محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ما هو تعريف الرهاب الاجتماعي والاكتئاب ؟
الرهاب الاجتماعي والاكتئاب كي يسهل التعرف على الفرق فيما بينهما لا بد من إيجاد تعريف واضح لكلٍ منهما.
الرهاب الاجتماعي:
يُعد واحد من بين الاضطرابات الأكثر شيوعًا، وبالأخص خلال مرحلة المراهقة، ويمتد أثره إلى كل مواقف، وجوانب حياة الإنسان الذي يُصاب به، وبالمعنى الأدق فهو الخوف الشديد من التعامل مع الآخرين، والخوف الساحق من مختلف المواقف الاجتماعية.
الاكتئاب:
يُعد من بين الأمراض النفسية الشائعة والخطيرة، وله العديد من الآثار السلبية على شعور المُصاب به وطريقة تفكيره، كما أن له مردود على كيفية تصرف الشخص، ومن أكثر ما يكون المُصاب عرضة له بسبب الاكتئاب، هو الحزن الشديد مع فقد الحماس لممارسة أي أنشطة كانت من الممكن أن تكون مصدر متعة للشخص، كما أنه يتسبب في بعض المشكلات الاجتماعية والجسدية.
ومن خلال ما سبق تطرقنا إلى تعريف الاكتئاب والرهاب الاجتماعي، ولكي ندرك الفارق أكثر تابع معنا الفقرة التالية
ما هو الفرق بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟
الفرق بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب موجود بالفعل ومن خلال التعريف لكلٍ منهما تبين لنا أنهما اضطرابين نفسيين مختلفين، ومن الممكن أن نوجز الفروق فيما بينهما على هذا النحو الآتي:
الاكتئاب من أهم علاماته الحزن المستمر، بينما القلق أو الرهاب الاجتماعي فمن أهم علاماته الخوف الزائد عن الحد من أي ممارسات وتفاعلات اجتماعية، وهذا الخوف لا يتسم بالطابع العقلاني على الإطلاق.
أغلب الحالات للمضطربين النفسيين تكون من جراء إصابتهم بالرهاب الاجتماعي والذي يكون السبب الذي يدفع لإنعزالهم وبعدهم عن الآخرين، فلا يوجد اندماج ما بين مريض الرهاب ووسطه المحيط.
الفروق ما بين الرهاب والاكتئاب هي ما قد تطرقنا له، وفيما يلي نوضح إجابة عن تساؤل هام ألا هو هل الرهاب من الممكن أن يتسبب في الإصابة بالاكتئاب أم لا؟
هل الرهاب الاجتماعي يسبب الاكتئاب؟
نعم، الرهاب الاجتماعي يُسبب الاكتئاب حيث أن مرضى الرهاب الاجتماعي يُعانون العزلة وعدم الرغبة في الاختلاط بالآخرين مما يدفع للإصابة بالاكتئاب، والشعور الدائم بالحزن والضيق وهي من أهم العلامات التحذيرية التي تشير للإصابة بالاكتئاب.
احتمالية أن يتسبب الاكتئاب في حدوث الرهاب الاجتماعي أقل من كون الرُهاب سبب في الاكتئاب.
وجود القلق الاجتماعي كعرض طفيف من أعراض الاكتئاب أمر غير مستبعد في بعض الحالات.فيما سبق تعرفنا على مدى تسبب الرهاب في الإصابة بالاكتئاب، وفيما يلي نوضح العلاقة فيما بين هذين الاضطرابين الحادين:
الرهاب الاجتماعي وعلاقتة بالاكتئاب
الرهاب الاجتماعي وعلاقته بالاكتئاب هو ما سنتطرق له حيث أن كليهما يُعد من الاضطرابات النفسية الحادة والتي من خلالها قد يعيش الإنسان محنة نفسية ومعاناة وصراع داخلي، يشعر في كليهما بالعزلة والبعد عن الحياة، كما أن المصابون بالرهاب الاجتماعي، أو الاكتئاب لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، ولا يمتلكون قدر الثقة الكافي لذلك، ويشعرون دومًا بانعدام قيمة ذواتهم.
علاج كلا الاضطرابين يتطلب الإرشاد النفسي، والعلاج وفق بروتوكول وخطة منظمة يكون متفق عليها ما بين مقدم الرعاية النفسية وذوي المريض والمريض ذاته حيث أن الاضطرابين لا بد من السيطرة على أعراضهما منذ البداية حتى لا تتطور، وتتدهور حالة المريض للأسوأ.
وبعد التطرق إلى العلاقة ما بين الرهاب الاجتماعي والاكتئاب نتعرف بمزيد من الإيضاح على أهم العلامات التحذيرية المختلفة والتي تنبئ عن الإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي:
أعراض الإصابة بالرهاب الاجتماعي
الأعراض التي يُصاب بها الشخص هي التي تحدد أي أنواع الاضطراب الذي يُعانيه، لذا وجبت الإشارة إلى أعراض الرهاب الاجتماعي، والتي تميزه عن أي اضطراب نفسي آخر، ونقسمها كما يلي:
5 أعراض جسدية للرهاب الاجتماعي
وتتضمن الأعراض الجسدية الطارئة على المصاب ما يلي:
7 أعراض عاطفية نفسية للرهاب الاجتماعي
من بين أكثر العلامات النفسية التي توضح أن الشخص مُصاب بالرهاب الاجتماعي ما يلي:
أعراض الرهاب الاجتماعي لدى الطفل
من الممكن أن يكون لدى الطفل عرض من الأعراض السابقة، بالإضافة لفقده الرغبة لأن يذهب للمدرسة، أو النادي الرياضي، كما أنهم قد يدخلون بنوبة حادة من الصراخ، وتحدثهم وقراءتهم تكون بصوت عالي، كما أنهم لا يجدون راحتهم بأي وسط اجتماعي.
وبعد توضيح أهم علامات الرهاب الاجتماعي نوضح إجابة هامة عن التساؤل الشائع وهو كيف يعرف المريض أنه مصاب بكلا الاضطرابين؟ هذا ما سنعرفه بفقرتنا التالية:
كيف يعرف المصاب أنه يعاني من الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟
كي يجد الشخص إجابة عن ذلك التساؤل فلا بد من التفكير في الشعور بعد أي تفاعلات اجتماعية، فهل يوجد الشعور بالرضا تجاه الذات، أم شعور بالسخط والضيق منها، مع الوضع في الاعتبار أن مختلف الأشخاص من الممكن أن يتعرضوا للمواقف المحرجة، أو غير المستحبة، ولكن الاختلاف أن منهم من يقف عند أثرها كثيرًا وتتأثر نفسيته بشدة، ومنهم من يعبر الموقف بكل يُسر فلا يحدث له أي أثر نفسي.
هل نمط التعامل بالموقف الاجتماعي توضح الإصابة بالرهاب الاجتماعي؟
طريقة تعامل الشخص مع الموقف الاجتماعي أيضًا من بين أهم محددات الإصابة بهذين الاضطرابين معًا، أو بالرهاب الاجتماعي على وجه الخصوص، وبالنسبة لمرضى القلق الاجتماعي فهم لديهم الخوف غير المبرر واللا محدود من أي موقف اجتماعي كما أن الشخص المريض بهذا الاضطراب يُعاني بشدة من جلد الذات ولومها على الأخطاء بكثرة.
وبعد أن تعرفنا على كيفية تعرف الشخص على مدى إصابته بالاضطرابين نتطرق بالتفصيل لأفضل سبل العلاج.
ما هو علاج الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟
يستلزم علاج الرهاب الاجتماعي والاكتئاب وضع خطة متكاملة الأركان لتقديم العلاج المزدوج لكي يتم التخلص من كافة أعراضهما ومن بين أهم سبل العلاج التي يقدمها مركز دار الهضبة للتأهيل النفسي ضمن برامج العلاج المتعددة ما يلي:
العلاج النفسي:
من الممكن أن يتعلم المُصاب من خلال العلاج النفسي كيفية استبدال نمط التفكير السلبي إلى نمط إيجابي، ومن بين أفضل السبل لتحقيق ذلك هو العلاج بالكلام، وهذا العلاج مفيد لعلاج أغلب حالات القلق الاجتماعي المصحوب بالاكتئاب.
الاكتئاب بالتحديد يتطلب أن يقوم المعالج النفسي بتحديد المشكلة التي تتسبب في حزن المُصاب الدائم، وقد يقف الرهاب الاجتماعي كسبب رئيسي وراء تلك المشكلة، لذا فالطبيب يُساعد على تعزيز ثقة المصاب بنفسه، وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي لديه.
العلاج المعرفي السلوكي:
يُساعد بشكل كبير في فهم كيفية تأثير مختلف الأفكار على السلوك، ومشاعر الشخص المصاب، حيث أن القلق الاجتماعي يكون بسبب مخاوف لا يوجد لها أي مبرر عقلاني منطقي، لذا فالعلاج المعرفي السلوكي هو خطة علاجية تُساعد في جعل تفكير المصاب أقرب للعقلانية والواقعية كبديل عن تخيل أي سيناريو مختلق لأي تفاعل أو موقف اجتماعي.
العلاج بالعقاقير الدوائية:
قد يقوم المعالج النفسي بوصف بعض الأدوية التي تعمل كمضادات للاكتئاب للتخفيف من حدة أعراضه على المريض، كما أن استعمال الأدوية المثبطة لامتصاص هرمون السيرتونين تُعتبر من بين أقوى المقترحات العلاجية للرهاب الاجتماعي والاكتئاب.
هل تغيير أسلوب الحياة مفيد في العلاج؟
بالإضافة لمختلف ما سبق الإشارة إليه من طرق للعلاج، فعلى المريض وأسرته دور في محاولة التغيير الملحوظ من طبيعة الحياة حول المصاب فمن الممكن مزاولة نشاطات ترفيهية على مدار اليوم، أو ممارسة أي رياضة بسيطة كالمشي مدة نصف ساعة بشكل يومي، فهي تُحسن من المزاج العام للمريض، وتُعزز من نتائج العلاج.
لا بد من تلقي العلاج أيضًا بالاستعانة بالطبيب المناسب الذي يمتلك الخبرة للتعامل مع المصاب بشكل جيد وتوجيهه نحو السلوك الأفضل، ومن بين أفضل الكوادر الطبية طاقم أطباء مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية، والسلوكية واضطرابات القلق الاجتماعي والاكتئاب، والحد من تفاقم الأعراض مع إحاطة المصاب بكل سبل الرعاية البدنية والنفسية حتى يتماثل للشفاء.
تطرقنا فيما سبق إلى الرهاب الاجتماعي والاكتئاب وقد ناقشنا الفرق بينهما، حيث أوضحنا أن هناك ثمة علاقة بين الاضطرابين وهو أن الاكتئاب من الممكن أن ينشأ عن القلق الاجتماعي فيما يعرف بالرهاب الاجتماعي ، ويُعد العلاج لكل منهما أمر ليس مستحيل حيث أنه باجتماع محاور العلاج الثلاثة من الممكن التوصل لحالة التحسن والتعافي لمريض الرهاب المصحوب بالاكتئاب.ملخص المقال
للكاتبة/ أ. سارة حمدي.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر الأطباء المتخصصيين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبدًا عن الاستشارة للأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون اللجوء لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر