محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
بداية تجربتي مع الهيروين
في يوم لن أنساه لبقية عمري، كنت مع صديقي الذي طالما سخرت منه ومن تعاطيه مخدر الهيروين، وفي هذا اليوم الملعون كان معه كمية زائدة من الهيروين وكنت أخرج معه لأن لدي مشاكل في البيت والعمل ومحتاج إلى تغيير المكان وأن أنسى هموم الدنيا، وقال لي: ” كل مرة تسخر مني، جرب هذه المرة فلن تصبح مدمنًا من أول مرة… جرب وسوف تدعي لي وسوف تُحل جميع مشاكلك.” وياليتني لم أسمع كلامه، ولكن لم تكن هذه أول مرة الذي يُكرر أمامي أن السعادة واختفاء جميع مشاكلي تتلخص في تعاطي الهيروين، فقلت لنفسي طالما لن أصبح مدمنًا مثله فما المانع أن أُجرب مرة واحدة فقط، ولن أعود للتعاطي مرة أُخرى، ولكني لم أعلم أن هذه التجربة الأولى سوف تدفعني لتكرارها؛ لكي أشعر بهذا الإحساس الممتع مُجددًا، وتتلخص بداية تجربتي في إحساسي بنشوة جميلة جعلتني لا أفكر في مشاكلي، ولكن فعلياً لم تختفي تلك المشاكل مثلما زعم صديقي، ولكن سرعان ما دفعتني هذه النشوة إلى بداية مراحل التعاطي.
ماذا شعرت عند تناول الهيروين؟
كما ذكرت مسبقاً، كانت البداية مشجعة للاستمرار لما شعرت به من متعة ونشوة ونسيان مشاكلي التي كنت أعاني منها، ولكن سرعان ما تبددت تلك المشاعر واستُبدِلت بكثير من المشاكل الصحية والتأثيرات النفسية السلبية، فلم يعد تعاطي الجرعة المُعتادة يعطيني نفس تأثير الهيروين، لذلك دفعني الأمر إلى زيادة الجرعة للشعور بنفس التأثير الممتع للهيروين وإذا لم أتعاطى هذه الجرعة في موعدها المُحدد تظهر العديد من العلامات سواء كانت جسدية أو نفسية، وتتمثل في:
فقدت التركيز
نتيجة تأثير الهيروين على المراكز العصبية في المخ و المتعلقة بالتركيز، وبالتالي مع استمرار تناولي الهيروين أثر ذلك على درجة الانتباه والتركيز بدرجة كبيرة حتى إننى لم أعد أهتم بما يقال أو يثار حولي من موضوعات ونقاشات. وبالتالي أصابني ذلك بحالة من اللامبالاة، والتبلد، والانفصال عن الواقع المحيط، والدخول في حالة ما بين الوعي واللاوعي خاصة مع تأثير الهيروين على القشرة المخية المسئولة عن اتخاذ القرارات والوعي بالوسط المحيط.
إحساسي بألم شديد في الجسم
تسبب إدماني الهيروين في عدم الإحساس بالألم وقت التعاطي نتيجة تأثيره على مراكز الألم في المخ، حيث يتسبب في منع توصيل الرسائل التي تنتقل من المخ عبر الحبل الشوكي إلى الجسم، ولكن بعد مرور بعض الوقت و انتهاء مفعول المخدر أعاني من آلام حادة ومنتشرة في جسدي بالكامل.
معاناتي الدائمة من الصداع والدوخة
تسببت تجربتي مع الهيروين في معاناتي المستمرة من الصداع والدوار نتيجة تأثيره على مراكز الإتزان في المخ و إبطاء وظائف الخلايا العصبية، مما ينتج عنه فقدان الاتزان وإحساسي الدائم بالدوخة.
مشكلتي في صعوبة التنفس
تسبب إدماني الهيروين في إحساسي المستمر بالخنقة وضيق التنفس نتيجة انخفاض معدلات التنفس عن الوضع الطبيعي، لما يسببه من هبوط الوظائف الحيوية للجسم وخاصة وظائف التنفس.
فقدت الكثير من وزني
أشعر دائماً بامتلاء معدتي وعسر الهضم مما يتسبب فيه الهيروين من تأثير على الجهاز الهضمي، لذلك لا أشعر عادة بالجوع مما أدى ذلك إلى خسارة وزني وتغير شكلي بدرجة كبيرة وملحوظة.
أعاني باستمرار من الغثيان والقيء
كما ذكرت أن الهيروين يتسبب في اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي والمعدة، لذلك أصبحت أعاني دائماً من الغثيان وحالات القيء والإسهال كرد فعل من الجسم لتعاطي جرعة الهيروين.
تغيرت ملامح وجهي كثيراً
تسبب إدماني الهيروين في حدوث تغيير كبير في ملامح وجهي، أصبحت دائماً أصفر الوجه مع عيون حمراء، وجفون متدلية، وجلد شاحب وجاف، حتى أنفي أصبحت في حالة سيلان دائم وأحيانا اتفاجأ بنزيف من أنفي.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
كيف قررت علاج الإدمان في المنزل؟
لم أكن أتخيل يومًا أني أصبح مدمن، وكانت لدي عزيمة شديدة للتوقف عن تعاطي الهيروين، لذلك في البداية قررت أن أُعالج نفسي في المنزل؛ لأني لا أعلم أين أذهب وكيف أطلب المساعدة، وفي حقيقة الأمر أن إختياري كان خاطئًا؛ لأني عانيت كثيرًا خلال فترة علاج الهيروين بالمنزل لعدم وجود أي أدوية تساعد على ترك الهيروين، كانت فترة مُتعبة جدًا وكنت انتظر متى تنتهي أعراض انسحاب الهيروين بفارغ الصبر وبعد أن مر حوالي أسبوع من التعب المُستمر شعرت بالارتياح وبأن هذا الكابوس قد انزاح عني بلا رجعة، ولكني كُنت مُخطئًا؛ لأن رغبتي في تعاطي الهيروين أصبح أضعاف بالنسبة لما قبل العلاج.
تعرضت لانتكاسة بعد محاولة العلاج في المنزل
تعرضت في أحد الأيام إلى وقت عصيب ملىء بالمشاكل سواء في العمل أو في المنزل، بالإضافة إلى سيطرة فكرة الرجوع إلى تناول الهيروين مرة أخرى على عقلي، ومع ذلك حاولت مُقاومة فكرة العودة إلى الإدمان، فأنا بالتأكيد لا أريد تكرار تلك التجربة مرة أخرى، ولكني في آخر الأمر فشلت ولم استطع التحكم في نفسي ولم أشعر بذاتي إلا بعدما قمت بتناول الجرعة مجدداً وبعدها صرخت لماذا عُدت مُجددًا؟ لماذا!
لماذا لجأت إلى مستشفى دار الهضبة وتجربتي مع العلاج؟
قررت اللجوء إلى دار الهضبة لعلاج الإدمان عندما أحسست بأن تأثير المخدرات تملكني، وخاصة في يوم كان من أشد الأيام تعباً لأني تعاطيتُ جرعة كبيرة وظهرت أعراض الجرعة الزائدة من الهيروين على جسدي، حيث دخلتُ في نوبات تشنجية وانخفاض ضغط الدم بشكل كبير حيث كان ضغطي 70/50 وعانيت من صعوبة في التنفس وهذيان، وأخذني أصدقائي بسرعة إلى قسم الطوارئ في مستشفى دار الهضبة، وقام الفريق الطبي بعمل اللازم ومن هناك تعرفت على كيفية علاج إدمان المخدرات بطريقة صحيحة والخطط الطبية المتاحة للعلاج ، وطرق العلاج المُختلفة، وتم تقييم حالتي وعمل التحاليل اللازمة ووضع الطبيب خطة العلاج بناءً على نتائج تحاليلي، ووجدت الفرق الكبير بين علاج الهيروين بالمنزل وعلاجه في مستشفى دار الهضبة، حيث استخدمت أدوية في مرحلة التخلص من السموم مثل الميثادون ومضادات الاكتئاب والمهدئات والمسكنات والنالتريكسون خففت كثيرًا من الأعراض الانسحابية للهيروين التي قد تستمر ما بين 7 إلى 14 يوما، وتلقيتُ العلاج النفسي التأهيلي.
كيف تم تأهيلي نفسياً واجتماعياً بعد علاج الإدمان؟
من أكثر العلاجات المُفيدة التي أنقذتني خلال تجربتي مع الهيروين هو العلاج النفسي التأهيلي الموجود في مستشفى دار الهضبة تحت إشراف نخبة من أفضل الأخصائيين النفسيين لأنه تسبب في تغيير أفكاري وسلوكي في المواقف المُحفزة التي تُزيد من فرصة الانتكاسة وعودتي للتعاطي مرة أخرى؛ وبفضل هذا العلاج أصبحت لا أضعف ولا أتعاطى أثناء وجود الكثير من مشاكل الحياة والعمل وبالفعل عدت مرة أخرى إلى تفكيري السوي العقلاني ومشاركتي مع من حولي في الحوار والتفكير والابتعاد عن عزلتي والأفكار الانتحارية التي كانت تراوغني من وقت لآخر، ومن أفضل استراتيجيات العلاج النفسي التي شجعتني على ذلك هي جلسات العلاج الجماعي، التي تم فيها مشاركة تجارب مدمنين الهيروين الآخرين ومن ضمن هذه التجارب المؤثرة الآتي:
تجربتي مع الإدمان تسببت في دخولي السجن
تجربة أحد مدمني الهيروين الذي بدأ ادمان الهيروين عندما كان مُراهقًا بعد أن تعاطى مواد أفيونية أثناء خلع ضرس العقل لتقليل الألم ولم يكن يتوقع أن هذا الدواء سوف يغير حياته إلى هذا الحد، في بداية الأمر شعر أن مشاكله تتلاشى وكأنه في فترة راحة مؤقتة من القلق والإكتئاب والخوف، ومنذ ذلك الوقت أصبح مدمنًا لمدة ٨ سنوات وأثرت اضرار تعاطي الهيروين على جسده وعقله وأعترف أن: “تجربتي مع الإدمان تسببت في دخولي السجن” وقال لي الكثير من الناس هذه هي تُعتبر نهاية مدمن المخدرات، ولكنها كانت بداية حياة جديدة بالنسبة له؛ لأنني بدأت في طلب المُساعدة من مراكز علاج الإدمان مثل مستشفى دار الهضبة لعلاج الادمان وإعادة التأهيل ولم أفكر أن أعود إلى الإدمان مرة أخرى.
تحكي بنت قصتها بأنها شعرت بالذهول عندما علمت أن حبيبها متعاطي الهيروين، وسألت نفسها كيف لم أستطع ملاحظة أي من علامات تعاطي الهيروين، وبعدما تمكنت من تجاوز الصدمة بحثت إلكترونياً على معلومات عن الإدمان وتجارب مدمني الهيروين وكيفية علاج ادمان الهيروين حتى تمكنت من معرفة مستشفي دار الهضبة لعلاج الادمان وإعادة التأهيل واستراتيجيات العلاج المُختلفة التي يقدمها وطلبت المُساعدة وبالفعل تم علاج حبيبها من إدمان الهيروين.
ملخص المقالفي ملخص تجربتي مع الهيروين والتي أثبتت أن الإدمان مدمر للصحة، والعقل، والعمل، والحياة الاجتماعية تماماً، لذلك يجب أن تأخذ القرار سريعاً وتسعى إلى علاج إدمان الهيروين في أسرع وقت مُمكن في مراكز متخصصة مثل مستشفى دار الهضبة لعلاج الادمان وإعادة التأهيل؛ وتقول لا للمخدرات للحد من الضرر الواقع عليك والتخلص من وصمة العار المُصاحبة لإدمان الهيروين.
للكاتبة: د. إيمان عمر.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر