علاج التوتر النفسي الجنسي للرجال والنساء بشكل سريع

ما هو التوتر النفسي الجنسي (قلق الأداء الجنسي)؟

قلق الأداء الجنسي هو أن يشعر الرجال أو النساء بالتوتر أو القلق أو عدم الراحة، قبل أو أثناء النشاط الجنسي، وعندما يواجه الفرد هذه المشاعر يُطلق الجسم كميات كبيرة من هرمونات التوتر، مما يجعل من الصعب على الشخص الاسترخاء أو الاستمتاع بالعلاقة الجنسية.

أيضًا عندما يشعر الشخص بالقلق يُنشط الجسم الجهاز العصبي الودي مما يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية، وزيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الإبينفرين والنورادرينالين والكورتيزول، وبالتالي تزيد مستويات ضغط الدم، وينخفض تدفق الدم في أجزاء الجسم، مثل القضيب، وهذا يعني ضعف الانتصاب، مما يجعل النشاط الجنسي أصعب، وأقل إشباعًا، وفي بعض الأحيان قد يزداد القلق بمرور الوقت حيث تؤدي التجارب الجنسية السيئة إلى مزيد من القلق والتوتر الجنسي.

ببساطة الضغط النفسي الجنسي يؤدي إلى استجابة جسدية، وهذا يعني أن الرجال الذين ليس لديهم أي أسباب جسدية رئيسية لضعف الانتصاب يُمكن أن يواجهوا صعوبة في الانتصاب إذا شعروا بالقلق أو التوتر قبل ممارسة الجنس.

بالإضافة إلى ذلك أظهرت دراسة أجريت عام 2005 أن القلق من الأداء الجنسي هو أحد العوامل الأكثر ارتباطًا بالضعف الجنسي للرجال، والنساء، وفي دراسة حديثة أجريت عام 2020 ذكرت أيضًا أن القلق من الأداء الجنسي يُسبب الخلل الوظيفي الجنسي الأكثر شيوعًا.

تعد هذه المشكلة شائعة جدًا، وتُؤثر على الرجال بشكل أكبر في جميع الأعمار ولها العديد من الأسباب المختلفة، ولكن من خلال علاج التوتر النفسي الجنسي يُمكن تخطي هذه المشكلة. 

ما هي اسباب التوتر النفسي الجنسي الشائعة؟

قد يحدث التوتر النفسي الجنسي أو القلق الجنسي بسبب مجموعة واسعة من المشاكل الجسدية، أو العوامل النفسية الجنسية، ومن أسباب التوتر النفسي الجنسي الشائعة التالي:

• القلق بشأن الأداء الجنسي، فمثلًا يُمكن أن يقلق أحد الطرفين بأنه قد لا يُرضي شريكه تمامًا، أو عندما يواجه الرجل مشاكل في القذف. 
• مشاكل احترام الذات، أو مشاكل الجسد مثل قلق الشخص بشأن طول أو حجم القضيب، أو أن تقلق المرأة من وزن جسدها أو شكله. 
• الإجهاد النفسي الناتج عن ضعف الانتصاب، أو سرعة القذف، أو تأخر القذف، والفشل في الوصول إلى النشوة الجسدية، بجانب الحالات الطبية الأخرى التي تؤثر على الرضا الجنسي للطرفين. 
• مشاكل العلاقة العاطفية، مثل عدم وجود اتصال عاطفي، أو عدم رضا الشخص عن علاقته.
• الصحة العقلية للفرد التي قد تسببها الصعوبات المتعلقة بالعمل، أو المشاكل الأسرية، أو أي جوانب غير جنسية في حياة الفرد.
• التوتر بسبب النشاط الجنسي بشكل عام، أو الخوف من فشل العلاقة الزوجية خصوصًا بين حديثي الزواج.

كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى التوتر الجنسي للطرفين، وتظهر على الطرفين وخاصة الرجال  أعراض التوتر الجنسي النفسي.

ما هي أعراض التوتر النفسي الجنسي؟

يُمكن أن يكون للحالة الذهنية للفرد تأثير كبير على القدرة في الإثارة، حتى لو كنت مع شخص تجده جذاب جنسيًا، فإن القلق بشأن تمكُنك من إرضاء شريكك يصعب عليك القيام بالنشاط الجنسي بشكل جيد.

من أعراض التوتر الجنسي النفسي للرجال هو ضعف الانتصاب الناتج عن إفراز هرمونات التوتر بشكل كبير، حتى الرجال الذين لا يواجهون مشكلة في الإثارة قد لا يتمكنون من الانتصاب بسبب عدم قدرتهم على التغلب على القلق من الأداء الجنسي. 

أما بالنسبة للأعراض عند النساء هو منع المرأة من التزليق المهبلي بما يكفي لممارسة الجنس بشكل جيد، مما يزيل الرغبة الجنسية.

كما ذكرنا سابقًا أن قلق الأداء الجنسي هي مشكلة شائعة، وللتمكن من علاج التوتر النفسي الجنسي والتغلب عليه يجب على الشخص سواء الرجل أو المرأة أن يدرك مشكلته بشكل جيد، ويطلب المساعدة دون خجل.

كيفية علاج التوتر النفسي الجنسي والتغلب عليه؟

إذا كنت تُعاني من قلق جنسي عليك أن تستشر طبيبًا تشعر معه بالراحة بدرجة كافية لتتمكن من مناقشة حياتك الجنسية، ومناقشة الحلول لعلاج الخوف الجنسي، وسيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الطبية للتأكد من أن الحالة الصحية أو الدواء ليست السبب في مشاكلك الجنسية.

أثناء الفحص سيسألك الطبيب عن التاريخ الجنسي الخاص بك لمعرفة المدة التي عانيت فيها من القلق الجنسي، وما هي الأفكار التي تتداخل مع حياتك الجنسية، ويُمكن أن تساعد الأدوية في علاج الانتصاب والمشاكل الجنسية الأخرى الناتجة عن أسباب جسدية، ولكن إذا لم يكن هناك مشكلة طبية فسيقترح عليك الطبيب التوجه إلى استشاري لديه خبرة في علاج المشكلات الجنسية.

• سيُساعدك العلاج النفسي مع الاستشاري أو المعالج المتخصص من فهم المشكلات التي تُسبب القلق الجنسي، ثم تقليلها أو التخلص منها، كما سيقدم لك حلولًا مختلفة للتغلب على المشكلات الجنسية التي لديك مثل تجربة بعض الأساليب التي تُساعدك على اكتساب مزيد من التحكم لمنع سرعة القذف، أو صعوبة التزليق المهبلي لدى المرأة.
• يُمكن أيضًا أن يصف الطبيب أدوية لعلاج الضعف الجنسي لعلاج التوتر النفسي الجنسي كطريقة لتوفير المزيد من الثقة للرجال، ولكن هذه الأدوية يجب أخذها تحت المشورة الطبية المتخصصة.
• الخطوة الثانية من علاج الخوف من الفشل الجنسي هو أن تكون منفتحًا مع شريكك/ شريكتك، حيث يُمكن التحدث مع شريكك عن القلق أو الخوف الذي يُصيبك ومحاولة الوصول إلى حل معًا أن يكون سببًا في التقارب بينكما، وتحسين العلاقة الجنسية أيضًا.
• كن حميميًا بطرق مختلفة دون الجماع، فمثلًا يمكن أن تمنح شريك/ شريكتك تدليكًا، أو أخذ حمامًا دافئًا معًا، يُمكن ذلك أن يقوي العلاقة العاطفية بينكما، وبالتالي إزالة القلق أو التوتر أثناء الجماع مع الوقت.
• ممارسة التمارين الرياضية ستجعلك تشعر بتحسن حيال جسدك، وأيضًا ستزيد من قدرتك على التحمل في السرير. 
• قم بتشغيل الموسيقى الرومانسية أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، وفكر في شيء يثيرك ويبعد عنك القلق الذي يصيبك.

لا تخجل من الحصول على المساعدة المتخصصة لعلاج التوتر النفسي الجنسي، تحدث مع أطباء مستشفى دار الهضبة واحصل على مساعدة فورية لعلاج مشكلتك، يمكنك التواصل من خلال الرقم التالي: 00201154333341

في المستشفى ستجد برامج علاجية مختلفة للرجال والنساء على حد سواء، حيث سيناقش الطبيب أسباب المشكلة ويجد لها الحلول المختلفة.

كيفية علاج التوتر النفسي الجنسي عند الرجال؟

عادة ما يؤدي تقييم الأداء أثناء الأداء إلى الإضرار بالأداء، وتحدث هذه الحلقة المفرغة في جميع أنواع القلق الاجتماعي، فمثلًا الممثل الذي يُمثل على المسرح يرغب في إرضاء الجمهور، ولكن إذا كان يراقب نفسه، وينتقد أداءه أثناء التمثيل ويقلق بشأن ما يفكر فيه الجمهور أثناء التمثيل فمن المحتمل أن يكون أداؤه أقل جودة. 

ينطبق نفس الشيء على العلاقة الجنسية، الرجل الذي يقيم نفسه وينتقد أداءه أثناء العلاقة الجنسية، ويفكر حول رد فعل الشخص الآخر يميل في النهاية إلى أداء علاقة جنسية سيئة، وهذه الاستراتيجية تأتي بنتائج عكسية عليه.

إذن البديل البناء للمراقبة الذاتية هو تركيز الانتباه على التجربة في الوقت الحالي، ومعالجة أي أفكار مقلقة كضوضاء غير مهمة، وهذا يُسمى اليقظة، أي تركيز الانتباه على كل الأحاسيس التي يشعر بها الشخص في نفس اللحظة  كاللمسة، والنظرة، والصوت، والشم، وهكذا، وإهمال أي شيء آخر، بالطبع هذا يتطلب الكثير من التدريب. 

إعادة الهيكلية المعرفية لعلاج التوتر الجنسي النفسي عند الرجال فعالة أيضًا، ومعناها أن تحدد معتقدك حول المشكلة الجنسية التي تواجهها، فمثلًا بدلًا من التفكير أنك لن تستمتع بالجنس إذا لم تؤدي أداءً جيدًا، حوَّل تفكيرك ليكن “يمكنني الاستمتاع بالعلاقة إذا ركزت على الأحاسيس الممتعة والمشاعر والتجارب التي أمر بها بغض النظر عن أي شيء آخر” وقد يأتي هذا بعد المناقشة مع شريكك، أو مع معالج سلوكي ومعرفي.

أيضًا قد يُساعد القيام بالعادة السرية في تقليل التوتر الجنسي، ولكن عليك قبل القيام بذلك استشارة الطبيب النفسي حول مدى فاعلية العادة السرية في حالتك؛ لأن العادة السرية قد تُسبب لك الإدمان، وبالتالي الاستغناء عن العلاقة الجنسية مع شريكتك، وعدم مقدرتك على الاستمتاع بالعلاقة أكثر.

إذا نصحك الطبيب بالقيام بالعادة السرية، عليك أثناء القيام بها ممارسة التركيز اليقظ، بحيث تحاول التركيز على الأحاسيس الممتعة، وتترك لنفسك متسعًا من الوقت، وعليك أن تنوع صورك على الجنس عندما تفعل ذلك، ولا تقصر صورك على الأوضاع التي تفضلها فقط.

أيضًا حاول أثناء العادة السرية تدريب نفسك على تنحية أي أفكار ومشاعر نقد الذات أو مقلقة، فمثلًا إذا كنت تعاني من سرعة القذف انتبه جيدًا للأحاسيس الجسدية ببطء شديد، وتعلم كيفية تمييز الأحاسيس التي تسبق نقطة القذف.

ونقطة أخيرة عليك الاسترخاء أثناء ممارسة الجنس، قم بممارسة استرخاء العضلات، والتنفس البطيء والعميق لإرخاء جسم وإخراج أي أفكار سلبية أو مشاعر قلق.

ومن الرجال ننتقل إلى النساء، فغالبًا ما لا يُطرح مشكلة قلق الأداء الجنسي عند النساء لأسباب كثيرة، ولكن سنحاول أن نركز أكثر على هذه المشكلة بشكل أكثر تفصيلًا.

كيفية علاج التوتر النفسي الجنسي عند النساء؟

الفرق بين قلق الأداء الجنسي لدى الرجال وقلق الأداء الجنسي لدى النساء أن الكثير من السيدات لا يتحدثن عن هذه المشكلة، فهناك الكثير من النساء اللاتي لا يفهمن أن قلقهن وخوفهن أمر مشروع، وأن هناك طرقًا لمعالجته، وأنها ليست مشكلة حصرية على الرجال فقط.

إذن ماذا يحدث في جسد المرأة التي تُعاني من التوتر النفسي الجنسي؟ القلق يجعل جسم المرأة يُطلق استجابة تُسمى “القتال أو الهروب” حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر التي تهدف إلى تجهيز جسمك لمواجهة أي تهديد، وفي هذه الحالة فإن الخطر على صحة جسمك هو خوفك من استياء زوجك أثناء العلاقة، وبالتالي تحدث أشياء مختلفة في جسم المرأة منها صعوبة التزليق المهبلي كما ذكرنا سابقًا، بجانب تشنج عضلات المهبل مما يجعل إيلاج القضيب صعبًا أو مستحيلًا، وأخيرًا انعدام الرغبة في ممارسة الجنس.

ما الذي يُسبب قلق الأداء الجنسي لدى النساء؟ 

هناك الكثير من العوامل التي تُساهم في هذه المشكلة، وأولها المخاوف بشأن هزة الجماع، فمن المعروف أن النشوة الجنسية عند النساء أقل بكثير من الرجال، لذا تقلق الكثير من النساء حول أداءهن، بجانب وسائل الإعلام والمواد الإباحية التي تُظهر أن هزة الجماع هي علامة على “الجنس الجيد” ويشكل هذا ضغطًا هائلًا على النساء لتحقيق هذا النوع من النشوة، لذا يؤكد العديد من الأطباء بشكل قاطع  أن “الإباحية ليست حقيقية”.

ويحدث أن تنسى المرأة ما قامت به أثناء العلاقة، وكل ما تفكر فيه هو تلك النشوة اللامعة الي فشلت مرة أخرى في تحقيقها، وتقع المرأة في الفخ للاعتقاد بأنها السبب في ذلك، وتلقي اللوم على نفسها، وعلى استجابتها الجنسية. 

بالإضافة إلى المخاوف بشأن هزات الجماع، فإن مشكلات صورة الجسم تعد سببًا مهمًا في التوتر الجنسي، حيث تعلمت النساء بالفعل أن يخجلن من أي عيب في أجسادهن، لذا أثناء العلاقة الجنسية قد تخجل المرأة من شكل جسدها مما يسبب القلق. 

ما الذي يُساعد في علاج التوتر الجنسي النفسي عند النساء؟

من أجل السيطرة على القلق من المهم معرفة السبب، فبمجرد فهم المشكلة الأساسية يمكن تعلم كيفية التعامل مع جذور القلق وعلاج التوتر النفسي الجنسي ، وعندما لا يكون لديك وضوح بشأن السبب يُمكن أن يؤدي ذلك إلى سلسلة من نوبات الذعر أثناء العلاقة، وهو ما يزيد الموقف سوءًا.

من المهم أيضًا بشكل خاص أن تتعرفي على جسمك، وتفهمي حياتك الجنسية وتكتشفي ما يرضيك، أيضًا يجب أن تعرفي أنه لمجرد أنك لم تحققي النشوة الجنسية هذا لا يعني أن الجنس كان سيئًا أو أنك أديت بشكل صحيح. 

لذا بدلًا من ممارسة الضغط على نفسك اتخذي نهجًا لطيفًا، وتقبلي كل ما يحدث، وحاولي الاستمتاع بكل جوانب العلاقة الحميمية، وهذه أفضل طريقة لزيادة نشوة الجماع.
إن علاج التوتر النفسي الجنسي للرجال والنساء يعتمد في المقام الأول على الشخص ومحاولته لإيجاد الحلول المختلفة لإيقاف هذا القلق، ويمكن مع المساعدة النفسية المتخصصة الوصول إلى حل جذري للمشكلة.

للكاتبة: نهى المهدي.