إنتكاسة مرض الذهان ..علامات الإنتكاسة وأسبابها وكيفية تجنبها

ما هي انتكاسة مرض الذهان؟

تعرف انتكاسات الذهان بتكرار ظهور الأعراض الذهانية السابق علاجها وتدهور قدرة المريض على تحديد المتغيرات من حوله بشكل سليم وتقدم الأعراض، وتبلغ نسبة ظهور علامات انتكاسة مرض الذهان حوالي 28% بعد مرور العام الأول من الشفاء من نوبات الذهان، بينما تصل تلك النسبة إلى 54% بعد مرور 3 أعوام. كما تصل نسبة الانتكاسة نتيجة التوقف عن تناول مضادات الذهان لدى الحالات المزمنة إلى 38%، لذلك يجب الانتباه جيداً لظهور أياً من علامات انتكاسة مريض الذهان والتعامل معها سريعاً لتجنب تدهور الحالة، كما يسهل التعرف على علامات انتكاسة الذهان لإمكانية التدخل المبكر لمنع الانتكاس. هذا بجانب توفير الدعم النفسي والاجتماعي الكافي للمريض ومحاولة تخفيف حدة التوتر بجانب العمل على تعديل نوعية وكميات الأدوية المستخدمة.

أعراض انتكاسة الذهان

توجد بعض الأعراض التي تظهر على المريض وتنبأ بحدوث انتكاسة مرض الذهان، وعادة تظهر قبل حدوث الانتكاس بشهر تقريباً. ويعاني قرابة 70 % من المصابين بالفصام من هذه الأعراض المبكرة قبل حدوث انتكاسة كاملة، هذا بجانب تدهور الحالة الصحية للمريض، مما يدعو إلى سرعة التعامل مع الحالة عند ظهور تلك الأعراض لتجنب تفاقم الوضع، وتتمثل تلك الأعراض في:

القلق

يعاني المريض باستمرار من القلق، والتوتر، والريبة في كل ما يدور حوله، وعدم الشعور بالأمان مما يتسبب في إصابته باضطرابات النوم وعدم القدرة على التركيز.

الهلاوس

تتسبب انتكاسة مريض الذهان في عودة الهلاوس السمعية والبصرية التي يشعر بها المريض، مما يجعله يعيش في حالة من الوهم والعدائية مع من حوله والميل إلى العزلة وتجنب التجمعات.

الاكتئاب

يشعر مريض انتكاسة الذهان بالوحدة والتقلبات المزاجية التي تؤدي إلى الاكتئاب وفقدان الاهتمام بالعالم المحيط، وعدم الاهتمام لقضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء

قلة المعرفة

ويرجع ذلك لعدم قدرة المريض على زيادة الكفاءة المعرفية لديه، وعدم القدرة على زيادة التحصيل والتعلم نتيجة الإصابة باضطرابات فكرية وعدم القدرة على الاستيعاب والتركيز.

اضطرابات الكلام

تختلف حالة المريض من وقتٍ لآخر ما بين كثرة الكلام مع من حوله وبين الكلام في أضيق الحدود وعدم الرد على حديث الآخرين ورفض التعامل معهم، والتلعثم في الكلام.

قد تكون تلك الأعراض التحذيرية محددة للغاية بالنسبة لكل مريض على حدة، لذلك من المهم معرفة أعراض النوبات السابقة من الذهان ومراقبتها حيث يمثل تكرار تلك الأعراض أولى علامات انتكاسة مرض الذهان.

أهم أسباب انتكاسة الذهان

توجد بعض العوامل التي تحفز انتكاسة مرض الذهان سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر وتتسبب في تدهور حالة المريض مرة أخرى مثل:

تعاطي المخدرات

يتسبب تعاطي المريض للمواد المخدرة والكحوليات إلى حدوث بعض الاضطرابات العقلية وتغير كيمياء المخ، مما تتسبب في انتكاسات الذهان مرة أخرى.

التوقف عن تناول مضادات الذهان

قد يشعر المريض بالتحسن واختفاء أعراض الذهان ويُقرر التوقف عن تناول الأدوية الخاصة بالمرض، ولكن ذلك التوقف المفاجئ قد يتسبب في الإنتكاسة مرة أخرى نتيجة عدم تكملة العلاج وعدم تهيئة المخ إلى سحب الدواء تدريجياً.

التعرض للتعليقات السلبية من الأهل

قد تتسبب الخلافات الأسرية وسماع المريض بعض التعليقات السخيفة عن حالته المرضية من المحيطين به في التعرض للانتكاسة مرة أخرى ورفض التعامل مع من حوله والعودة إلى العزلة والوحدة.

عدم المشاركة في النشاطات المجتمعية

يتسبب انعزال المريض عن العالم الخارجي وعدم مزاولة عمله، أو المشاركة في النشاطات المُختلفة من حوله وعدم التكيف مع البيئة المحيطة به إلى انتكاسة مرض الذهان مجدداً ودخوله في حالة من الاضطراب النفسي والاكتئاب.

التأخر في العلاج

يؤدي التأخر في علاج الحالة وعدم الاهتمام بتلقي المريض الرعاية والدواء المناسب للحالة إلى انتكاسة مريض الذهان ومهاجمة الأعراض بشدة وفي وقت قصير من النوبات الأولى، لذلك يجب الاهتمام بتقديم الرعاية الطبية الكافية للمريض.

الاضطرابات النفسية للسيدات

قد تتعرض المرأة المصابة بالذهان إلى بعض الاضطرابات النفسية وخاصة في فترة الحيض، حيث تتسبب في الإصابة بالقلق والتوتر والتقلبات المزاجية والتعرض لانتكاسة الذهان مرة أخرى في تلك الفترة، لذلك وبعد معرفة أهم الأسباب، يجب الابتعاد عنها وتجنبها قدر الإمكان لتقليل خطر الإنتكاسة وسوء حالته الصحية.

كيف تتجنب الإنتكاسة من مرض الذُهان؟

للتخفيف من خطر الإصابة ب انتكاسات الذُهان لا بد من القيام بالأمور التالية:-

• التوقف التدريجي عن تناول أدوية الذهان وعدم منعها مرة واحدة.
• الاستمرار في تناول مضادات الذُهان حتى بعد الشفاء لحين منعها من قبل الطبيب المعالج.
• التحسين من الأداء الاجتماعي وتقديم الدعم النفسي للمريض.
• معالجة الانتكاسات القديمة سريعًا حتى لا يحدث تراكم لها قد يزيد من خطرها.

لا يمكننا أن نتغافل عن دور المستشفى، والتي لها دور كبير في تجنب حدوث انتكاسات لدى المرضى خاصتها، وهنا يسعنا القول أن نذكر مستشفى دار الهضبة والخدمات الكثيرة التي تقدمها للمرضى والتي تعد افضل مصحة نفسية في مصر.

علاج انتكاسة مرض الذهان لدى مستشفى دار الهضبة

تتمتع مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان بالكثير من البرامج المختلفة والمتخصصة لعلاج جميع الأمراض النفسية والتي تتناسب مع الكثير من المرضى بمختلف حالاتهم الصحية، ويوجد لديها برنامج علاجي خاص بمرض الذُهان يُساعد على الشفاء منه سريعًا وعدم التعرض للانتكاس فيما بعد، وفيما يلي الخطوات المتبعة من قِبل مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان الخاصة بمرضى الذُهان:-

تحديد البرنامج العلاجي

توجد برامج متخصصة لعلاج الذُهان المبكر ومنها برنامج التحصين الموسع للتقليل من حدة الانتكاسات ومدة الاستشفاء، والتي تعتمد بشكل أساسي على التدخلات المكثفة، وتقديم الدعم النفسي للمريض مع الأخذ في الاعتبار السن ومرحلة العلاج والحصول على تقارير كاملة خاصة بحالة المريض من قِبل الطاقم الطبي المتابع للحالة.

اتباع خطة العلاج

يُعد تناول جرعات مخفضة من مضادات الذهان وعدم اللجوء إلى التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية جزء أساسي من خطة العلاج لدى مستشفى دار الهضبة ، هذا بجانب مراقبة تصرفات المريض ومدى استجابته لبرنامج العلاج، ومراقبة ظهور أي علامة من علامات انتكاسة الذهان على المريض

خطة الوقاية من الانتكاس

تحتفظ مستشفى دار الهضبة بخطة خاصة للوقاية من الانتكاس، وتعمل على تطبيقها وإلزام كلاً من المريض وعائلته بالتعاون معهم، بالإضافة إلى تحديث هذه الخطة باستمرار وتعديلها بما يتناسب مع حالة المريض، حيث تساعد هذه الخطة على رصد أعراض انتكاسة مرض الذُهان سريعًا والحد من تفاقمها والسيطرة عليها والخروج من هذه المرحلة بسلام.

اقرأ أيضاً عن:علاج مرض الذهان نهائيًا بطرق فعالة للتعافي

ملخص المقال

بعد التعرف على أبرز علامات انتكاسة مرض الذهان وأسباب حدوث الانتكاسة مرة أخرى للمريض في وقت قصير، يرجى مراجعة سبل تجنب الانتكاسة وتطبيقها واللجوء إلى أحد المراكز المتخصصة لمساعدة الأهل والمريض في تخطي الأزمة والابتعاد تماماً عن أسباب انتكاسة الذهان وتوفير الجو الصحي للمريض لتمام الاستشفاء.