تجربتي مع ريتالين: 4 مراحل خضعت لها عند العلاج غيرت حياتي

 تعرف على تفاصيل تجربتي مع ريتالين 

أنا (ش ع) أبلغ من السن ٤٣ عاماً، كانت بداية معرفتي بحبوب الريتالين عندما كان ابني الأكبر في الصف الرابع الابتدائي وكُنت اتلقي بشكل مُستمر العديد من الشكاوى الصادرة من المُدرسين داخل المدرسة، محتواها كان ينص على ضعف انتباهه وسوء تركيزه داخل الفصل الدراسي، دائما يُخطئ في العمل الدراسي، و لا يلتزم الهدوء طوال اليوم الدراسي بل على النقيض لدية فرط نشاط حركي ويتسبب في العديد من المشاكل مع زملائه بسبب استخدام أسلوب الاندفاع والعنف. 
ولم استقبل تلك الشكاوى بشيء من الاستغراب أو المُفاجئة، لأنني كُنت أُلاحظ سوء تركيزه وقله تحصيله الدراسي ونشاطه الزائد عن اللازم داخل البيت، وفي الواقع تجاهلت الأمر وكُنت أعتقد أنها طبيعة مرحلة الطفولة ومع الكبر سوف يتحسن ويحصد المزيد من التفوق ويلتزم الهدوء أكثر من ذلك، وللأسف كان اعتقادًا خاطئ فكان الأمر يزداد سوءاً مع مرور الوقت.

إلى أن اقترح علي أحد المُدرسين بعرضهُ على دكتور مُتخصص في علاج مثل هذه الحالات، لأنه يُعاني من إضطراب ويحتاج إلى تدخل طبي لمُعالجة هذا الاضطراب، ولم أتردد لحظة عن أخذ قرار الذهاب إلى الطبيب. 

أثناء زيارة الطبيب قبل الفحص استجوبني عدة أسئلة مُتعلقة بسلوك ونشاطه و فترة نموه و تطوره الجسدي والعقلي مُنذ الولادة، وبعد انتهائه من الفحص أخبره أنه يُعاني من إضطراب عقلي يُسمى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، قد ينتج عن اما اضطراب في الجينات الوراثية أو عوامل مُكتسبة من البيئة وفي جميع الأحوال يظهر التأثير بشكل سلبي على نشاط الجهاز العصبي المركزي. 

وفي تلك اللحظة بدأ القلق والتوتر يظهر علي، ولكن قابله الطبيب بعبارات مُطمئنه وأنها ليست مُشكلة يُصعب حلها بل هناك دواء يُساعد في التغلب على تلك الأعراض آلا وهو دواء ريتالين ولا يقتصر استخدامه على زيادة التركيز فقط  بل يُستخدم في زيادة الإنتباه لمن يُعانون من النوم القهري الذي يُلازم الشخص طوال النهار ويجعله أكثر استيقاظًا. 

وصف الطبيب الجرعات المُحددة المناسبة لأبني، بمجرد تناوله للدواء بدأ تأثير ريتالين في الظهور حيث بدأ يقوم بالأعمال والواجبات المدرسية على أكمل وجه، وتحسنت درجات الاختبارات كما أنه أصبح يلتزم الهدوء والتعامل برفق مع زملائه ورفاقه، وكان ذلك خلال فترة المتابعة مع الطبيب حيث نصحني  بالمتابعة للوصول إلى مُستوى مُتقدم من العلاج، إلى أن تحسن بشكل جيد وتوقف عن تناوله. 

وبعد مرور فترة من الوقت بدأت أعاني من عدم التركيز والرغبة في النوم طوال اليوم، والشعور بالخمول والتكاسل، ولا توجد لدي رغبة في القيام بأي نشاط داخل أو خارج المنزل، وبدأت بتناول المزيد من المشروبات المنبه ولكن لم أجد منها أي جدوى، فتذكرت كلام الطبيب عن دواء ريتالين وقدرته العالية في التغلب على النوم اللاإرادي طوال اليوم. 

ولم أتردد لحظة عن استخدامه ومن هنا بدأت تجربتي مع دواء ريتالين، فذهب لأحد الصيدليات القريبة لشرائه ولكن رفض صرفه دون روشتة طبية وفي هذا الوقت لم أعلم ما السبب وراء منع تداوله دون وصفة طبية ولم اعتني بالأمر وفكرت في إحضار روشتة إبني السابقة الموصوف فيها دواء ريتالين، وكانت فكرة ناجحة للحصول على الدواء. 

تناولت حبوب ريتالين وشعرتُ بتحسن ملحوظ ولم أشعر بالنوم القهري بعد بالإضافة إلى تأثيرة الفعال في زوال الشعور بالاكتئاب والتوتر، وانتظمت عليه فترة دون متابعة مع الطبيب ظنًا مني أن المتابعة للأطفال الذين يُعانون من الاضطراب نظرًا لصغر سنهم، أما أنا فحالتي لا تستعدى كشف طبي ولا متابعة، وقد كان هذا اعتقاد خاطئ أسفر عن فشل تجربتي مع ريتالين. 

ومع مرور الوقت كُنت أشعر بأن الجرعة التي أتناولها لم تعد تحقق لي الشعور المرغوب فيه لأطول فترة مُمكنه، لذا كُنت اُضاعف الجرعة بشكل تلقائي، إلا أن تبدلت الأحوال بشكل مُفاجئ وبدأت الأعراض الجسدية الناتجة عن سوء استخدام ريتالين في الظهور، والتي من بينها التالي:

• اضطراب شديد في أوقات النوم، حيث قلة عدد ساعات النوم بسبب الأرق الشديد الذي كُنت أُعاني منه.
• اضطراب في الجهاز الهضمي، حيث كنت أشعر بالغثيان والقيء. 
• فقدان ملحوظ في الوزن.
• الصداع المُستمر.
• تعرق الجسم وتهيجه.
• إرتفاع ضغط الدم.

فضلًا عن الأعراض السلوكية التي كانت منبوذة خلال تعاملي مع المُحيطين بي مثل قلة الثقة بالنفس، والذي ينتج عنه تكرار فعل الأشياء بشكل غير طبيعي، العصبية والانفعال، الكلام بكثرة دون فائدة.

اقرأ أيضاً عن:

هكذا تدهورت أحوالي وكُنت أشعر بالاكتئاب الشديد والتوتر وكثيرًا ما كنت أُفكر في الانتحار، لكن ذهبتُ إلى الطبيب الصيدلي استشيره في أن يصف لي بديل ريتالين للتخلص من آثاره الجانبية، فأخبرني أن هناك بدائل أقل في الآثار الجانبية على الجسم وأقل من سعر ريتالين وهي كالتالي:

• الكبسولات المُحضرة من زيت كبد الأسماك مثل الهلبوت والسلمون. 
• المُكملات الغذائية المُحتوية على العديد من الفيتامينات. 
• كبسولات تحتوى على أوميجا ٣ وأوميجا ٦ مُحضرة من بذور الكتان. 

كما أخبرني أنها أكثر أمانًا ولا تتسبب في التعود أو الإدمان مثل حبوب ريتالين، وتلك اللحظة وقع كلامه كالصاعقة علي، وشعرت بالصدمة الشديدة، فانهرت في البكاء وتحدثت معه عن استخدامي لحبوب ريتالين و الأعراض التي أُعاني منها، فأخبرني أنني وقعت في فخ سوء المؤدية إلى الإدمان. 

 فلم أكن أعلم أنه من الأدوية التي تُسبب الاعتماد النفسي والجسدي وأن تجربتي مع دواء ريتالين سوف تُلقي بي في طريق الإدمان الذي لا أمان له والمُدمر حياة صاحبه. 

كما أخبني أنني الآن بحاجه إلى علاج إدمان ريتالين في أسرع وقت مُمكن حتى لا تتفاقم الأعراض والمُضاعفات، ومن هنا بدأت تجربتي لعلاج إدمان الريتالين. 

تفاصيل تجربتي لعلاج إدمان الريتالين 

عاودتُ إلى المنزل وأنا أشعر بالخوف والتوتر والقلق الشديد وتحدثت مع زوجي عن تجربتي مع ريتالين وما نتج عن تلك التجربة القاسية، وما أخبرني به الطبيب الصيدلي بضرورة البدء في العلاج، وفي الواقع توقعت عدم قبول زوجي لهذا الأمر وأنه سيمتنع عن مساعدتي نظرًا للمشاكل والتدهور الأسرى الذي تسببتُ فيه خلال الفترة السابقة، ولكن حدث ما لم اتوقع حدوثة وهو تقبل زوجي هذا الأمر وبدأ بإلقاء العبارات المُطمئنة أنه لن يتخلى عني وسوف يبذل قصارى جهده للتعافي من الإدمان لتنتهي تجربتي مع ريتالين في أسرع وقت. 

وبدأ في البحث عن أفضل الطُرق لعلاج إدمان ريتالين والبحث عن تجارب الآخرين الناجحة في العلاج، وكُنت أُحاول اقناعه بعلاج إدمان ريتالين داخل المنزل إلا أنه رفض تمامًا، لأنه توصل إلى أن مستشفى دار الهضبة لعلاج حالات الإدمان والطب النفسي هى الأفضل على الإطلاق والأعلى في تحقيق نسبة الشفاء مع العديد من الحالات، والعلاج المنزلي يُعرض المُدمن للمخاطر والمُضاعفات. 

وعلى الفور تواصل مع مستشفى دار الهضبة، وتم نقلي خلال ساعة عبر سيارة إسعاف خاصة بالمستشفى، لتبدأ تجربتي في علاج ريتالين داخل مُستشفى دار الهضبة. 

 4 مراحل خضعت لها عند علاج ريتالين غيرت حياتي

بعد انتهاء إجراءات التسجيل و اختيار الغرفة التي سأقيم فيها خلال فترة العلاج بدأت أولى مراحل العلاج وهي مرحلة التشخيص. 

أولاً:-  مرحلة التشخيص

 لم يكتفِ الفريق الطبي من أخذ تشخيص حالتي والتاريخ المرضى شفهيًا ، ولكن تم عمل فحص سريري، وعمل التحاليل والأشعة اللازمة للتشخيص الدقيق للحالة، والذي يُبنى عليه تحديد البروتوكول العلاجي الصحيح، والذي يشمل على مرحلتين رئيسيتين وهما؛ 

ثانيًا:-  مرحلة سحب سموم ريتالين  من الجسم ( الديتوكس)

تعتمد تلك المرحلة على وصف العقاقير من قِبل الطبيب المُتخصص تلك الأدوية تُساعد في طرد سموم الريتالين من الجسم، تُعالج الأعراض الانسحابية التي ظهرت خلال الساعة الأولى بعد التوقف عن تناول حبوب الريتالين مثل ارتفاع درجة الحرارة، الصداع الشديد، ارتعاش وارتجاف الجسم، حيث أنني كُنت أشعر بالتعب الشديد وعدم التحمل ولكن كُنت أوجهه الدعم النفسي والتشجيع على التحمل والمواجهة للتخلص من تلك الفترة العصيبة، وأبرز الأمثلة على الأدوية المُستخدمة في علاج إدمان ريتالين تكون كالتالي:

• الميثادون. 
• خافض الحرارة. 
• مُضادات الاكتئاب والقلق. 
• المُهدئات. 
• مُسكنات للألم. 

 ثالثاً:- مرحلة العلاج النفسي 

 حيث يُعتمد عليها حتى يُعالج المُدمن نفسيًا من أي اضطراب نفسي يُعاني منه، لأن الاضطراب النفسي من أساسيات الوقوع في بؤرة الإدمان، والإدمان هو أحد مُسببات الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية، لذا لا بد من مُعالجته على أيدى المُتخصصين، والخبراء. 

رابعًا: مرحلة التأهي النفسي والسلوكي 

تلك المرحلة تعتمد على تأهيل المُدمن مرة أخرى حتى يستطيع التعايش مع ظروف الحياة المُختلفة، وحثه على العمل الجماعي وتكوين صداقات جديدة صالحة. 
وبعد انتهائي من تلك المراحل السابقة واجتياز الاختبارات الخاصة بها، خرجت من المُستشفى لتبدأ مرحلة الرعاية اللاحقة وتجربتي بعد ترك ريتالين. 

 تفاصيل تجربتي بعد ترك ريتالين 

بعد ترك ريتالين والعلاج منه بشكل تام كُنت أعتقد أن خروجي من المستشفى هو نهاية دور المستشفى في العلاج، إلا أن مستشفى دار الهضبة استمرت في التواصل معي وهي المرحلة الأخيرة من مراحل العلاج (مرحلة الرعاية اللاحقة)، حيث أنها استمرت في متابعة حالتي الجسدية والنفسية والسلوكية، لتُساعد في حل أي مُشكله يُصعب علي التعامل معها. 
وعادت حياتي مرة أخرى بعدما تعلمت درسًا قاسيًا للغاية، وخسرت بعض من الأصدقاء المُقربين، ولكن حياتي الأسرية عادت مرة أخرى يسودها الحب والأمان والاستقرار والطمأنينة. 

الخلاصة:

إن الهدف من سرد تجربتي مع ريتالين هو الحذر الشديد من تناول أي عقار طبي دون استشارة طبية وعدم الاستهانة بأقل الجرعات، وذلك حفاظاً على صحتك من الأضرار والمُضاعفات التي تختفي وراء سيتار الأعراض المرغوب فيها وتجعل الشخص يتمادى في تناوله دون أن يُفكر في الأضرار التي تنتج عن سوء استخدامه. 

وأعلم جيدًا أن أي عقار دوائي يحمل جانبًا من الآثار الجانبية تتفاوت من دواء إلى آخر، وشدتها تختلف من شخص لآخر، لذا يقوم الطبيب بوصف الجرعة المناسبة لكل فئة عمرية. 

وإن حدث وادمنت دواء ريتالين أو أي نوع مخدر آخر يجب الإسراع في العلاج قبل الوصول لمرحلة الأزمة والانهيار، وتواصل سريعًا مع مستشفى دار الهضبة على رقم الواتس اب الخاص للرقم التالي01154333341.