محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
قصص تجارب مدمنين متعافين
يقول (هـ.م) بدأت في إدمان المخدرات من سن مُبكر في المرحلة الإعدادية تقريبًا بدأت في تعاطي الهيروين والحشيش حتى سن الـ33، مع الأسف إنها مدة طويلة، وبالطبع قصتي مع العلاج لم تكن قصيرة على الإطلاق، في عام 2005 صعدت إلى سطح بنايتي لأتعاطى المخدرات، ولكن انتهى بي الأمر بالسقوط من فوق السطح، تعرضت لكسور كثيرة في جسمي، كل ما كان يخطر في بالي أن عائلتي الآن تستعد لدفني، ولكن حظي كان جيدًا، ظللت في المستشفى حتى تعافيت قليلًا من الكسور في جسدي، وبدأت أفكر في حياتي.
إن الإدمان يجعلني أشعر دائمًا أنني في الماضي، أقف في زاوية وأتذكر الماضي فقط ولا أعيش في الحاضر، إنه المرض الوحيد الذي يُقنعك أنك لست مريضًا، ومثل بقية المدمنين استحوذت علي رغبة التعاطي، ولكن بسبب طلبي المُساعدة من عائلتي وجدت أخيرًا طريقًا يخلصني من هذا الإدمان.
قبل أن أتعافى نهائيًا من المخدرات كنت قد دخلت إلى 11 مصحة لإعادة التأهيل، ولكن المرة الـ12 كانت هي الأخيرة والمُجدية، دخلت مستشفي دار الهضبة لعلاج الإدمان، كنت فاقد الأمل ليس لدي مال، ولا بيت ولا وظيفة، واضطررت إلى أن أتعالج على نفقة عائلتي، قلت لهم أنني أموت وأريدكم أن تُساعدوني.
في المصحة وجدت مُساعدة ودعم كبيرين، والطبيب النفسي وقف بجانبي وعاملني مُعاملة جيدة، بدأت أولًا رحلة التخلص من السموم، ومن ثم بدأت دورات العلاج النفسي، بالنسبة لي وبالنسبة لحالتي الصعبة كان من الصعب أن أجد دعمًا قويًا ولكن بفضل الطبيب النفسي وأسرتي شعرت أني مدعومًا بأشخاص يحبونتي ويريدون لي الخير.
انتهيت من العلاج بعد صعوبات كثيرة، ولكن هذه المرة كنت أتعالج ولدي رغبة داخلية قوية أني أريد التعافي، أنا الآن أحضر لأخذ درجة الزمالة في العمل الاجتماعي، أصبحت أعمل في مجال التعافي من الإدمان.
أود أن أقول أن تجارب مدمنين متعافين حقيقية وموجودة، وإذا كنت مدمن هناك أمل، لا تتخلى عن أملك أبدًا، يُمكنك أن تتخلص من الإدمان نهائيًا وتنجح في حياتك أيضًا، ولكن تمسك بالأمل والعزيمة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج
يقول ( ر. ح) هناك طريقتان مُختلفتان للرغبة في التعاطي، الأولى مُجرد مشاعر مُتكررة غير مرغوب فيها، حيث تشعر برغبة شديدة في التعاطي، والثانية التي لا يوجد شعور وراءها، إنها مُجرد فكرة تخطر على بالك وترغب في تنفيذها فقط، في مرة كنت أقود السيارة وكنت عاقلًا تمامًا ومدركًا لما أقوم به، وجاءت لي فكرة سأتوقف قليلًا وسأشرب سيجارة حشيش، ربما هذه الفكرة كادت أن تُنهي حياتي ولكن كنت محظوظًا حينها.
كان طريقي في التعافي طويلًا وصعبًا، ولكن لحسن حظي النهاية كانت مُجزية، فلقد بدأت تعاطي الحشيش والكحول لأول مرة عندما كنت مُراهقًا، ومثل العديد من المدمنين فإني مع الوقت وصلت إلى مرحلة الإدمان وأصبح التخلص من أي من المخدرين أمرًا صعبًا.
