محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
حالتي قبل الاستخدام
لا أخفي عليكم، كانت حالتي متدهورة قبل استخدام ألبرازولام، إذ كنت أعاني من نوبات الهلع واضطرابات القلق، إثر أحداث حياتية وقعت لي في مرحلة المراهقة، بدأ الأمر بالإصابة بالاكتئاب، تدهورت صحتي النفسية بعدما كنت أرفض رفضا قاطعا الذهاب لطبيب نفسي، حتى عانيت من أولى نوباتي الهلعية، وأوشكت أن أفقد عقلي.
في كل نوبة كنت أشعر بأنني أوشكت على الجنون أو الموت، لهذا بعد عدة أشهر رضخت لزيارة طبيب نفسي، بعدما باتت الحياة مستحيلة بدون علاج، فحالة الانفعال والخوف الدائم جعلتني في عزلة تامة ومعها تضاعفت أعراض اضطرابات الهلع.
تجربتي مع دواء ألبرازولام الأولى والتوصيات الطبية
بعدما أتم الطبيب فحصي، قال إني بحاجة للأدوية والعلاج النفسي في آن واحد، شرح لي الفوائد المرجوة من الدواء، وكيف يسير جنبا إلى جنب مع جلسات العلاج السلوكي.
وصف لي دواء ألبرازولام، وأخبرني أن الأدوية النفسية جميعها تعمل على أنظمة المخ والجهاز العصبي، خاصة زاناكس أو البرازولام الذي ينشط ويحفز تأثير ناقل عصبي يسمى جاما، ومع زيادة نسبته يتوفر لي الهدوء المطلوب إذ يخفض من أعراض النوبات بشكل فعال، وذلك لأنني أعاني من اضطراب هرموني في الدماغ ويجب أن نعمل على استقراره.
أقر الطبيب أن لدواء البرازولام بعض الآثار الجانبية، لذا يجب أن نبدأ أولا بجرعة منخفضة لنراقب استجابة الجسم، ثم رفع الجرعة تدريجيا للوصول إلى الفعالية المطلوبة، لتخفيف أي أثر جانبي مزعج والحصول على أقصى استفادة لاحتواء الأعراض. بينما جلسات النفسي هي التي يعول عليها من أجل معالجة النوبات، ثم حدد لي الجرعة.
بدأت تجربتي مع ألبرازولام من هنا عند تناول أو حبة من الدواء، بدأ مفعول العقار المريح في غضون ساعة من تناوله، كانت أعراض استخدام ألبرازولام الأولى مريحة للغاية، شعرت بالاسترخاء، وتلاشي القلق والاضطراب، أحسست أنني طبيعي لأول مرة منذ فترة طويلة، كان كل شئ مريح وهادئ، كما أني شعرت بالنعاس والحاجة إلى للنوم، ودوار خفيف، وتركيز ضعيف، بعد حوالي 4 ساعات بدأ تأثير العقار في التلاشي، خلال 11 ساعة تقريبا انتهى مفعوله، الغربي إنني بمجرد شعوري برجوع أعراض نوبات الهلع مرة أخرى، تغاضيت عن توصيات الطبيب، ومن فزعي لجأت لحبة أخرى من ألبرازولام.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
الآثار الجانبية بعد خروجي عن الجرعة المحددة
حسنا لم أتمهل، ولن أنتظر موعد الجرعة المحددة، تناولت ألبرازولام سريعا، حتى أشعر بتأثيره المهدئ، تلك المرة لم تكن الأعراض الجانبية مجرد دوخه أو نعاس، بل تعدت ذلك وأصبحت مزعجة للغاية منها اضطراب في الشهية، صداع، ألم في العظام، انفعال وعصبية، غثيان، جفاف الفم، دوار شديد، نعاس مفرط، صعوبة في التبول والتبرز، غثيان، هلوسة. بقيت على تلك الحالة لعدة ساعات ولكن خلالها كان القلق وأعراض الهلع متوقفة.
برغم معاناتي من الآثار الجانبية وانزعاجي منها إلا أنني لم أكترث، فأنني كنت على استعداد لتجربة أي شئ مقابل عدم العودة لنوبات الهلع مرة أخرى، لذا تماديت في التعاطي بشراهة.
تطورات أعراض التعاطي
بجانب انعزالي بسبب نوبات الهلع، تطور سوء استخدام ألبرازولام سريعا عندي، كانت جرعتي الأساسية هي 0.5 ملجم في الصباح، عندما خرجت عن توصيات الطبيب، بدأت في زيادة الجرعة كل 4 أو 5 أيام، لذلك وصلت لتناول 7 أو 8 ملجم يوميا من ألبرازولام، كانت رغبة التعاطي تزداد وكلما تأخرت عن تناول الجرعة تعرضت لاضطراب انسحابي، مما جعلني لا أفكر مطلقا في التوقف عن التعاطي مهما بلغ الثمن.
بعد 4 أسابيع تقريبا، أصبح الدواء هو كل ما أفكر فيه، متى أحصل عليه؟، الاشتياق إلى تأثيره رغم أعراض تعاطي ألبرزولام التي كانت تؤذيني، كنت أعاني من:
- انحدارا نفسيا وجسديا.
- اضطراب متواصل إذ كنت أعاني من الضعف الجسدي الشديد.
- صعوبة الحركة.
- انعدام الاتزان والتنسيق.
- تنفس ضعيف وصعب.
- التباس دائم وعدم القدرة على الكلام الواضح.
- مشاكل في البصر والدوخة.
- إدراك غائب وتركيز مفتقد.
- انخفاض القدرات الجنسية.
- أعراض ذهانية.
- عنف وعدوانية.
- نوبات من التشنجات العصبية.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
ورغم ذلك كان عقلي متعطشا للمزيد، دخلت في اضطراب دائم وقلق متنامي وأرق متواصل، ولم ينقذني من كل ذلك إلا حبة ألبرازولام لمدة دقائق.
أنا مدمن
تخطيت حاجز الـ 12 شهرا وأنا أعتمد على الدواء، وصول قرار الفصل من كليتي، كان التنبيه الأول لأسرتي بالحالة التي كنت أعاني منها، بعد استلام القرار دخل أخي علي الغرفة، وبدأ بمحاولة الاستفسار عن سبب تغيبي وإهمالي لنفسي و دراستي، وصفت له كل ما أمر به، إني لا أستطيع التخلي عن ذلك الدواء، استمع لي جيدا، وبدأ يناقش معي الأسباب رويدا رويدا، حتى اقتنعت أني مدمن على ألبرازولام واحتاج إلى مساعدة من نوع خاص، أخرج أخى هاتفه ثم بحث عن إدمان ألبرازولام وكيفية علاجه، نظرت إليه وقلت سأحاول التوقف بمفردي.
ما واجهته أثناء التوقف في المنزل
برغم أن أخي نصحني بالتوجه لمركز لعلاج الإدمان إلا أنني تمسكت بأن أحاول أن أتوقف بمفردي، وبمجرد أن توقفت عن الجرعة بعد مرور 24 ساعة بدأت في مواجهة أعراض انسحاب ألبرازولام أبرزها أعراض الحمى كالتعرق، الرعشة، التعب والإرهاق بجانب قلق عارم، نوبات تشنجية.
بدأت الأعراض الانسحابية العقار في التفاقم كلما مر الوقت، بدأت أشعر أنني أخرج عن جسدي وتتبدد شخصيتي، عانيت نوبات الذعر والأرق، الهلوسة الشديد والهذيان، غياب تام للإدراك.
في اليوم الثالث لم أعد أحتمل كل ذلك، تجربتي مع التوقف عن التعاطي فاقت توقعاتي، شعرت أنني أتهاوى حتى انتكست وتناولت ألبرازولام مرة أخرى، اتصلت بأخي لأخبره عن الأمر، هنا أخذنا قرار سويا باللجوء لمركز متخصص لعلاج الإدمان.
تجربتي داخل المركز المتخصص لعلاج الإدمان
كان الخوف يتملكني بمجرد الشعور بأني سأحجز في مستشفى لعلاج الإدمان، داخلي أرغب في العلاج، وفي نفس الوقت لا أتخيل وضعي داخل المركز، حاولت أنا وأخي اختيار المركز المناسب، حتى اهتدينا إلى مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، تواصلنا عبر الواتس آب على رقم 00201154333341، وخلاله تعرفت على طرق العلاج، ومدى آمانه، والاختيارات المتاحة، أكد لي الأطباء أن الانسحاب يمر دون ألم يذكر، بجانب استراتيجيات العلاج النفسي والسلوكي لمنع الانتكاس.
منذ اللحظة الأولى داخل مستشفى دار الهضبة شعرت بالراحة، إذ تم التعريف ببرامج علاج الإدمان وأهداف كل مرحلة، وما زاد اقتناعي وإصراري أماكن الإقامة والبرنامج اليومي والوسائل الموجودة، هنا أحسست أن تجربتي مع دواء ألبرازولام ستنتهي على يد فريق طبي من أكفأ الأطباء.
تم تحويلي سريعا إلى التقييم وتشخيص الحالة، بعدها تم تطبيق بروتوكول سحب السموم، تم وضع جدول زمني لإدارة الأعراض الانسحابية، خلال 14 وعن طريق الأدوية والبرنامج الغذائي تخطيت مرحلة انسحاب ألبرازولام بمنتهى اليسر، حيث منحني الدواء استقرار وراحة، وشملني الأطباء بالدعم والمراقبة، شعرت بتعافي جسدي لا مثيل له، وهدأت رغبة التعاطي.
انتقلت للخطوة الثانية وهي خطوة المعالجة النفسية بعدما أطاح بي إدمان ألبرازولام إلى اضطرابات القلب والاكتئاب من جديد، بجانب إدارة الانسحاب طويل المدى.
بمجموعة من الجلسات الفردية والعلاج المعرفي والتحفيزي والجدلي يتم معالجة مدمن ألبرازولام في مرحلة العلاج النفسي مع استمرار البروتوكول الدوائي، وخلال روتين يومي صحي ترفيهي، وعلاجات جماعية وتقنيات الطب المجتمعي وتقويم السلوك تم تأهيلي للتخلص من اضطراب تعاطي المخدرات ومنع الانتكاسة، كما عمل الأطباء معي على معالجة مسببات الإدمان وتطوير شخصيتي، وكيفية مقاومة مغريات التعاطي الخارجية.
أتمت تجربتي مع علاج ألبرازولام حوالي 3 أشهر في مستشفى دار الهضبة، تم علاجي جسديا ونفسيا وسلوكيا، بعدها دخلت في مرحلة التعافي المبكر الخارجية والالتزام بالأنماط الصحية للوقاية من الانتكاسة.
الآن أنا متعافي من إدمان ألبرازولام منذ 3 سنوات، بينما تعالجت من نوبات الهلع عن طريق جلسات العلاج السلوكي، بعدما تعلمت الكثير وأصبحت أكثر قدرة على استيعاب أنماط تفكيري والسيطرة عليها.
ماذا تعلمت من رحلتي مع دواء ألبراز وأهم النصائح لكم؟
الدروس المستفادة من خلال تجربتي مع دواء ألبرازولام لا تعد ولا تحصى، إذ عرفت الكثير عن جسدي وكيف يدار عقلي، إليك أبرز النقاط التي كانت علامة فارقة في حياتي بعد تلك التجربة:
وأهم ما أود أن أنصحكم به:
ملخص المقالإذا كان دواء ألبرازولام مفيدا في علاج القلق ونوبات الهلع، فإن التزامك بتوصيات الطبيب هو ما يحدد مدى فائدة الدواء بالنسبة إليك، الخروج عن النص يعني الوقوع في الاعتماد، لا تكرر تجربتي مع دواء ألبرازولام وتتمادى في التعاطي، فالأمر ينطوي على خطورة لن يشعر بها إلا من غاصوا في وحل الإدمان، قي نفسك من الشرور ولا تعبث بعقلك وقدراتك الذهنية، وإذا أيقنت أنك مدمن سارع بعالج إدمانك بشكل كامل، لتستعيد روحك من جديد.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
- ‘My personality changed’_ Johnny, 16, on Xanax addiction _ Drugs _ The Guardian
- Xanax (Alprazolam)_ Uses, Dosage, Side Effects, Interactions, Warning
- Xanax Addiction And Abuse – Addiction to Alprazolam – Addiction Center
- Alprazolam (Xanax) _ NAMI_ National Alliance on Mental Illness
- Alprazolam – StatPearls – NCBI Bookshelf
- Alprazolam_ MedlinePlus Drug Information
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر