محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
كيف تجعل قرار ترك المخدرات جادا؟
ترك المخدرات ليس بالأمر المستحيل، ولكن يتخلله بعض الصعوبات التي تحتاج إلى تخطيط جيد، وتجنب طُرق الإقلاع عن المخدرات الغير مُجدية، والاستعداد الحقيقي يبدأ من داخلك، وحتى تجعل قرارك جادا حاول تنفيذ التالي:
اجعل الفكرة تُسيطر عليك:
معظم المتعاطين يعيشون صراع يومياً ما بين ضرورة التوقف عن التعاطي وبين الرغبة المتزايدة داخلهم، ولأنهم لا يرتبون أفكارهم لا يستطيعون البدء أبداً رغم الأضرار التي تلاحقهم على كافة المستويات والانحدار الشديد في قدراتهم وتغيّر شخصياتهم للأسوأ.
لا تترك نفسك للفوضى، فالعشوائية جزء لا يتجزأ من الإدمان، لذا عليك أن تضع قائمة بالأضرار الواقعة عليك بسبب تعاطي المخدرات، وأخرى تتضمن الفوائد والتي سنتعرف في جزء من أجزاء المقال الحالي، اقرأ القائمتين جيداً وقارن بينهم، وتخيل حالتك فيهما؟، حينها ستتأكد أن الاستمرار في التعاطي ما هو إلا تدمير لذاتك، والفوائد ستجعلك أكثر سعادة.
تأكد أن المعاناة لن تدوم إلا أيام وهناك وسائل للتخفيف:
ستنقذ حياتك بعد قرارك والتحلّي بالصبر لعدة أيام، فأعراض المخدرات بعد تركها لن تدوم، وما هي إلا اضطرابات بسبب انخفاض مفعول المخدرات التي تعوّدت عليه لفترة طويلة من الزمن، وفي فترة وجيزة ستجد مُخك يسترجع آلية عمله بطبيعية، وفيها تقوم الأعضاء الداخلية بطرد السموم من الجسم.
وتعد مدة ترك المخدرات فترة متوقعة ويُمكنك تجاوزها والحفاظ على سلامتك خلالها، إذ يوجد طُرق يُمكن تنفيذها لمساعدتك تنفيذ ذلك بنجاح وتخفيف تلك الأعراض، والكثير من المدمنين نجحوا في ذلك لأنهم استعدوا جيداً.
تحمّل مسؤولية نفسك واحصل على قوة الدعم:
عليك أن تعرف أن الوحْدة من أبرز محفزات الإدمان، والإنسان ترتفع إرادته وتصميمه عندما يكون في موضع مسؤولية أمام أحد ما، وعندما يكون ذلك الفرد متمكن من تقديم الدعم الصحيح، حينها نسبة النجاح ترتفع.
لذا من المهم أن تتحدث بشأن نيتك في التعافي من المخدرات مع أشخاص قريبين منك، فالحصول على الدعم والتشجيع والمشاركة والإشباع العاطفي سيخفف عنك الكثير، وسيسهل عليك بدرجة كبيرة تخطي تلك الفترة.
اختيار طريقة مناسبة بعد التشخيص الطبي:
الكثير من المدمنين يحاولون تركه، ولكن ليس جميعهم ينجح في ذلك، والسبب هو اتباع طريقة لا تلائم حالتهم، وهنا يظل المدمن يدور في دوائر الانتكاسة والتعاطي ومحاولة التوقف إلى أن يتمكن منه الإدمان بشكل كبير.
لذا عليك أن تختار من بين الطُرق على أساس استشارة الطبيب بعد إجراء فحص وتقييم شامل لحالتك.. حينها سيعرض عليك الطبيب الطُرق الأكثر فعالية وأمان، كما سيوجه لك نصائح بكيفية التنفيذ على حسب ظروفك الحياتية ومن أبرز طرق ما يلي:
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
أفضل طريقة لترك المخدرات عبر البرامج المهنية
الطريقة الأكثر أمان وفعالية هي استخدام العلاج والأدوية مع إحاطة المدمن برعاية المتخصصين المهنيين، من أجل وضع خطة دقيقة تعتمد على حالتك ومنحك كل المتطلبات التي تحتاجها من أجل تخطي أعراض الانسحاب دون ألم أو معاناة، بجانب استرداد الاتزان المطلوب من الناحية النفسية، من أجل القدرة على تطبيق سُبل منع الانتكاسة بتعديل السلوك واكتساب المهارات اللازمة لقهر سيطرة الأفكار الإدمانية ورغبة التعاطي، إليك كيفية تركها عبر برامج العلاج المهنية:
تقييم الحالة الإدمانية وتشخيصها
هي خطوة لا غنى عنها من أجل توّقع أعراض المخدرات بعد تركها، واتخاذ كافة السُبل من أجل تحجيم مضاعفاتها والخفض من حدتها، مع منحك ما يُساعد جسمك على العمل بشكل صحيح لطرد المخدرات من الجسم دون معاناة، فالتشخيص يُقدم تقريراً دقيقاً عن نسبة السموم، حالة الأعضاء الداخلية، ما ستكون عليه مؤشراتك الحيوية أثناء السحب، درجة الأعراض الانسحابية وجدولها الزمني، قدرة جسمك على الطرد، وذلك من خلال التحاليل، وتقييم الطبيب بواسطة المعلومات التي سيحصل عليها منك.
الخطة العلاجية والسيطرة على الحالة الجسدية والنفسية
الطبيب يمنحك درجات مناسبة من الهدوء الذهني والراحة الجسدية والاتزان النفسي من خلال وضع دقيق لأنواع العلاج الذي سيستجيب جسمك معه دون أي أضرار أو مضاعفات وذلك من خلال تحديد الجرعة الأقدر على تخفيف الأعراض الانسحابية وخفض رغبة التعاطي، والتخلص من القلق والتوتر وأعراض الاكتئاب ونوبات الغضب، كما سيعمل على وصف برنامج غذائي يرفع من قدرة أعضاء الداخلية ويمنحك النشاط والقوة المناسبين لتحمل الألم والأعراض الجسدية، وقد تعالج من اضطرابات التعاطي إذا كُنت من أصحاب التشخيص المزدوج.
كُل ذلك يتم تحت مراقبة مستمرة من الفريق العلاجي من أجل منع أي مضاعفات، أو التعامل مع درجة استجابتك للبرنامج العلاجي المتبع، حيث من الوارد تغيير العلاج أو الدواء أثناء فترة الانسحاب بما يلبي أي احتياج لك في تلك المرحلة، مع توفير دعماً طبياً يجعلك في أقصى درجات الاستعداد، وهنا احترافية المركز وخبرته تلك دوراً كبيراًَ، والفترة قصيرة المدى لعلاج الانسحاب داخل المراكز المتخصصة مدتها تتراوح ما بين 7 إلى 10 أيام أو 15 يوماً، أما الحالات الإدمانية الشديدة فقط تطول المدة أكثر من ذلك.
ومن أهم أدوية المستخدمة في هذه المرحلة:
العلاج النفسي والتأهيل المدمن سلوكياً
الاتزان الجسدي هو الخطوة المهنية الأولى المعتمد عليها في ترك المخدرات، بينما يأتي من بعدها معالجة المُدمن نفسياً حتى يصل إلى درجة مناسبة من الاتزان النفسي تمكنه من استيعاب الخطوة الأهم وهي التأهيل السلوكي، وأهمية العلاج النفسي أنه يعمل على إدارة أعراض الأمراض النفسية الشائعة للمُدمنين والتي تؤثر على درجة سيطرتهم على أفكارهم ومشاعرهم، مثل القلق، التوتر، الاكتئاب، أما الأمراض الأكثر تعقيداً مثل الوسواس، الفصام وغيرها، يكون علاجها في قسم التشخيص المزدوج.
بعد الوصول إلى درجة مناسبة من العلاج النفسي، يبدأ الفريق العلاجي في تطبيق خطة التأهيل السلوكي لإخراجك من دائرة سيطرة السلوكيات الإدمانية، وتمكينك في فرض سيطرتك على أفكارك وعواطفك بصورة صحية واسترداد سماتك الشخصية المميزة، ومعالجة مسببات الإدمان الرئيسية من أجل رفع قدرتك على منع الانتكاسة بعد التعافي والخروج من المرفق العلاج.
رعايتك خارجياً وتقديم سُبل المساعدة
المراحل السابقة هي خطواتك التي ستنفذها داخل المركز العلاجي بالإقامة الكاملة أو بالمتابعة مع العيادات الخارجية، ولأن الانتكاسة واردة عندما تبدأ في التعامل مع البيئة الخارجية والاقتراب من محفزات ومثيرات الإدمان، يضع لك الطبيب خطة رعاية شاملة، موضحاً فيها كافة الخطوات الذاتية كروتين حياتي صحي يساعدك على منع الضغط، ورفع مستويات قدراتك النفسية والذهنية، بجانب جدولة مواعيد من أجل منحك الرعاية المستمرة والدعم والإشباع العاطفي المهني، وإخراطك في سلوكيات صحية جماعية، مع إحاطتك بالمساعدة وقتما تعرضت لأزمات أو ضعفت أمام رغبة التعاطي، وبذلك تصبح أكثر قدرة على منع الانتكاسة.
ننصح بالتواصل مع متخصصي مركز دار الهضبة لمزيد من التفاصيل عبر رقم الواتس آب 01154333341.
ملخص المقالترك المخدرات بصورة طبية صحيحة هو الاتجاه الأضمن لك، من أجل سلامتك، وضمان مرور الأعراض الانسحابية دون معاناة أو ألم كبير الأمر الذي يمنع الانتكاسة خصوصاً إذا أتممت الأمر داخل مستشفى متخصص لعلاج الإدمان له باع وخبرة طويلة في ذلك المجال يُسخر الأطباء الأكفاء في الوطن العربي مثل دار الهضبة.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر