محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
كيف بدأت قصتي مع تعاطي ريفوتريل؟
بدأت القصة بعد طلاقي من زوجي الذي لم أكن أتخيل أن يأتي يوم ويفرقنا شيء في الحياة، ولكن بعد قصة حب دامت لسنين طويلة وتكللت بالزواج، لم يدم ذلك أكثر من أشهر قليلة…بسبب خيانته لي دون أي شعور بالذنب أو الخجل، وبعد مرور أيام على الطلاق واختفاء زوجي من حياتي، تسلل الاكتئاب إلي وأصبحت أعاني من أعراضه لمدة شهرين متتاليين لم أستطع النوم فيهما أو الأكل بشكل سليم، مما جعلني أخسر الكثير من الوزن وأعاني من القلق والأرق، وأبحث في داخلي عن بعض القوة لتحمل إكمال كل يوم يمر علي دون أن أتذكر ما حدث معي وأتألم، وقد اقترح علي أخي عدة مرات أن يرافقني للطبيب النفسي، لكنني كنت أتهرب كل مرة، إلى أن طاوعته في المرة الأخيرة وذهبت معه للطبيب…
أخبرني الطبيب بأنني أمر بمرحلة حادة من الاكتئاب ولا بد من أن أتخطاها بسرعة قبل أن أؤذي نفسي، وقد وصف لي عدة أدوية كانت كلها عبارة عن مسكنات ومهدئات ومن بينها كانت حبوب ريفوتريل التي شعرت بأنها الحبوب المنقذة لحياتي…حيث أنني بعد كل حبة منها كنت أشعر براحة كبيرة وأستطيع النوم بسهولة ويختفي شعوري بالاكتئاب لفترة من الوقت قبل تناول الجرعة التالية ومن هنا بدأت تجربتي الحقيقية مع ريفوتريل.
الأعراض التي شعرت بها بعد تناولها
أثناء تجربتي مع حبوب ريفوتريل في بدايتها، كنت أشعر بأن كل الآلام التي أعاني منها تختفي بسرعة وأشعر بحالة من الخدران والراحة والرغبة في النوم العميق، وبالفعل أنام لساعات طويلة وأرتاح كثيراً، ولكن ما إن ينقضي وقت مفعول حبوب ريفوتريل حتى أشعر بالعديد من الأعراض المزعجة التي لا تزول حتى أبتلع الحبة التالية ومن هذه الأعراض أذكر:
وكل هذه الأعراض جعلتني أكره الوقت الذي لا يمكنني أخذ حبة ريفوتريل خارج الأوقات التي حددها لي الطبيب، لذلك في اليوم الخامس من العلاج كسرت قواعد الطبيب وتناولت حبوب ريفوتريل قبل الموعد، ومنذ ذلك الوقت وأنا لم أعد أسيطر على نفسي في تناول حبوب ريفوتريل وأطلبها بكثرة، بل وأصبحت أزيد الجرعة شيئاً فشيئاً حيث أن الجرعات القليلة التي وصفها الطبيب لم تعد تكفيني، مما جعلني أقع في فخ الادمان بسهولة.
شعر أخي بالتغيرات التي حدثت معي بسبب تناول حبوب علاج الاكتئاب، خاصةً أنه لاحظ كثرة طلبي منه أن يشتري لي حبوب ريفوتريل دوناً عن باقي الأدوية، مما جعله يشك في إدماني ويتصل بالطبيب النفسي ليخبره بما يحدث معي، وقد طلب الطبيب رؤيتي والتحدث معي، ومن خلال الحديث تأكد الطبيب من أنني أعاني من الإدمان على حبوب ريفوتريل وحولني إلى قسم الإدمان للعلاج.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
محاولة التخلص من التعاطي
كان مجرد تخيلي أنني سوف أجلس بين مدمني المخدرات لأتعالج يثير خوفي، وذلك لجهلي بأن مراكز علاج الإدمان تمتلئ بالضحايا الذين تم خداعهم بطريقة أو بأخرى للتعاطي والدخول في الإدمان، ولأنني لم أكن أعلم ذلك قررت ألا أرد على كلام الطبيب النفسي ولا أذهب إلى مركز علاج الإدمان، بل أن أتوقف عن التعاطي لوحدي في المنزل بمساعدة أهلي وقد وافق الجميع على مساعدتي لأنهم كانوا يخشون أن يضج الخبر بين الناس خاصةً طليقي، وقد كانت بداية تجربتي مع علاج ريفوتريل بعد التوقف عن التعاطي، بالأعشاب الطبية
حيث قمت بشراء مجموعة من الأعشاب الطبية التي قرأت على الإنترنت أنها تساعد على علاج الإدمان في المنزل ومن هذه الأعشاب:
وبدأت بشرب هذه الأعشاب لعدة مرات خلال اليوم، ولكنني رغم ذلك لم أستطع مقاومة الأعراض الانسحابية لدواء ريفوتريل والتي كانت قوية جداً، فمنذ أن توقفت عن تناول حبوب ريفوتريل:
وكل هذه الأعراض جعلتني أشعر كأنني أتضرر أكثر بسبب ترك حبوب ريفوتريل فسرعان ما استسلمت للحبوب وعدت إلى الإدمان من جديد بعد محاولة فاشلة في العلاج.
تجربتي مع الجرعة الزائدة
بعد عودتي للإدمان على حبوب ريفوتريل، أصبحت عصبية جداً تجاه من يخبرني بترك الحبوب وخاصةً عائلتي التي كانت قلقة علي طوال الوقت ويخافون أن يؤدي بي الإدمان للهلاك، وقد كنت في هذه الفترة أسمع أخباراً عن زوجي السابق أنه سيتزوج من أخرى، فغضبت كثيراً وشعرت حينها بأن لا شيء في الحياة بإمكانه أن يوقف غضبي إلا حبوب ريفوتريل فتناولت كمية كبيرة من الحبوب دفعةً واحدة، وقد شعرت حينها أنها لحظة هلاكي وأنني بالفعل قمت بالانتحار، وبدأت أعراض الجرعة الزائدة من ريفوتريل تظهر بقوة:
وحينها شعرت أنني بالفعل قد فقدت حياتي ولم أعد أعي بشيء نهائياً، إلى أن استيقظت ووجدت نفسي في المستشفى ملقاةً على السرير في غرفة العمليات.
كيف نجوت من الإدمان؟
بعد أن عاد وعيي الذي فقدته نتيجة الجرعة الزائدة من ريفوتريل، وجدت نفسي نادمةً جداً على تركي لنصائح الطبيب وخاصةً عندما أخبرني أن أذهب لعلاج الإدمان قبل أن أدمر نفسي وأصل إلى ما أنا فيه اليوم من عذاب، وبعد مرور أيام، خرجت من المستشفى وقررت أن أبحث عن أفضل مكان أتعالج فيه من الإدمان، وقد وجدت هذا المكان في مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان، المكان الذي وفر لي الرعاية والحماية خلال فترة العلاج، وقدم لي الأطباء فيه كل الدعم النفسي والمهني حتى آخر يوم في العلاج، و بفضلهم تعافيت تماماً من إدمان ريفوتريل خلال مراحل العلاج الأربعة:
ملخص المقاللقد كانت تجربتي مع ريفوتريل كفيلةً بأن تعلمني الكثير من الدروس المهمة في الحياة، خاصةً بعدما تعافيت تماماً من إدمان حبوب ريفوتريل وتخلصت من كل الحبوب التي كانت لدي، كما قررت أن أفتح صفحة جديدةً في حياتي التي شعرت بقيمتها بعد كل ما حدث معي وبأنه لا شيء في الحياة يعوض الصحة والمعافاة من الإدمان، لأن التعافي من الإدمان يعني الحرية بكل معنى الكلمة
للكاتبة: أ. روان.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر