محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
تجربتي مع مرض الفصام وأبرز علامات مرضي
أنا (م.س) شاب عشريني أتذكر جيداً كيف كنت متفوقاً في دراستي في المرحلة الاعدادية والثانوية، وكنت محبوباً من المدرسين وأصدقائي:
وفي المرة الأولى التي تحدثت فيها إليهم أخبرتهم أنني اكتشفت أن جامعتي كانت مجرد واجهة لأنشطة غير مشروعة وعمليات ارهابية، لا أعلم من أين أتت هذه الأفكار إلى رأسي بل إنني كنت على يقين منها، علت وجوههم الدهشة وقبل أن يفتح أحدهم فمه كنت قد تحركت بالفعل وغادرت المنزل.
ومنذ ذلك اليوم امتنعت عن الذهاب إلى الجامعة وأرسلوا إلى إنذار خلف إنذار وأنا لا أعيره أي انتباه و لا أهتم لحديث أبي وأمي بالنصح تارةً وبالتهديد تارة، ولا أحد يفهم ماذا حدث لي حتى تم فصلي من الجامعة.
حتي إن أختي حكت لي ذات مرة أنها كانت تراني أتحدث إلى نفسي في هدوء وأحياناً بصوت مرتفع كأنني أخاطب أشخاصاً آخرين غير موجودين أساساً في الغرفة، وأحياناً كنت أخرج من غرفتي أطلب من أهلي الصمت والهدوء وقد يكونوا بالفعل يشاهدون التلفزيون في هدوء لا أدري كيف كنت أسمعهم يصدرون ضوضاء.
إلى أن أصبحت أتحدث عن نظرية المؤامرة كثيراً والجرائم المدبرة وأبدي الشك بأهلي وأنهم يدبرون شيئاً لي وامتنعت عن تناول الطعام الذي يقدمونه لي فربما يخفون فيه مخدرات أو ما شابه للإيقاع بي، انتاب أبي الشك وظن أني ربما أتعاطى مخدراً أو أشرب الكحول.
وتم أخذي إلى مستشفى دار الهضبة للصحة النفسية واخبارهم ببعض الشكوك وقال أبي أنه لم يرني ابداً أتعاطى وعندما فتش في غرفتي لم يجد أي دليل على ذلك. كنت قد نحفت جداً بسبب توقفي عن تناول الطعام حتى الوجبة التي قدموها لي في المستشفى رفضتها وقولت لهم أنتم تخفون بها المخدرات، تم أخذ عينة للتأكد من إن كنت أتعاطى أى مواد مخدرة أو كحول وكانت النتيجة سلبية.
حاول الطبيب الحديث إلي ولكني كنت في عالم آخر فلم أجبه تحدث إلى أبي الذي أخبره أن جدتي كانت تُعاني مرضاً عقلياً لمدة ثلاثون عاماً قبل وفاتها.
جذبني الحديث فأنا لم أرى جدتي أبداً، فأضاف أبي أنها عاشت في مستشفى للأمراض العقلية طوال هذه الفترة قبل ولادتي حتى توفيت.
أظهر الطبيب شكوكه بأنني ربما أكون مصاباً بـ مرض الفصام وطلب من والدي أن أبقى في المستشفى في القسم النفسي حتى يتاح لهم تشخيص الحالة جيداً وتحديد برنامج العلاج بعد ذلك. نظر إلى والدي والدموع في عينه وأنا لا أفهم لماذا يبقي ثم سجل بياناتي في ورقة وتركني وغادر.
وهكذا بدأت تجربتي مع الفصام حيث تم إجراء بعض التحاليل وتم عرضي على أكثر من طبيب حتى تأكدوا من إصابتي بالمرض وبدأت تجربتي مع علاج الفصام.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
كيف كانت تجربتي مع علاج الفصام ؟
لا أخفي عنك الخوف والقلق الذي انتابني وكل عائلتي في بداية تجربتي في علاج الفصام ولكن الطبيب النفسي في مستشفى دار الهضبة اقترح عليا قراءة تجارب مرضي الفصام والموجود منها الكثير على موقع المستشفى على الانترنت. وكيف نجحوا بالفعل في التعايش مع هذه المرض مع أقل قدر من النوبات وبدأوا بممارسة حياتهم بشكل شبه طبيعي، وقد بدأ الأمل يعود إلي بعد قراءة قصص نجاح مرضى الفصام وبدأت أتقبل مرضي.
كما عرفت المزيد من تجارب مرضى الفصام عندما انضممت لمجموعة ضمن برنامج العلاج الجماعي في المستشفى وبدأت أستمع إلى آخرين ممن مروا بنفس تجربتي. وسمعت عن عدد لا بأس به من قصص نجاح مرضى الفصام.
كما نصح الطبيب عائلتي بالقراءة عن هذا المرض ومعرفة علاماته وأعراضه وكيفية التعامل معها، وطلب موافقتهم على إقامتي في مستشفى دار الهضبة للطب النفسي لفترة ووافق أبي وبدأت تجربتي مع علاج الفصام في المستشفى.
قابلت الطبيب المشرف على حالتي والذي بدأ يتحدث معي حول حالتي الصحية، تاريخي المرضي، كما سألني إذا كنت أتناول أى دواء أو أتعاطى أي نوع من المخدرات والكثير من الأسئلة وفهمت منه أنه يحاول جمع المعلومات التي تساعده لإختيار أفضل برنامج علاج مناسب لحالتي وقد كان.
أهم العلاجات التي خضعت لها أثناء تجربتي مع علاج الفصام
بدأ العلاج بالفعل في مستشفى دار الهضبة والذي كان متنوع بين تناول بعض الأدوية كالأدوية المضادة للإكتئاب، جلسات علاج نفسي خاصةً جلسات العلاج بالكلام حيث قام الطبيب النفسي بتعليمي كيفية التعامل مع أفكاري وسلوكياتي، المزيد من المعلومات عن مرضي وآثاره، بالإضافة إلى كيفية التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، وساعدني أيضاً في تعلم كيفية إدارة حياتي اليومية وقد خضعت للعديد من أنواع العلاجات النفسية الأخرى منها:
راسلنا علي 01154333341
تفاصيل تجربتي مع علاج الفصام في مستشفى دار الهضبة
كنت أفضل حالاً في المستشفى. لقد كونت صداقات، واكتسبت معرفة دقيقة وصحيحة عن مرضي. خلال الأسبوع، كانت هناك أوقات لمشاهدة التليفزيون، دروس وجلسات تثقيفية حول مرضي، كانت هناك أنشطة لمساعدة الأشخاص مثلي على العودة إلى المجتمع، تعلمت عن مرض انفصام الشخصية وكيف أتعامل معه جيداً.
أخيرًا ، بلغت مدة علاج مرض الفصام هناك ثلاثة أشهر، كان الأمر صعباً، خاصةً عندما مر عيد ميلادي وأنا في المستشفى، لكنني حاولت أن يكون لدي القليل من الإيمان، وعندما أخبرني الأطباء أنهم سيعيدونني إلى المنزل، شعرت وكأنها انتصار كبير، وأن هناك ضوء في نهاية النفق فها أنا أخيراً أعود إلى عائلتي الذين فاجئوني بتحضير حفلة عيد ميلادي ودعوا أصدقائي إليها.
كانت أمي قد أخبرتهم بسفري المفاجئ ولم يخبرهم أحد بمرضي وهذه أحد مميزات مستشفى دار الهضبة وهي السرية التي يتم بها التعامل مع الحالات.
الحمد لله شفيت من مرض الفصام نهائيا في مستشفى دار الهضبة
عن طريق السيطرة على أعراض الفصام والمتابعة المستمرة مع مستشفى دار الهضبة واتباع تعليمات الأطباء المتميزون هناك وأخذ علاجي بانتظام، الحمد لله شفيت من مرض الفصام وشعرت بالثقة في أنني مستعد للحصول على وظيفة والعودة لإكمال دراستي. بدأت في التواصل مع مطاعم مختلفة وحصلت على بعض الرفض، لكنني لم أستسلم. انتهى بي الأمر بالحصول على وظيفة في مكان ما وقد أبليت بلاءً حسناً ولقد بنيت علاقة جيدة مع رؤسائي وزملائي في العمل.
رغم أنني لم أكن أنوي البقاء في مجال المطاعم إلى الأبد إلا أنها وظيفة لا تحتاج شهادات دراسية كما وفي نفس الوقت قدمت في الجامعة المفتوحة لإكمال دراستي ووقتها يمكنني التقدم إلى وظيفة أفضل المهم أنه هناك أمل وأنني عدت إلى حياتي الطبيعية. يمكنك القول أنني الحمد لله شفيت من الفصام . هذه كانت تجربتي مع علاج الفصام أرسلها للمتألمين من إصابتهم بهذا المرض حيث تحتوي رسالة ضمنية مفادها لا تيأس إنه اختبارك الدنيوي. احمد الله واجتهد والأمل رفيقك والنجاح والشفاء مصيرك إن شاء الله.
ملخص المقالتجربتي مع علاج الفصام لم تكن سهلة. فالفصام مرض نفسي صعب حقاً واختبار شديد للمصاب به إلا أنه هناك أمل دائماً. القلق والخوف لا يفعل شيئ إلا أنه يزيد الأمر سوءاً، ابحث عن طبيب متخصص وخبرة في العلاج النفسي أو قم بزيارة مستشفى دار الهضبة للتأهيل النفسي وبإذن الله تتخلص من معاناتك.
للكاتبة / د. سمر غنيم.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر