لدى الكثير بالكآبة الشتوية أو الاكتئاب الشتوي أو الفصلي أي أنه يتم عبر الانتقال من الفصول، ويرتبط بالناحية العاطفية؛ لأنه يُسيطر على الحالة المزاجية لدى الفرد بشكل كبير، وهو حالة تُصيب كثير من الأفراد خلال هذه الفترة، ويرتبط أكثر بالشتاء باعتبار أنها تبدأ في فصل الخريف، ينتاب الفرد المصاب بحالة الاكتئاب الموسمي مشاعر كثيرة تتسم بالوضع السلبي، وتقلبات كثيرة في المزاج، ولها تأثير على وظيفيته اليومية؛ إذ هو أحد أنواع الاكتئاب التي يُصيب الأفراد، وتختلف مستوى شدته من شخص لآخر، وكما هو معلوم أنه موسمي أي أنه يبدأ في نفس الوقت من كل عام، وينتهي بانتهائه، ولكن من المحتمل أن يزداد شدته لدى البعض.
في هذا الصدد لا تجعل الإصابة بالاكتئاب الموسمي أمرر عارض، أو مرحلة ستأخذ وقت معين وتنتهي بأعراض، وتعود لحالتك الطبيعية، ولكن عليك أن تضع الأمر في نصابها الحقيقي، وتعامل بجدية مع مشاعر الألم الموسمي التي تمر بها من خلال المتابعة مع متخصص؛ حتى تستطيع تجاوزها بسلام.
كما أن كثير من المقربين لمن يُصابوا بهذه الحالة الموسمية قد لا يروق لهم حالة الشخص، ويبدأ التعامل معهم بأشكال لا تُناسب حالتهم النفسية حينذاك؛ فالأمر يحتاج إلى معاملة تتسم بالقبول، ومحاولة الخروج من الأزمة هذه بأقل أضرار؛ فهذا ليس شعور يمكن أن يتحكم فيه الفرد بتواجده؛ لهذا لا تستهين بمن يمر بهذه الحالة إذا كنت أحد المحاطين بمن لديه الاكتئاب الموسمي.
ما الأسباب وراء الاكتئاب الموسمي؟
الأسباب وراء ظهور هذه الحالة المزاجية السيئة ليست إجمالية في حد ذاتها، ويمكن وضعها في حيز النسبية بين الأفراد؛ لأن معرفة أسبابه الدقيقة غير واضحة، وكثير من الأفراد يحاولون البحث عن الأسباب التي تتضمن الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ويمكن ترجيحها إلى الآتي:
أوضحت كثير من الدراسات أن الاكتئاب الموسمي له علاقة بالشمس؛ حيث أنها تُعد عامل قوي في تغيير الحالة النفسية لدى بعض الأفراد؛ فمع حلول فصل الشتاء يحدث انخفاض في ظهور أشعة الشمس؛ مما يجعل الأفراد يكتئبون مع الحالة الشائعة بظهور الغيوم، والشمس لها علاقة بدورة يوم الإنسان من حيث تحقيق التوزان في معدل الاستيقاظ والنوم وهو ما يكون مسئول عنه هرمون الميلاتونين؛ لهذا يحدث تداخل في أوقات الفرد، وصعوبة في تنظيم الحركة اليومية، وبدايته ونهايته.
قد يقف وراء الإصابة بالاكتئاب الموسمي حدوث تغيرات في النواقل العصبية في المخ؛ حيث أن اثبتت الدراسات أن الناقل العصبي السيرتونين مع دخول الشتاء يحدث له انخفاض في إفرازه لدى بعض الأفراد؛ فتتكون هذه الحالة؛ مما يجعله أقل قدرة على لنشاط والحركة والاستمتاع.
ما هي أنواع الاكتئاب الموسمي؟
الاكتئاب الموسمي كما توضيحه آنفًا أنه مرتبط بتغيير فصول السنة؛ فهو غير مرتبط بفصل الشتاء كما هو شائع، وهو مرتبط بوقت محدد يشعر فيه الفراد باختلاف حالتهم عن مسارها الطبيعي، وهذا يمكن وصفه على نوعين كالآتي:
الاكتئاب الموسمي الخاص الخريفي الشتائي: يرتبط هذه الاضطراب العاطفي مع قدوم فصل الخريف ويستمر في الشتاء وعلى التوالي تزداد شدته إلى أن يبدأ بالانخفاض مع نهاية فصل الشتاء وبموجب دخول الصيف.
الاكتئاب الموسمي الخاص بفصل الصيف: هذا النوع من الاكتئاب الخاص بفصل الصيف يحدث لدى نسبة بسيطة من الأشخاص؛ مما يجعله يتسم بالندرة بعض الشيء في شيوعه بين الناس، إلا أن هناك من الأشخاص من يُصابوا به، ويشعر المصاب به بحالة من الضيق والملل الناتجة عن الشعور بصعوبة تحمل درجة الحرارة، والشعور بالقلق، واضطرابات النوم.
ما أعراض الاكتئاب الموسمي؟
أعراض الاكتئاب الموسمي من الممكن التعرف عليها بوضوح لدى المصابين به، وهي تتسم اجمالًا بانخفاض الحالة المزاجية لدى الشخص، وتنعكس على حالته النفسية بشكل واضح إلى أن الأعراض يمكن تمثيلها بشكل واضح كالآتي:
- فقدان الشعور بالطاقة والحيوية.
- الشعور بصعوبة القدرة على العمل والانجاز.
- الاحساس بالتباطؤ العام.
- الشعور بالحزن والاحباط.
- الاحساس بالكسل والخمول.
- انخفاض القدرة على الاستمتاع بالأشياء العادية.
- انخفاض القدرة على فعل الأشياء التي تُساعد على تحسين المزاجية.
- فقدان الرغبة في التواجد مع الآخرين.
- الاحساس لفترات متواصلة بالارهاق والاجهاد.
- الاحساس بالتوتر والارتباك.
- انخفاض القدرة على التركيز والانتباه والتذكر.
- حدوث اضطراب في معدل الشهية.
ما هي المضاعفات من وراء الإصابة بالاكتئاب الموسمي؟
المضاعفات مرتبطة بحالة الاكتئاب لدى الأشخاص؛ وهي مشاعر متزايدة من فقدان الصحة النفسية؛ مما يجعل قد يعقبها تدهور في الحالة الصحية للشخص، وهذا يبدو مع مرافقة اضطرابات الشهية والنوم، وانخفاض الحالة المزاجية قد يجعل الشخص يفقد الاحساس بالوظيفية بشكل عام؛ حيث أنه يجد من الصعب حينها القدرة على القيام بأعماله وأنشطته اليومية، وهذا قد يدخل في دورة كبيرة من الخسارة سواء كان في العمل أو الدراسة.
وعلى الجانب الاجتماعي يزداد الأمر خطورة بحدوث اضطراب العلاقات سواء العائلية أو بين الأصدقاء والمعارف، وعلى الصعيد النفسي يحدث تطور عميق لمشاعر الاكتئاب الموسمي تُنذر بضرورة المتابعة مع طبيب نفسي على وجه السرعة؛ لأنه من المحتمل أن ينتابه أفكار انتحارية، وقد تدخل في حيز الإقدام الفعلي.
إلى جانب أن المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي مع وجود مشاكل أخرى قد يُدفع إلى الإدمان، وهذا الخطر لن ينتهي بانتهاء الموسم الشتائي، ولكن سيظل إن لم يتمكن الشخص من التوقف عن التعاطي وعلاج الإدمان لديه، وهي بحد ذاتها مشكلة خطيرة قد تُصاحب الاكتئاب الموسمي الشتائي.
كيفية التغلب على الاكتئاب الموسمي؟
تعتبر محاولات التغلب على الاكتئاب الموسمي هي الممارسة الفعالة في ذلك الوقت؛ لأنه لا بد من أن الشخص ينظر إلى حالته بشكل آخر، في المجمل صحة الإنسان النفسية والبدينة ومهامه الحياتية أمر هام يدفعانه إلى البحث عن التحسن، والتعايش بشكل آمن؛ يمنحه الشعور بالسلام النفسي، والعلاج يتم بالتدرج على حسب حالة الشخص، ومدى قدرته على التعامل مع الاكتئاب، ويمكن التغلب على الاكتئاب الموسمي كما يلي:
العلاج الدوائي: يعتبر التدخل الدوائي أمر حاسم عند ازدياد حالة الاكتئاب الموسمي لدى الشخص المصاب به، ويتم التدخل ببعض مضادات الاكتئاب، ولا يتم التطرق إلى العلاج الدوائي إلا في حالات التعب الشديدة من الاضطراب العاطفي الموسمي خلال فصل الشتاء.
العلاج بالضوء: يعتبر من أكثر العلاجات الفعالة في حالة الاكتئاب الموسمي خلال فترة الشتاء، ويكون عبارة عن الجلوس أمام أشعة ضوء معينة؛ هي بمثابة تعويض عن أشعة الشمس خلال فترة الشتاء؛ وهي تُعزز تحسن الحالة المزاجية لدى الأشخاص، ويستمر هذا العلاج لمدة معينة والبعض يتحسن خلال أسبوعين ولعل ذلك لمن يكونوا في حالة من الاضطراب العاطفي الموسمي المتوسط.
العلاج النفسي: يُساعد في تحسين حالة الشخص من خلال الجلسات النفسية مع الطبيب النفسي، بالتحدث عن المشاعر الحالية.
كيفية الوقاية من الإصابة بالاكتئاب الموسمي؟
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل الجري أو المشي في الصباح أو أخر النهار.
- ممارسة التأمل؛ حيث يعمل على صفاء الذهن والشعور بالاسترخاء، ويمنح الشعور بالراحة الذهنية.
- شرب كميات مناسبة من الماء كما يحتاجها الجسم.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية.
مصادر المقال:
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر