محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
كيف بدأت تجربتي مع الكيتامين
بَدأت الحكاية عندما كنت أعاني من بعض المشكلات في العمل، ولم تَنفع أدوية الاكتئاب الخاصة بي، ولكلٍ منّا قدرة معينة على التحمل وأخبرني صديق لي أن نذهب إلى حفل يقيمه أحد الأصدقاء للترويح عن النفس وبالفعل اقتنعت وذهبت معه.
عرض عليّ أحد الأصدقاء الموجودين في المكان عندما فَهِم من صديقي أنني أعاني من مشكلات في العمل تجربة حبوب سَتُغير مزاجي بالكامل وتُنسيني كل الهموم.
في البداية رفضت ولكنه أصر عليّ وأخبرني أنها مرة واحدة فقط ولن يحدث أي شئ من مرة، اقتنعت بكلامه فقد كنت مكتئبًا بشدة واحتاج شئ يُخرجني مما أنا فيه.
تناولت الحبة وفعلًا بعد دقائق قليلة شعرت شعورًا لم أشعر به من قبل مع أي أدوية اكتئاب تناولتها من قبل، شعرت بالسعادة الاسترخاء التام، شعور كأني تركت جسدي وغادرت هذا العالم إلى عالم آخر لا يُوجد فيه مشكلات وكأنه النعيم على الأرض، وكانت هذه هي البداية.
ذهبت إلى المنزل وأنا في قمة السعادة ونمت واستيقظت في الصباح التالي لأجد أن الاكتئاب قد عاد أضعاف مُضاعفة بعد ذهاب مفعول هذه الحبة، أخبرت الطبيب بما حدث وتجربتي لأول مرة.
حَذّرني الطبيب من استخدام هذا المخدر مرة أخرى، وأخبرني أن هذا المخدر له مخاطر لا حصر لها وغير مُصرح به من الأساس من قَبل منظمة الغذاء والدواء.
استمعت لكلام الطبيب ولكني لم أستطع أن أنسى الشعور الرائع الذي انتابني، ومع المشكلة القادمة التي واجهتني لم استطع أن امنع نفسي من نفسي من التفكير في كيفية الحصول على هذه الحبوب ومن هنا بَدأت تجربتي مع ادمان الكيتامين تأخذ منحنى آخر.
اتصلت بهذا الصديق الذي أعطاني هذه الحبوب في المرة الأولى، وطلبت منه الحصول عليها مرة أخرى، للأسف وافقني على توفير هذه الحبوب مرة أخرى لي ولم يكن توفير هذه الحبوب مشكلة بالنسبة لي فقد كان سعر حبوب الكيتامين يتراوح من 10 إلى 20 جنيهًا مصريًا، أصبحت تدريجيًا هذه الحبوب من شيء أتناوله عندما اشعر بالاكتئاب إلى عادة يومية لا أستطيع الاستغناء عنها.
في البداية كان يُشعرني حبوب الكيتامين بالسعادة المطلقة بعد تناوله وكما أخبرتكم أن هذا هو السبب الرئيسي لتعاطي هذا المخدر، في هذه المرحلة يكون إدراكي مُختل ولا أُدرك أي شيء حولي.
وتُصيبُني هلاوس سمعية وبصرية، إذ أرى وأسمع أشخاص غير موجودين في الواقع، وأحيانًا تكون الرؤية مشوشة لدي فلا استطيع التعرف على الأشخاص المحيطين بي.
بعد فترة من الوقت أشعر بضربات قلبي سريعة جدًا وصداع وتنتابني حالة من الذعر والخوف من كل شئ محيط بي فألجأ إلى العنف إلى الذي ُيؤذي كل المحيطين بي حتى أولادي وزوجتي فقد تعديت عليهم بالضرب أكثر من مرة فقد أصبحت الحيوان الهائج بلا عقل، وتنتهي هذه الحالة التي أشعر بها بالقيء ثم أخلد للنوم.
استيقظت في الصباح التالي بحالة فقدان للذاكرة لا أتذكر أي شئ من الأحداث في الليلة الماضية، وأشعر بألم رهيب في كل أنحاء جسمي مع شعور بالاكتئاب لا يُوصف ولا أستطيع تحمله، وتصدر مني بعض التصرفات الغريبة غير المُبررة لكل من حولي.
توقفت عن الذهاب للطبيب، وبَدأت أبحث فقط عن كيف أحصل على هذا مخدر الكيتامين فقط، طُردت من وظيفتي، قطعت علاقتي بكل أصدقائي تقريبًا، أصبح أولادي يَخافون من التواجد معي في نفس المكان.
وزوجتي بعد أن اكتشفت مؤخرًا سبب التغيير الجذري الذي طرأ عليّ حاولت اقناعي بكل وسيلة هي وأهلي الذهاب لمصحة لعلاج هذا الإدمان، وأنا أرفض حقيقة إدماني من الأساس إلى أن طلبت زوجتي الطلاق.
كل هذا لم يُوقفني أو يُقنعني بالتخلي عن هذا المخدر اللعين، بل استمرت تجربتي مع الكيتامين ولم تتوقف عند هذا الحد، وسأوضح لكم نتيجة هذا العناد والرفض للواقع عن طريق التأثيرات التي ظهرت على جسمي من الكيتامين.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
تأثير الكيتامين على جسمي وعقلي
ومع الاستخدام المُستمر لهذا المخدر ورفضي للعلاج، لم تعد تنفع الجرعات القليلة منه، بَدأت أزيد الجرعات تدريجيًا حتى أَحصل على نفس تأثير الكيتامين في بداية تجربتي معه دون أن أدري مدى خطورة ذلك.
بَدأت أشعر بمشاعر غريبة ومتناقضة، أحيانًا أشعر بالسعادة المُفرطة وبعدها بمدة قصيرة جدًا أشعر بالحزن العميق دون أي مُبرر، وبدأت أنسى الأحداث المهمة المُتعلقة بحياتي والأشخاص أيضًا الأمر أشبه بإصابتك بالزهايمر.
ولا أستطيع التركيز عند التحدث مع الآخرين أو الانتباه لهم، وأصبحت المشكلات تُحيط بي من كل جانب ولا أُبالي أو بالأحري لم أعد أستطيع التفكير في حل لهذه المشكلات كل ما أبحث عنه هو كيف أحصل على هذا المُخدر.
ومن نتائج أيضًا بَدأ يَنتابني شعور بالحاجة الشديدة إلى التبول كل دقيقتين تقريبًا، وفي كل مرة لا أتبول كثيرًا، وأشعر في كل مرة بالألم الشديد.
اعتقدت أن هذه الأعراض ما هي إلا تشخيص التهاب في مجرى البول، وسوف تختفي على الأغلب بعد يومين أو ثلاثة من العلاج، لكن ما حدث أن هذه الأعراض استمرت لأكثر من 6 أشهر إلى أن اكتشفت أن السبب هو إدماني لهذا المُخدر اللعين بعد أن ذَهبت لجميع المستشفيات.
كل هذا كان كافيًا بالنسبة لي لأُفكر في الانتحار، وبالفعل اتخذت هذه الخطوة وفي أحد المرات تناولت جرعة عالية بهدف التخلص من حياتي، وفقدت الوعي ودخلت في غيبوبة ولم أكن أدري أو أدرك شئ عن العالم الخارجي، كان شعور أقرب للموت تقريبًا.
عضلاتي كلها كانت متيبسة لم أستطع التحرك من مكاني أبدًا، وأخبرني المحيطون بي أني دخلت في نوبة من التشنجات، لم أشعر بهذه التشنجات فقد كنت فاقدًا للوعي والإدراك، واستيقظت لأجد نفسي بالمستشفى مُحاط بطاقم الأطباء.
قدر الله لي النجاة من هذه المحاولة، فاتخذت قراري من بعدها أن أُقلع عن هذا المخدر وطلبت المساعدة من والدي، ونَصحني بالعودة إلى طبيبي النفسي وطلب المساعدة منه.
اتجهت إلى الطبيب وشرحت له تجربتي مع ادمان الكيتامين بعد أن انقطعت عن زيارته بالتفضيل وطلبت منه أن يُوجهني إلى مستشفى تساعدني في التخلص من هذا الإدمان.
فنصحني الطبيب بالتوجه إلى مستشفى دار الهضبة نظرًا لنسب الشفاء العالية وتواجد أعلى الكوادر الطبية فيها، وبالفعل توجهت إلى هذه المستشفى لتبدأ تجربتي في علاج الكيتامين التي سَأوضحها لكم.
علاجي من إدمان الكيتامين بمساعدة دار الهضبة
بعد التوقف عن هذا المخدر والتوجه إلى المستشفى للعلاج، خضعت للفحص الجسدي والنفسي الشامل من قبل الأطباء في المستشفى، وتوجهت إلى الغرفة التي سَأقيم بها في المستشفى، اختار لي الأطباء برنامج التعافي المناسب وبدأت في مرحلة علاج الكيتامين التي تشمل:
المرحلة الأولى: التخلص من سموم الكيتامين
بعد التوقف عن هذا المخدر بدأت أعراض انسحاب الكيتامين في الظهور، فبعد يوم من دخولي لهذه المصحة بدأت أشعر بضعف في الحركة وخمول.
وفي الليلة التالية أصابني الأرق ليلا لم أستطع الخلود للنوم، واستيقظت في اليوم التالي لا أرغب في تناول أي طعام يُوضع
أمامي، ولدي شعور عميق بالاكتئاب والقلق.
في الأيام التالية اختل تركيزي وبدأت أرى أشخاص لم يكونوا موجودين حولي، وأصبحت الكوابيس تراودني ليلا، واستيقظ من النوم فزعًا مع الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.
في خلال هذه الفترة تناولت بعض الأدوية الموصوفة من قَبل الأطباء التي تُساعدني في تخطي فترة الانسحاب، وخضعت للمراقبة الطبية الدقيقة في المستشفى.
المرحلة الثانية: العلاج النفسي للكيتامين
خضعت في المستشفى بعد ذلك لجلسات مطولة مع الطبيب المُعالج أشرح فيها كيف سَقطت فريسة هذا الإدمان، وشرح لي كيف يُساعد تغيير نمط أفكاري بصورة كبيرة في العلاج.
المرحلة الثالثة: مجموعات الدعم
دخلت بعد ذلك في مجموعات دعم تَضُم كل من سقطوا فريسة الإدمان، يَوضح كلُُ منّا الأسباب التي دفعته لهذا الإدمان وماهي الدوافع وراء رغبته في التوقف عن الإدمان، ونُحاول استعادة جزء ولو قليل من قدرتنا على التواصل مع البشر من خلال هذه المجموعات.
برامجنا العلاجية حفلات وتكريمات دار الهضبة حجز موعد
أعراض انسحاب الكيتامين المؤلمة
استغرقت اعراض انسحاب الكيتامين حوالي أسبوعين لتخفيف حدتها لا أستطيع القول أنها اختفت تمامًا بعد أسبوعين، فقد بدأت شهيتي تعود تدريجيًا بعد 4 أيام ، أصبحت أتقبل تناول الطعام، وبدأت أشعر بشئ من النشاط يدب في جسدي بعد حوالي 3 أيام أخري، وبدأت الأدوية الطبية تؤدي مفعولها فبدأت أشعر بالنعاس وأخلد للنوم.
لم تقل حدة الشعور بالاكتئاب لدي إلا بعد أسبوعين، وبدأت أشعر بالراحة قليلا، وبدأ تركيزي في الأشياء والأشخاص المُحيطين يعود تدريجيًا إلى أن استطعت المرور بهذه المرحلة الصعبة بعد شهر تقريبًا واستطعت الخروج من المصحة بأمان.
8 نصائح هامة للتخلص من الكيتامين
من خلال تجربتي الصعبة مع مخدر الكيتامين، والأضرار السلبية الكثيرة التي تعرضت لها جسديًا و نفسيًا، وإضرار هذا المخدر بعلاقتي مع أفراد أسرتي، فأحب أن أوجه عدد من النصائح لمن هم مثلي من الشباب الذين قد يقعون في فخ ادمان الكيتامين:
ملخص المقالفي النهاية بعد تجربتي مع الكيتامين لا أستطيع أن أقول سوى أن هذا اختيار شخصي في النهاية، مهما كانت العوامل الظروف التي تدفعك في النهاية فقد كان قرار الإدمان قرار شخصي وقرار الإقلاع عنه قرار شخصي أيضًا، فأنت المسؤول عن كل خطوة تقوم بها في حياتك.
للكاتبة: د. لمياء عبد الجليل
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر