محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
لماذا قررت ترك الحشيش؟
سيطرة الحشيش على عقلي وصلت إلى تفضيله على أولادي وأسرتي، سمعت ابني يهمس لأخيه ” أبي لا يستطيع التفكير بشكل صحيح ودائما في عالم آخر، أنا لا أرغب أن أصبح مثله”.
حينها تركت المنزل للتعاطي وأنا أفكر في نظرة ابني إلي، انهالت مواقفي مع أولادي وزوجتي دفعة واحدة، وجدت كيف كنت أظهر غير مسيطر على نفسي، معكر المزاج، أفكر في الحشيش فقط، شارد الذهن، أهلوس أحيانا، كيف يراني ابني الآن؟!.
حينها قررت ترك الحشيش بشكل انفعالي، دون أن اضع في الاعتبار إني مدمن. سأتعرض لأعراض انسحاب قد تجبرني على العودة للتعاطي.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
الأيام الأولى من التجربة
وحدي تماما ودون أن أخبر أحد خضت تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش حيث بعد عدة ساعات بدأت أعاني من أعراض انسحابه أولها رغبة في التعاطي، ثم الأرق، في الصباح لم تكن هناك رغبة لدي في تناول الطعام، ولم استطع السيطرة على انفعالي وتوتري، خرجت مهرولاً من المنزل لاستنشق الهواء.
مر اليوم الأول والثاني ضل لضيق الروحي يلازمني، و الكآبة والبؤس يخيمان علي، القلق لم يفارقني، ولكنني كنت أتذكر كلمات ابني أصمم على الامتناع عن التعاطي.
اليوم الثالث من تاريخ آخر جرعة كان ثقيلا، إذ بدأ جسمي يتألم خصوصا على مستوى المعدة، والصداع يلازمي يكاد يفجر رأسي، وانهار تركيزي وظهر علي الإرهاق والتعب والانفعال في عملي وطلبت إجازة من العمل لمدة أسبوع.
لم استطع النوم أو الأكل مرة أخرى إلا لقيمات بسيطة، وبدأ جسمي في صباح اليوم الرابع من ترك الحشيش يهتز ولا استطيع التحكم فيه، يدي ترتعش، ودرجة حرارتي مرتفعة، شعرت باحتقان في الحلق، والصداع مستمر.
لم استسلم غلقت باب غرفتي على وأنا أكاد أجن من الألم الجسدي والضيق الروحي الذي أعاني منهم، كنت حزينا بائسا منفعلا متوترا، يؤلمني جسدي ولا استطيع النوم، ورغبة التعاطي هي الفكرة الأولى في رأسي.
بعد أسبوع تقريبا هدأت بعض الأعراض، ولكن الاكتئاب ظل مستمرا، والتقلب المزاجي مرتفعا، والرغبة تزداد، أنا أشتهي المخدر وبقوة.
بعد 10 أيام ورغم أنني أعرف أن أعراض الانسحاب قد تستمر 15 يوما، وفي حالتي قد تكول لمدة 30 يوما، قررت الرجوع إلى العمل، وفي الطريق وجدت صديقا لي كنت اتعاطى معه، عرض علي جرعة، وكانت الصدمة إنى وافقت على الفور بعد ترك الحشيش لمدة 10 أيام.
بعد الانتكاسة يأست من نفسي و انتابتني مشاعر الخجل، كيف يسيطر على عقلي الحشيش لتلك الدرجة؟، ألم استطع الصمود لحظة مع أول اختبار حقيقي لي، ثم لماذا وافقت بسرعة بعد ان عانيت أول 10 أيام لترك الحشيش.
لماذا انتكست
للإجابة على تلك الأسئلة بدأت في القراءة عن إدمان الحشيش ومفعوله، وهي الخطوة التي كان يجب أن أقوم بها من البداية قبل خوض التجربة بمفردي.
حينها عرفت أن الحشيش يغير من عمل الدماغ، وينشئ أفكار إدمانية، أعراضه الانسحابية تدخلك في معاناة طويلة، لكن ببعض الوسائل الطبية يمكنك تخفيف أعراض الانسحاب بسهولة، والأهم هو وجود دعم كافي بجانبك يشبعك عاطفيا لكي تركز على نفسك فقط أثناء العلاج..
أنت تحتاج إلى بيئة صحية، وشخص يفهم ما يدور في عقلك، ويدربك على التعامل معه بشكل صحيح حتى لا تنتكس.
ذلك الشرح عن تجربة ترك الحشيش هو ما كنت احتاج لسماعه لأنني عانيت كل ذلك وبالفعل تلك كانت متطلباتي، فأنا انتكست لأنني لم أفهم حالتي وما الذي احتاجه، لأنني لم اعترف أنني مدمن وقادر على الإقلاع بمفردي، حينها اعترفت وبدأت بالبحث عن مركز لعلاج الإدمان، والحمد لله اهتديت إلى مركز دار الهضبة عن طريق أحد مدمني الهيروين المتعافين عبر الانترنت، تواصلت معه، وأعطاني رقم الواتس آب 01154333341.
النجاح في تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش
في دار الهضبة كانت تجربتي مع الإقلاع من الحشيش أسهل كثيرا، إذ عُلجت في مرفق علاجي مريح، بعيدا عن الضغط النفسي، أو المشتتات، وابتعادي عن أي شئ يذكرني بالتعاطي أثناء الانسحاب، بجانب منحي أدوية خففت من أعراض الانسحاب وجعلتني لا أعاني خلالها.
وهناك وجدت من يفهم مشاعري وسيطرة التفكير الادماني علي، كنت أجد الدعم قبل أن أطلبه، وكانت توفر لي الوسائل التي تشعرني بالانتعاشة والهدوء النفسي.
مرت أيام التجربة دون عوائق فلقد كنت أعرف الفرق جيدا بين ترك الحشيش وحيدا، وبين وجود فريق طبي متكامل يساندني خلال شهرين إلى 3 أشهر فقط، وإليك ما مررت به في دار الهضبة:
الدخول والاستقبال
من أول دخولي مركز الهضبة بدء الترحيب بي على أعلى مستوى، بدأ الطبيب في عقد جلسة معي وأفهمني أن العلاج داخل المشفى يتم في 3 خطوات فقط يعقبها فترة رعاية للحماية من الانتكاسة
البرنامج العلاج يوضع بما يتناسب مع تشخيص الطبي، ثم نبدأ بسحب السموم ومن بعدها العلاج النفسي والتأهيلي، ثم اصطحبني لتقييم حالتي.
مع أطباء التشخيص والتقييم
في تلك اللحظة أدركت أن تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش بمفردي ظلم لنفسي وتلك الأماكن المهنية موجودة، لأنني كدت أعرض نفسي للخطر عند مواجهة الانسحاب بمفردي، أما الآن أنا أشعر بأمان تام.
في نفس اليوم الأول اصطحبني فريق التقييم والتشخيص لعمل بعض التحاليل والمسح الطبي.
تم إرسال التقرير الخاص بي إلى الاستشاري، بحث حالتي بدقة، ووضع خطة سحب السموم، وخطوات المعالجة النفسية وما احتاجه للتأهيل، بناء على حالة الدماغ والأعراض الانسحابية التي واجهتها في أولى محاولات الإقلاع، بجانب مراعاة سماتي البيولوجية كالعمر والوزن والجنس وحالة الأعضاء الداخلية.
داخل وحدة إزالة السموم بدار الهضبة
كانت عبارة عن غرفة مجهزة على أعلى مستوى، أفهمني الفريق التمريضي أنني قد استغرق 10 أو 20 يوم ليتلاشى مفعول الحشيش تماما ولكنني لن أشعر بألم أو اضطراب مقلق.
منحني الأطباء جرعات مختلفة من الأدوية على مدار اليوم الأول، كما قدموا لي غذاء صحي، لم تخونني الشهية المرة، كنت آكل بشكل طبيعي، كما أنني نمت بشكل جيد.
خلال أيام الانسحاب كانت الدواء والنظام الغذائي بمثابة السحر، فالألم العاطفي والضيق الروحي أصبح خفيفا في أدني درجاته، النوم هادئ إلى حد ما، أمارس الرياضة كل يوم، وهناك نشاطات ترفيهية ومساحات خضراء تبعد عن ذهني فكرة التعاطي.
مرت 20 يوم دون أن أشعر بهم لأنني كنت مستمتعا، والأهم الدعم الذي كنت أحصل عليه دائما، لأنني كنت أفهم ما الذي يحدث لي وكيفية علاجه ومتى ينتهي.
جدول يومي للعلاج النفسي
من خلال تقييمي النفسي اتضح إني أعاني من الأساس من مرض نفسي يسمى اضطرابات المزاج، وذلك الاضطراب هو الذي جعلني أتوجه من البداية لتعاطي الحشيش، بعد أن شعرت بأن جسدي بدأ يتعافي، انتقلت إلى العلاج النفسي وفهم الذات.
كان العلاج عبارة عن جلسات نفسية وجماعية، يتحدث معي الطبيب فأجد نفسي أفهم ذاتي و بالتدريج استطعت فهم أفكاري وانفعالاتي وسيطرت عليها، حقيقة لم أكن اتوقع أبدا اني مصاب باضطراب نفسي.
وتلك المرحلة كانت أفضل فرصة حظيت بها قط، إذ فهمت شخصيتي وتعمقت فيها وعرفت كيف أتواصل مع ذاتي، وبعد عدة جلسات مع النظام اليومي للمركز القائم على النشاطات الصحية والترفيهية، وجدتني أكثر استقرارا وإشراقا، لقد كانت بداية حياة جديدة بالفعل.
إحكام السيطرة على النفس والسلوك
مع الجلسات الجماعية داخل مركز العلاج، كنت أتبادل الخبرات مع الآخرين، منهم من انتكس ورجع للعلاج ومنهم من يستكمل التأهيل السلوكي حتى لا يتعرض للانتكاسة مثلهم.
اتضح أن الاضطراب الإدماني للحشيش قد يضعفك أمام مغريات التعاطي الخارجية، كما حدث لي في أول التجربة بمفردي، إذ لم أستطع رفض عرض التعاطي في أول مرة.
ومن هنا ترجع أهمية تلك المرحلة بعد الراحة الجسدية والنفسية التي لا تعني أن الاضطراب الإدماني انتهى خاصة مع مخدر مثل الحشيش.
خلال شهرين خضعت لاستراتيجيات التأهيل السلوكي التي تعتمد على إدراكك لماذا يسيطر عليك الحشيش، وكيف تكسر تلك السيطرة، عن طريق تعديل أنماط التفكير، واستبدال سلوكيات الإدمان بسلوكيات صحية.
والأهم من ذلك التخلص من هويتك الإدمانية، واليقظة أن هويتك أن تكون حرا لا يسيطر عليك شئ.
انتهاء العلاج الداخلي والعودة للحياة
بعد 90 يوما، أخبرني الطبيب أنني أستطيع الخروج غدا، وأنا أيضا كنت أشعر بذلك، ولكنه وجهني لأهمية الاستمرار في العمل على التعافي.
قال أنت الآن متسلحا بكافة القدرات التي تمكنك من البقاء دون مخدرات، وتستطيع أن تمارس حياتك دون أي منزلاقات مادمت تنفذ خطة الرعاية الخارجية.
كانت عبارة عن جدول يوميات من أنشطة صحية تعودت عليها في المركز، ونبهني الطبيب أن هناك أعراض انسحابية خفيفة قد تظهر على خلال عدة شهور أخرى مثل الأرق، الصداع، اضطراب الشهية، لكن يمكن السيطرة عليها بسهولة من خلال تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، والاستمرار في حضور مجموعات التعافي.
بعد عامين من ترك الحشيش
والآن وبعد عامين دون تعاطي أصبح أصدقائي المقربون هم مجموعة التعافي، وابني كتب لي رسالة مفادها: ” لقد تغيرت يا أبي، لم أكن أكثر سعادة كما أنا الآن، اتمنى أن أكون مثلك في يوم من الأيام”.
وتلك الرسالة كانت أكبر معين لي للوقاية من الانتكاسة، بجانب دعم زوجتي، واصدقائي الجدد وطبيب دار الهضبة، الذين لم يتركوني في أي لحظة ضعف عندما احتاج إليهم.
خلال العامين قابلت بعض الأشخاص المتعاطين، يسألوني عن سر النجاح الذي حققته في ظرف عامين، وبدون تردد أروي لهم تجربتي مع الإقلاع عن تعاطي الحشيش، وأنصحهم بالعلاج في دار الهضبة، حتى جعلني الله سببا في تعافي بعضهم، وتجربتي صارت مثالا يحتذي به، لذلك تجرأت على كتابتها لكم، خاتما بتوجيه أسمى معاني الامتنان لمستشفى دار الهضبة وفريقها الطبي.
الخلاصةقدمت لكم تفاصيل ما حدث لي أثناء محاولتي الإقلاع عن الحشيش في تجربة فردية، وكيف كانت فاشلة، كما بينت لماذا العلاج الطبي هو الحل الأمثل لمعالجة الأعراض التي تنتج عن التوقف عن الحشيش، تجربتي تجربة حية تحاول إرشادكم للطريق الصحيح والتخلص من الإدمان دون ألم.
للكاتبة / ا. حياة
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين.
ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر