شعار مستشفي دار الهضبة
01154333341مستشفي خاص (معتمدة-خبرة ١٥ عام)

الإدمان والانتحار: كيف يغذي الإدمان الميول الانتحارية


3 2021-12-22 19:06:20 2022-07-08 17:31:39 1 17 16 الإدمان والانتحار بواسطة: أ / هبة مختار سليمان - تم مراجعته طبياً: د. احمد مصطفى
فتاة مُتأثرة من الادمان وتتسأل عن ما هي العلاقة بين الادمان والانتحار
15265 1644

توجد علاقة وثيقة بين الادمان والانتحار، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن إدمان المخدرات طريق مؤدي إلى الإصابة بأمراض جسدية ونفسية مُستعصية تهدد حياة المدمن مُباشرة إذا لم يتم تدارك الموقف في الوقت المُناسب بالطرق المُتخصصة الأكثر فعالية وأمان لعلاج الإدمان.
جيث أن الإدمان مرض عضال ترجع خطورته من الجانب النفسي إلى تأثيره على المخ بنيّة ووظيفة، مما يؤدي إلى خلل جسيم في وظيفة الجهاز العصبي، ذلك الوضع يتحول بعد فترة وجيزة إلى أفكار وميول قاتلة يظل صداها يتردد داخل عقل مدمن المخدرات حتى تستحوذ وتسيطر عليه تماماً، دافعة إياه إلى مُحاولة الانتحار، وأحيانا كثيرة تنجح تلك المُحاولة.
فما هو الرابط بين الادمان والأفكار الانتحارية؟، كيف يؤدي الإدمان إلى تشويه أفكارنا والسيطرة علينا؟، والأهم كيف يمكننا منع سيطرة الميول الانتحارية وإنقاذ حياة المدمن؟.. فيما يلي بحث مفصل في علاقة الادمان والانتحار، وتقديم الطرق المضمونة نتائجها لمنع المدمن من الإقدام على إنهاء حياته بيده.

ما بين الادمان والانتحار مرض نفسي

الإدمان والأمراض النفسية خصوصاً الاكتئاب كلاهما يؤدي إلى الآخر في دائرة مغلقة. كيف؟.
مريض الاكتئاب يعتمد على تناول الأدوية المضادة للمرض كنوع من أنواع المُعالجة الذاتية مما يؤدي إلى الوقوع في إدمانها بعد فترة وجيزة.
من الجهة الأخرى إدمان المخدرات يسبب خللاً فادحاً في النواقل العصبية وكيمياء المخ المسؤولة عن ما نشعر به من عواطف، ومع التعاطي المُستمر يُصاب المدمن بأمراض نفسية مُتفاوتة الشدة كالوسواس القهري، القلق المرضي، الهلاوس، لكن أكثرها شيوعاً خطورة الاكتئاب والاكتئاب الحاد.
حسب الإحصائيات والدراسات المُتخصصة يُعد الاكتئاب الحاد مرضاً قاتلاً لأنه يعمل على تغذية الأفكار والميول الانتحارية، مما يُزيد سيطرتها على عقل المدمن مُسببة مزيد من الاضطراب والألم له ولكل من يحيط به.
ولا شك أن حياة أهل المدمن وأصدقائه عُرضه هي الأخرى للاضطراب وعموم الفوضى، فالجميع يصاب بالتعاسة واليأس عندما تنفذ الحلول من بين أيديهم، ولا يجدون سبيلاً لإنقاذ المدمن من الموت الوشيك رغم رغبتهم القوية في حمايته خاصة بعد تكرار محاولة الانتحار، فكم هو مؤلم أن نفقد أحبائنا بهذه الطريقة..!!.

الإدمان يغذي الميول الانتحارية

الإدمان يُفسد طريقة تفكير المدمن، لنجدة أبعد ما يكون عن العقل والمنطق، رؤيته مخالفة للواقع ونظرته للأمور غارقة في السوداوية، ليقع في حزن ويأس دائمين، ولأن إدمان المخدرات وتعاطيها لم يعد يُمنحه النشوة المطلوبة مثلما كان يفعل سابقاً، تتجسد أمامه فكرة الانتحار للتخلص من تلك الحالة المأساوية، قد يُقاومها بعض الوقت ولكنها ستستمر في التضخم لتسيطر عليه تماماً، ويكون استسلامه لها وشيكاُ في أي لحظة.
وفيما يلي سنسلط الضوء على أهم الدراسات والإحصائيات التي توضح نسبة الانتحار بين المدمنين ومرضى الاكتئاب.

نحن هنا من اجلك ..

لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية

التواصل مع الاستشاري واتس اب التواصل مع الاستشاري ماسنجر الاتصال بالاستشاري هاتفيا حجز فحص اون لاين
فضفض معنا واكتب استشارتك وسيتم التواصل معك

بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.

بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.



تعرف على معدلات الانتحار بين المدمنين

تؤكد معظم الدراسات والإحصائيات التي أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية والكثير من الجامعات حول العالم أن التسمم الناتج عن جرعة المخدرات الزائدة هو السبب الرئيس في ارتفاع نسبة المُنتحرين بين المدمنين، خاصة مدمني الأدوية والعقاقير و مدمني الكحول، والمثير للدهشة والاستغراب أن حوالي 8% من المدمنين المُنتحرين ذكوراً، بينما تشكل نسبة الإناث حوالي 34% من عدد حالات الانتحار الإجمالية.
وفيما يلي بعض الحقائق التي قدمتها لنا تلك الدراسات حول علاقة الادمان والانتحار:

  • تقدر حالات الانتحار سنوياً بـ 800 ألف شخص.
  • معظم المُنتحرين يُعانون من أمراض نفسية بنسبة تصل إلى 90% ولا تقل عن 27%.
  • أكثر من 50 في المائة من نسبة المُنتحرين يُعانون من الاكتئاب الحاد.
  • تبلغ نسبة المُنتحرين بسبب إدمان الأدوية والعقاقير الطبية سواء المهدئات أو المنومات وأيضاً إدمان الكحول 15% إلى 61%.
  •   نسبة المُنتحرين الذين يتعاطون الهيروين 35%.
  • حوالي 20 % من متعاطي الكوكايين والميثافيتامينات بشكل يُحاولون الانتحار و 65% تسيطر عليهم الأفكار الانتحارية.

كما تؤكد أكثر من دراسة أن حوالي 79 % من نسبة المُنتحرين اعتمدوا على الجمع بين العقاقير والأدوية الطبية المخدرة والكحول من أجل إنهاء حياتهم.
إذن نحن أمام فاجعة حقيقية لآلاف الأشخاص حول العالم يقدمون على الانتحار بسبب الاضطراب النفسي والاكتئاب  بعد أن هزمهم اليأس والإحساس بالوحدة والنسبة الأكبر منهم مدمنين وينهون حياتهم بتعاطي جرعات زائدة من المخدرات.

يُذكر أن الفئات العمرية الأكثر إقداماً على الانتحار تتراوح أعمارهم ما بين 40 عاماً إلى 60 عاماً، وتأتي في المرتبة الثانية تلك الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 18 إلى 39 عاماً.

ما هي الخطوات اللازم اتخاذها من أجل مواجهة ذلك الارتفاع المرعب لنسبة الانتحار؟

زيادة عدد المُنتحرين بسبب الإدمان والإصابة بالأمراض النفسية بتلك النسبة زيادة تتطلب تدخل من الجهات المسؤولة من أجل وقف ذلك الزحف القاتل عن طريق ثلاث محاور رئيسية والعمل عليها بمُنتهى الدقة والحزم وهي:

  • العمل على تطوير مُنظومة التوعية لتنظيم حملات واسعة النطاق من أجل إفهام الجميع سيكولوجية الإدمان والأفكار الانتحارية، والأسباب الجذرية التي تدفع المدمن للانتحار.
  • تعزيز المُراقبة على تصنيع وبيع وشراء العقاقير الطبية المخدرة للحد من انتشارها ووقف سهولة الحصول عليها كونها من أكثر المواد المُستخدمة في عملية الانتحار.
  •  ضرورة زيادة التركيز والاهتمام على العلاج النفسي والتأهيل السلوكي للمدمنين خاصة منهم مدمني المؤثرات والمهلوسات العقلية.

تلك الخطوات ستساعد بشكل أكيد على فتح الطريق لخفض معدلات المُنتحرين بين المدمنين، ولكنها ستصبح بلا قيمة إن لم تبدأ الأسرة والأصدقاء بتفعيل أدوارهم التي تُعد أدوراً مهمة يعوّل عليها لإنجاح عملية علاج الإدمان، ونقصد هنا تقديم الدعم النفسي والإشباع العاطفي القائم على الفهم والتفّهم لكل ما يمر به المدمن.

ما هو دور الأسرة لمنع المدمن من التفكير في الانتحار؟

الإدمان والانتحار خطان متوازيان، وقد تحدث الكارثة في أي لحظة، والسبيل الوحيد لإنقاذ المدمن ومنع استسلامه للأفكار الانتحارية هو علاج الإدمان على المخدرات، مع التركيز على اكتشاف الاضطرابات النفسية الأساسية التي دفعتهم إلى تعاطي المخدرات من الأساس وعلاجها.

بداية الطريق من أجل إنقاذ مدمن المخدرات من سيطرة الأفكار الانتحارية

الإحساس بالغربة وعدم الانتماء والشعور بالوحدة، هي المشاعر التي تسيطر غالباً على المدمن، وتجعله متيقن أن الانتحار هي الوسيلة الوحيدة القادرة على تخليصه من ذلك الألم الذي ينخر داخله ويحيله إلى الجنون، والجرعات الزائدة من المخدر هي وسيلته لتنفيذ ذلك، فكيف نستطيع إيقاف الكارثة؟.

في تلك الحالة يجب أن نعمل على أنفسنا أولاً ( الأسرة) لنكون مؤهلين لمساعدة المدمن حقاً على مُقاومة  سيطرة الأفكار الانتحارية بالطرق الصحيحة، وهذا الأمر يتطلب ما يلي:

  • التعمق في فهم ماهية الانتحار أسبابه الرئيسية.
  • أن نتفهم ونتأكد نحن أن الشعور بالوحدة والاغتراب مشاعر قاتلة.
  • التأكيد للمدمن المصاب بالاكتئاب أن الأسرة تتفهم ما يشعر به وتهتم لأمره، فهم موجودون من الأساس بجانبه لتقديم المُساعدة وبشكل دائم.
  • إقناع المدمن بأن حالته قابله للعلاج ويُمكن التغلب على تلك الأفكار الانتحارية بعدة خطوات مُتاحة عن طريق علاج الإدمان وتقديم الدعم النفسي والعاطفي من جانبهم.
  • تمرير الاطمئنان لنفس المدمن وبناء الثقة بيننا وبينهم، والتأكيد على أن علاج الإدمان أمراً متاحاً ومضموناً في الوقت الحالي.

إذن البداية الحقيقة من أجل معالجة إدمان المخدرات هي إدراك التعقيدات المحيطة بدافع الانتحار، نقف على أسبابه، وكيف يؤثر على أفكار المدمن ويؤدي إلى تشويهها، لنتمكن من وضع إستراتيجية مُحكمة للتعامل مع المدمن وتعديل مسار فكره، وتنحية الميول الانتحارية بطريقة نتفادى بها زيادة سيطرة سلوكيات الإدمان عليه وبالتالي إقناعه بعلاج الإدمان في نهاية المطاف.

كيف يعمل الإدمان على منح الأفكار الانتحارية والسيطرة الكاملة على العقل؟

تعاطي المخدرات يمنح المدمن بنسبة مُنخفضة شعوراً مؤقتاَ جداً بالنشوة، يغطي المخاوف بقشرة رقيقة من الوهم.. وهم السعادة والثقة، وفي نفس الوقت يغذي مكامن الضعف داخلنا وسرعان ما نشعر بالقلق، التوتر، و يجتاحنا الخوف، وتشعر بالعجز التام ونقبع في حفرة ضخمة شديدة الظُلمة، حينها ستتسرب قوتنا وتنهار إرادتنا، لنقف جامدين بلا حول أو قوة متخلين عن أنفسنا، لأن عقولنا لا تستطيع حتى التفكير بطريقة منطقية بسبب فعل المخدر داخل أجسامنا.
والكارثة الأكبر عندما يُصاب المدمن بالاضطراب النفسي والاكتئاب الحاد، لم يقف جامداً وحسب، بل سيتحرك فعلياً ويحاول الانتحار، بعد أن فقط الأمل نهائياً وقبع في اليأس فاقداً القدرة على مُقاومة سيطرة الأفكار الانتحارية والاضطراب النفسي.

قدرة المواد المخدرة على زرع اليأس  وقطع كل خيوط الأمل داخل عقل المدمن مصدرها التأثير الطاغي على أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير بإيجابية وإتلافها، ويؤكد المتخصصون في معالجة الادمان أن تلك الأجزاء دائماً ما تكون طوق نجاة لنا في أشد الأزمات.
إذن الإدمان يضعف قدرة الجهاز العصبي والمخ على تثبيط الألم الجسدي والنفسي وبالتالي يفقد المدمن قدرته على التحمّل، ليختفي رويداً رويداً الصوت الوحيد القادر على إثارة التساؤل داخلنا لإيجاد أسباب قوية للبقاء أحياء!!، حينها سنكره تواجدنا في الحياة، وتسيطر الأفكار الانتحارية علينا بشكل كلي.
والحقيقة الماثلة أمامنا الآن هي وجوب مُحاربة الاكتئاب حتى لا يقضي على طريقة تفكيرنا الإيجابية في الحياة، والأهم من ذلك تعلّم كيفية إقناع المدمن بعلاج الإدمان.

كيف نحول يأس المدمن إلى أمل ليقتنع بضرورة علاج إدمان المخدرات؟

قد تكون عملية توجيه فكر المدمن نحو الإيجابية وانتشاله من الحزن واليأس عملية صعبة خاصة على الأسرة والأصدقاء من جهة، ومن جهة أخرى قد يستعصى على المدمن نفسه تقبل تلك الأفكار نظراً لسيطرة الأفكار الانتحارية التامة عليه، لكن ولأننا  متخصصون عايشنا الأمر ونعلم تماماً ما يدور بعقل المدمن قبل العلاج وأثناء تطبيقه وحتى بعد إتمامه، يُمكننا تحويل مسار أفكار المدمن ونظرته للأمور ليكون مهيئاً لتقبل عملية العلاج بقناعة تامة، غير أن ذلك لا يتم على الوجه الأمثل إلا بإتقان الأسرة لدورها في تقديم الدعم النفسي كما سبق وأشرنا.

إدراك أهمية الوقت وسرعة التحرك للنجاح في إقناع المدمن بالعلاج

من المهم أن نعي أن عامل الوقت مهم جداً بالنسبة للمتخصصين في علاج الإدمان على المخدرات، فكلما مر الوقت تتضخم الفكرة وتسيطر ليندفع المدمن محاولاُ الانتحار بقناعة غير قابلة للنقاش، تلك المُحاولة أو قل المحاولات بعضها – أسفاً – ينجح، والآخر يفشل كون التّدخل من قبل المعالجين جاء في الوقت المُناسب لإنقاذه والسبب سرعة تحرك الأسرة من البداية لإقناع المدمن بالعلاج.

“ماذا لو” أصبحت متعافياً من الإدمان؟

بماذا يشعر المدمن المُقبل على الانتحار وكيف سيكون إذا وصل للتعافي؟ يغرق المدمن في حزنه ويأسه وتعاسته، حيث الظلام الحالك، فلا هو يستشعر أملاً، ولا يرى حافزاً يثير فيه دافع أو عزيمة للبقاء على قيد الحياة، نفذت الحلول والانتحار هو السبيل الوحيد.!، هذا هو ما يدور في عقل المدمن المصاب بالاكتئاب الحاد، ذلك لأنه لم يفكر أبداً بماذا سيشعر بعد أن يصبح مدمن متعافي؟، لن يستطيع أن يتصور الحالة التي تعتري المتعافي من اعتزاز وثقة، أمل وسعادة، ومتعة غير اعتيادية لأنه استطاع أن ينظر في وجوه أحبائه دون الشعور بألم الإحساس بالذنب، يخالطهم بارتياح لأنه قادر على الاستمتاع معهم والشعور بالبهجة دون أن يعتريه الخجل.
نعلم أننا نريد تحويل فكر المدمن من أقصى إلى أقصى وقد يبدو الأمر صعباً، لكنه ببساطة كل ذلك يبدأ بإثارة سؤال بسيط من كلمتين داخل نفسه في الوقت المُناسب وهو “ماذا لو؟”.

  • ماذا لو كان كُل ما نشعر به مُجرد وهم لا أساس له؟.
  • ماذا لو مازال بإمكاننا المقاومة والانتصار؟
  • ماذا لو اتخذنا قراراً بالتمسك بالحياة وبذل أقصى ما لدينا لنحيا سعداء؟
  • ثم، ماذا لو مازال أمامنا متسع من الوقت بالفعل لتحقيق النجاح وعلاج إدمان المخدرات؟.

أسئلة تحمل أمل يبعث الحياة في نفس المدمن، وبمُجرد أن يتساءل يجب أن ننتقل للمرحلة التالية وهي تعليمه كيفية الوصول إلى إجابة مُرضية ومُقنعة له تخلق دافع وتنمي حوافر جديرة بمُقاومة الميول الانتحارية.
ويجب أن نعلم جيداً أن الأمر نسبي بين الحالات الإدمانية، فالبعض قد يواجه عوائق أكثر من غيرهم، من الجهة الأخرى،،الأكيد أن هناك نسبة كبيرة من المدمنين استطاعوا التخلص من الإدمان، والتأقلم على أنماط الحياة الصحية دون الاحتياج لتعاطي المخدرات مرة أخرى.

أقصر طريق لبدء التعامل الصحيح مع الميول الانتحارية للمدمن

يُمكن كسر سيطرة الأفكار الانتحارية والتغلب عليها إذا تم اكتشاف وتشخيص الاضطرابات العقلية التي تدفع المدمن للانتحار سريعاً، ولن يتم ذلك الأمر إلا عن طريق إمداد الأطباء بكافة المعلومات التي تتصل بالمدمن وتوجهاته الفكرية وسلوكه الظاهر من قبل أسرة المدمن بشكل فوري، وعلى رأسها أي مُحاولة انتحار سابقة قام بها المدمن، وبالتالي يجب أن يكون المدمن وأسرته منفتحين صادقين مع الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان، وتوفير كافة المعلومات التي تتصل بالمدمن، خاصة فيما يتعلق بتوجهاته الفكرية وسلوكه الظاهر، حينها سنوفر الكثير من الوقت والجهد لأن كثير من الاضطرابات النفسية تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لاكتشاف وجودها،وبمساعدة المعلومات التي تلّقاها مُبكراُ يستطيع الطبيب التعامل مع المدمن على أساس يقيني ووضع المنهج الأصح للعلاج في الوقت المُناسب.

الطريقة الفعّالة لمنع ظهور الأفكار الانتحارية أثناء علاج إدمان المخدرات

وضع خطة علاجية تعمل على علاج الإدمان بصورة مُنفصلة عن علاج الاكتئاب  قد تؤدي إلى زيادة شدة أعراض الاضطراب النفسي وسيطرة الأفكار الانتحارية على المدمن، وعلى الجانب الآخر إذا تم إخضاع المريض لعلاج المرض النفسي فقط، قد تنخفض قدرة المدمن على مُقاومة أعراض انسحاب المخدرات من الجسم التي تسلبه الراحة، وتزيد من الاضطراب وتؤجج مشاعر الحزن والبؤس وعليه تسيطر عليه الميول الانتحارية.
وعليه فإن الطريقة المُثلى لمنع الانتحار وإنقاذ المريض هي علاج كلا المرضين معاً في قسم علاج الإدمان والاضطراب النفسي أو كما يُطلق عليه طبياً “التشخيص المزدوج”.

خطوات العلاج داخل قسم الإدمان والاضطراب النفسي “التشخيص المزدوج

بمُجرد دخول مدمن المخدرات قسم علاج الإدمان والاضطراب النفسي يكون قد تخطى نصف الطريق مما يرفع نسبة التغلّب على الميول الانتحارية ومنع مُحاولة الانتحار وفيما يلي توضيح لخطوات العمل داخل قسم التشخيص المزدوج:

  • تشخيص حالة المدمن ونوع المرض العقلي الذي يُعاني منه بشكل دقيق .. هوس، وسواس، واكتئاب.
  • تحديد مدى خطورة أعراض الاضطراب النفسي الذي يُعاني منه المدمن.
  • وضع الخطة العلاجية التي تمنح المدمن أقصى درجات الرعاية المُمكنة وفقاً لما يحتاجه من مُتطلبات علاجية.
  • البدء في مُحاربة الرابط بين الادمان والانتحار بتعزيز الطاقة الإيجابية، والحد من التركيز على المشاعر السلبية، ثم العمل على تخفيفها خاصة منها التوتر والقلق، الغضب والحزن، الإجهاد.
  • تعزيز وسائل الدفاع الذاتي للمدمن عن طريق التخلص من إحساس الشعور بالذنب والوحدة بزيادة الثقة بالنفس وقبول الذات مما يُساعده على التغلب على كافة المشاعر السلبية عندما تنتابه وبالتالي منع سيطرتها على أنماط تفكيره.
  • العمل على إبعاد المدمن عن العادات السيئة التي تعزز السلوك المضطرب المتصل بالإدمان، وتعويده على أنماط الحياة الصحية، والتحكم في السلوك وضبطه بما يتوافق مع المزاج المجتمعي العام.

أخيراً لا يهم إن كان المدمن حاول الانتحار من قبل، الأهم هنا استمراره في الاستجابة لعلاج الإدمان من أجل الوصول إلى أقصى درجات الثقة بالنفس باتزان، حينها سيكتشف المدمن ما لديه من إمكانيات تمكنه من كسر حاجز اليأس وخلق فرصة جديدة تمنحه الحياة التي يشتهي، سيتعلم المدمن كيف ينظر إلى نفسه بإيجابية دائماً حتى ولو كان في قمة حزنه واحباطه، وإلا يترك نفسه فريسة للفكر الانتحاري حتى لا تهون الحياة عليه، فدائماً وأبداً على الأرض ما يستحق الحياة من أجله.

الخلاصة:

خلاصة القول هنا أن الرابط بين الادمان والانتحار هو المرض النفسي وخاصةً الاكتئاب، وكلما أسرعنا في إخضاع المدمن للعلاج المتخصص، ارتفعت نسبة نجاح علاج الإدمان والاضطراب النفسي في آن واحد، شريطة أن يتم مد الأطباء بكافة المعلومات التي تخص المدمن لتسهيل عملية التشخيص ووضع خطة العلاج المُناسبة، تلك التي تلبي احتياجاته الجسدية والنفسية، حينها فقط يُمكن التغلب على الميول الانتحارية، وتقويم فكر المدمن وتأهيله سلوكياً ليكون جاهزاً الاندماج والانخراط مع المُجتمع بشكل طبيعي.
إذا كنت في حاجة للمساعدة فيما يخص الإدمان أو الميول الانتحارية يمكنك الاتصال على 01154333341 مستشفي دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان لتتلقي إجابة فورية من طبيب مختص في علاج إدمان المخدرات.

الكاتب: أ. هشام جواد.

شارك المقال

إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على  البحث والاطلاع المستمر  مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق  يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.

أ / هبة مختار سليمان

أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اقرأ أكثر

الأسئلة الشائعة حول العلاقة بين الإدمان والإنتحار

في الحقيقة هي لحظات وليست لحظة واحدة التي يَشعُر فيها المدمن بذلك الشعور وفي الغالب تكون لأسباب اجتماعية وأهمها شعور المدمن بعدم الاهتمام ممن حوله وأنهم لا يُفضلون بقائه على قيد الحياة مما يجعل بداخله شعور قاتل، عدم قُدرته على الوفاء بالتزاماته المادية أو مَسئولياته تِجاه أسرته، مما يَجعله يُفكر في الانتحار، عندما ينتكس أكثر كمن مرة بعد الخضوع لعلاج الادمان فيشعر أنه لا فائدة من العلاج، ولكن نحن نقول له أن كل تلك اللحظات حتى وإن مرت فهو مازال قادر على الوقوف على قَدميه مرة أخرى ولا يَيأس أبداً.

نعم بالطبع هناك برامج علاجية داخل المستشفى وهو برنامج التشخيص المزدوج الذي تم ذكره سابقاً وهو برنامج ناجح جداً يَقوم على حماية المريض النفسي الذي يُعاني من ادمان المخدرات وعلاجه بكل السبل المُمكنة من أدوية وجلسات نفسية فردية وجماعية، ولذلك تَحرص مستشفى دار الهضبة على توفير أطباء متخصصين في علاج الإدمان جنباً إلى جنب مع الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين وجميعهم حاصلين على شهادات مُعتمدة دولياً، مما جعل المنظومة الطبية داخل المستشفى مُكتملة الأركان وهذا هو سر نجاح علاج تلك الحالات باحترافية.

يُمكن حل تلك المُعادلة الصعبة عن طريق الاعتماد والتركيز بشكل أكثر على العلاج النفسي أكثر من الدوائي، حتى وإن كان سيَضطر لاستخدام بعض الأدوية الخفيفة ولكن يبقى العلاج النفسي هو الحل الأمثل في تلك الحالات ويشمل بعض البرامج العلاجية مثل العلاج السلوكي المعرفي، جلسات فردية وجماعية والذي يُطلق عليه العلاج بالكلام فنستطيع من خلال ذلك النوع من العلاج أن يُخرج كل ما بداخل المريض من أحاسيس سلبية، برنامج التثقيف الأسري، ومقابلة فرق الدعم فكل تلك البرامج العلاجية يُمكن أن تعطي نتائج مُبهرة في حالة المدمن الذي يُعاني من أفكار انتحارية.
اكتب ردًا أو تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مستشفى دار الهضبة معتمده ومرخصة من قبل
مستشفى دار الهضبة معتمدة من وزارة الصحة