في عمر الـ16 دخلت مصحة إعادة تأهيل، كنت مراهقًا طائشًا، وبسبب تصرفاتي طردت من المصحة بعد 10 أيام فقط، ولكني عدت إلى نفس المصحة بعد 3 أشهر وسمعت الكثير من تجارب مدمنين متعافين هناك، وفي هذه الفترة توقفت عن التعاطي لمدة 6 أو 7 أشهر أو لمدة أطول لا أتذكر بالتحديد، ولكني بعدها عدت مرة أخرى للتعاطي.
وظللت لسنوات مُدمنًا، وبالطبع طوال هذه الفترة كانت أسرتي تحاول مُساعدتي وتشجيعي على العلاج بشتى الطرق، ولكن لم يجدوا مني إلا رفضًا تامًا.
وصلت إلى قاعٍ بعد القاع، ولم أتمكن من البقاء متيقظَا بسبب التعاطي، ولكني في النهاية وبعد هذه الحادثة التي نجوت منها بأعجوبة قررت أن أتوقف عندما وجدت نفسي وحيدًا بلا هدف في الحياة، مقبل على الموت بمُفردي لا أحد بجانبي بعد فقدانهم الأمل في إقلاعي عن الإدمان، لذا اتخذت قرار الذهاب إلى مستشفي دار الهضبة لعلاج الإدمان التي أتاحت لي الفرصة من جديد في تلقي العلاج بشكل مُختلف ومُتكامل فقد بدأت في ممارسة الرياضة، واتبعت طريقًا روحيًا، كنت أصلي كل يوم وأدعو الله أن يخلصني من هذه الرغبة، هذا بجانب البرنامج النفسي المتكامل.
فأثناء فترة العلاج ظللت أفكر في نفسي كثيرًا، ورجوت الله أن يُساعدني في هذه المحنة، وأن يدعمني بالقوة حتى أستمر في العلاج، بعد إعادة التأهيل تحدث معي أحد الأصدقاء ونصحني بزيارة شخص، وحكى لي تجربة مدمن مخدرات متعافي كانت حالته مثلي وتمكن من التوقف عن الإدمان، زرته وبدأنا نتحدث سويًا، لقد شعرت بكل كلمة يقولها، كأنه يوصف شعوري وحالتي.
ربما ما يميزني هو أني كنت واعيًا بذاتي، وتمكنت من شحذ شخصيتي طوال فترة التعافي، وأعتقد الآن أنها عاملًا أساسيًا لنجاحي في التعافي، ولكن ليس هذا فقط ما ساعدني، وإنما هناك أشياء أخرى، فمثلًا كنت أحاول أن أبتعد عن الإدمان من خلال سماع تجارب مدمنين متعافين آخرين، حيث كانت زياراتي المُتكررة للمدمنين وسماع قصصهم وتشجيعهم حافزًا لي لعدم الرجوع مرة أخرى، كما أن مُساعدتهم جعلني أشعر بالرضا عن نفسي، وكلها عوامل تجمعت لتجعلني صاحب إرادة راسخة أمام المخدرات.
قصة مدمن مخدرات متعافي
واحدة من الصور النمطية حول إدمان المخدرات هو أنه يحدث لدى الأشخاص الذين عانوا من طفولة صعبة، أو لديهم تاريخ من سوء المُعاملة أثناء طفولتهم، ولكن تقول ( م. ج) حالتي لم تكن مماثلة.
ففي بعض الأحيان كنت أتمنى لو حياتي كانت صعبة حتى أقول أن سبب إدماني هو طفولتي الصعبة، ولكني فتاة جئت من عائلة محببة وعادية، وكانت لدي طفولة رائعة.
كبرت وكنت أشعر بعدم الأمان، كان لدي الكثير من مشاكل مع اضطرابات الأكل، كنت أكره النظر في المرآة بسبب جسمي النحيف، كان عمري حينها 20 عامًا، عندما بدأت في التعاطي، في البداية كنت أشعر بالحرية، كانت المخدرات الحرية بالنسبة لي، ولكنها أصبحت فيما بعد سجنًا لا أستطيع الهرب منه.
كنت حينها في الجامعة، وبالطبع أثر التعاطي على حياتي الدراسية والاجتماعية أيضًا، بدأ الجميع يهرب مني، كما أن الإدمان أعاقني عن فعل الكثير من الأشياء التي أحبها، في الجامعة تواصلت مع أشخاص يتعاطون المخدرات مثلي، كنت أشعر أن لدي القوة لفعل ما أريده كما أنه لا يُمكن لأحد أن يوقفني.
مع الوقت خذلني الشيء الذي كان يُساعدني على التعامل مع الحياة، زادت رغبتي في التعاطي بشكل لا أستطيع التخلص منه، وطُردت من الجامعة، أسرتي علمت بحالتي ووُصمت بوصمة سيئة بين أسرتي وأصدقائي، كل هذه الأشياء كانت حافزًا لي على التوقف.
عدت في يوم إلى المنزل وقررت أن أبحث عن علاج، ذهبت إلى طبيب نفسي في مستشفى دار الهضبة تحدثت معه عن حياتي مع التعاطي، وبدأ مُحاولة تشخيصي كان لدي خيارين هو أن أحضر جلسات علاجية خارج المستشفى أو أن أقيم في المستشفى لفترة، كانت لدي كل الأعذار لعدم الذهاب نهائيًا، ولكني عزمت على الاستمرار، على الرغم من أني كنت أفعل ذلك على مضد، أقمت في المصحة أولًا لعلاج أعراض الانسحاب، ثم خرجت والتزمت بجلسات علاجية جماعية وفردية في عيادات المستشفى، في هذه الجلسات كنت أسمع قصة مدمنين مخدرات وكيف تخلصوا من إدمانهم.
أحيانًا كنت أصاب بالإحباط كثيرًا، ففي الفترة التي كان زملائي فيها يتخرجون في الجامعة كنت أحاول التخلص من إدماني، وكان علي أن أبدأ حياتي من الصفر، ولكن مشاعر الإحباط تلك لم تزعزع عزيمتي في التعافي.
كامرأة كان شفائي يتعلق بمُحاولة إيجاد نفسي ومعرفة من أنا، بعد ما يقرب من عقد من التعافي يُمكنني أن أؤكد لك أن التعافي طويل الأمد ليس لضعاف القلوب، في هذه الفترة فقدت أعز صديقاتي، شخص آخر كان ليعود إلى الإدمان مرة أخرى، ولكن موت صديقتي حطم قلبي ولكنه شفاني بطرق لا حصر لها، لقد تقربت من الله بشكل كبير، وهذا ساعدني في البعد عن الإدمان أكثر وأكثر.
التحدي بالنسبة لي لم يكن أن أحارب رغبتي في التعاطي، ولكن أن أبقى شغوفة بالشفاء وأظل مُتحمسة روحانيًا، فالتعافي الطويل يتعلق بالسعي المُستمر، السعي لمُساعدة الآخرين، السعي في التفوق، والبحث عن نفسي الحقيقية والعيش فيها، وتقبل نفسي كما هي، وأعتقد أنها نفس الأمر بالنسبة لـ تجارب مدمنين متعافين آخرين.
في يوم من الأيام ذهبت لأغير قصة شعري، نظرت في المرآة وقلت لنفسي “كم هي لطيفة هذه المرأة التي أراها أمامي الآن”، حينها شعرت بالراحة، لقد تقبلت نفسي بكل عيوبي، بل أني أحببتها أيضًا.
متعافي من المنشطات
انا ( ج. ص) كنت مدمن مخدرات ولكني تعافيت، وقصة تعافيي لم تكن سهلة، في البداية أعرفكم عن نفسي، أنا طالب كلية الطب، وبالطبع عند سماع كلية الطب يُمكن أن تتخيل مدى الضغط الذي يشعر به طلاب كليات الطب في مصر.
فالضغط الدراسي الذي كنت أشعر به كان لا يُطاق، لا أستطيع المذاكرة والتركيز بشكل جيد، وهناك الكثير من الأشياء التي يجب على أن أقوم بها في نفس الوقت، فأنا الابن الأكبر، لذا يُمكنك أن تفهم المسؤوليات التي علي كوني أكبر ابن.
ولأني كنت متفوقًا في الثانوية وضع أهلي آمالًا كبيرة لتفوقي في الجامعة، كنت أجد العديد من الزملاء الذين يقولون لي أن أجرب المنشطات قبل الامتحان لأتمكن من التركيز والتحصيل بشكل جيد.
في البداية كنت أرفض، ولكن الفكرة ظلت عالقة في ذهني لمدة طويلة، وفي يوم من الأيام تعرضت لمشاكل كبيرة في منزلي جعلني أقصِّر أكثر في الدراسة، واقترب موعد الامتحانات، هذا جعلني ألجأ للمنشطات لكي أتمكن من التركيز وعدم النوم.
لن أكذب عليكم ساعدتني المنشطات في أول مرة، شعرت بنشاط رهيب، وقدرة كبيرة على التركيز والنشاط، كما أنها منعتني من النوم، وبالطبع ساعدني ذلك على التمكن من مذاكرة أكبر قدر ممكن.
قلت لنفسي إنها مرة واحدة ولن أخذ المنشطات مرة أخرى، ولكنها كانت أكبر كذبة كذبتها على نفسي، وجدت نفسي أطلب من صديقي المزيد من المنشطات لأتمكن من المذاكرة، وفي كل مرة كنت آخذ فيها المنشطات كنت أشعر بتعب وإرهاق شديدين ورغبة في أخذ منشطات أكثر لأشعر بنفس التأثير السابق.
استمر هذا الأمر لأشهر، وأصبح من الواضح للجميع أني أُعاني من مشكلة، لم أكن أنام ولا آكل، وانخفض وزني، وبدأت أشعر بالمرض، وبسبب قلة النوم كان عقلي مضطربًا، كما أن تحصيلي الدراسي انخفض كثيرًا، وأصبت باكتئاب شديد.
كانت حياتي أشبه بالفوضى العارمة، كنت أعلم أني بحاجة إلى المُساعدة، ولكن كنت خائفًا من كيفية طلبها، كان قلقي واكتئابي لا يُطاق، وابتعدت عن أصدقائي وعائلتي، كنت في حالة يأس وضياع تام.
لذا فكرت في الانتحار، لم أستطع أن أرى مخرجًا آخر، ولكن الحمد لله نجوت وحصلت على فرصة جديدة، وبدأت قصة مدمن متعافي من المخدرات الخاصة بي تتشكل، دخلت إلى مركز تأهيلي للعلاج المزدوج لعلاج الإدمان والاكتئاب، وتعاملت معإدماني وبدأت في الشفاء.
في المصحة بدأت خطة علاج محكمة، وكنت أتابع التأمل والصلاة، ووجدت أني قادرًا على المضي قدمًا، وكنت أمتلئ بالأمل عند سماع تجارب مدمنين متعافين وبمرور الوقت تخلصت من إدماني واكتئابي الذي حاربته لمدة طويلة، وفي العام الدراسي التالي تمكنت من اجتياز سنتي الدراسية بنجاح.
بجانب قصص وتجارب مدمنين متعافين فهناك قصص أخرى لأسر المدمنين، وكيف تصرفوا معهم، وهي مهمة لتوعية الأسر الأخرى التي تُعاني من نفس الأزمة في أحد أفراد أسرتها.
تجارب أسر المدمنين
إن معرفة تجارب الأسر مع المدمن لا تقل أهمية عن تجارب مدمنين متعافين؛ لأن التصرف السليم مع المدمن قد يكون دافعًا قويًا له للاستمرار في العلاج.
في فقرة تجاربكم مع مدمنين المخدرات نروي لك قصة أسرة حاولت أن تُعين أحد أفراد أسرتها أثناء الإدمان، والتعافي..
أنا أب لشاب عمره 20 عامًا، وقد مرت سنتين له على التعافي من الإدمان بالفعل، وآمل أن تطول هذه المدة مدى الحياة، حينما علمت عن إدمان ابني للمنشطات أول مرة لمت نفسي كثيرًا، وشعرت أني السبب في ما حدث له، كنت أهتم كثيرًا بالتحصيل العلمي لأبنائي، ولقد اخترت بالفعل لكل شخص الكلية التي سيدخل إليها، وبدون وعي مني أو إدراك كان هذا ما جعل ابني يدخل في حالة طويلة من القلق والارتباك والاكتئاب والضغط، كنت أحجز لابني الدروس الخصوصية بنفسي، وكنت أعاقبه على أي تقصير منه كما لو أنه إنسانًا آليًا.
في يوم من الأيام وجدت ابني في حالة غريبة كان لا يأكل أبدًا، ولا ينام وقلق ومرتبك طوال الوقت، كل ما فكرت فيه هو أن أفهم ما به لكي أعاقبه، لا لكي أحل له مشكلته!
عندما أفكر في هذه الأيام أشعر بالذنب، كان خبر معرفتي بإدمان ابني كالصاعقة، كل خططي تدمرت، وتصوراتي عن التربية الحازمة تحطمت أمامي، لذا بدأت أفكر في قراراتي وطريقة تربيتي لابني، وذهبت لمستشفى دار الهضبة للاستشارة حول حالة ابني وأعرف ماذا يشعر مدمن المخدرات وكيف يُمكنني التصرف معه.
نصحني الطبيب أن أتحدث مع ابني وأعتذر له، وأن أقول له كم أنا أحبه وسأتقبله في كل حالاته، وبعدها أحاول تشجيعه للذهاب إلى المصحة، بالفعل قمت بما نصحني به الطبيب، توقعت أن أجد تقبل سريع من ابني، ولكن وجدت رفضًا كبيرًا، وحينها تذكرت أن كل حديثي مع ابني كان عن مدى تقصيره، ومدى كونه شخصًا مهملًا.
عزمت على تغيير نفسي ومُساعدة ابني في آن واحد، تقربت منه أكثر، وفي النهاية ذهبنا معًا إلى المصحة، ظل ابني فيها شهرًا أو أكثر تقريبًا، وعندما خرج منها بدأت التجربة الفعلية في العلاج، وهو حضور جلسات العلاج وسماع تجارب مدمنين متعافين، ومُحاولة منعه من الانتكاس.
عزمت على تكفير أخطائي السابقة، وقررت أن أكون صديق ابني، سأسمع وسأكون صديقًا له لن أنصح، ولن أعاقب، ولن أوبخ، سأحاول أن أكون مُستمعًا جيدًا فقط، وكانت هذه الطريقة ذات جدوى، لقد تقربت من ابني وتفهمته، وحمدت الله على نعمة وجوده في حياتي، فعلى الرغم من أن ما فعلته مُحاولة مني لتعافيه، ولكني أدركت مع الوقت أني أتعافى معه، تعافيت من الغضب، تعافيت من القسوة التي كانت في قلبي.
في النهاية علمت أن التصرف الصحيح مع المدمن قادرًا على أن يمهد طريقًا سريعًا للمدمن لكي يتعافى.
من المهم عندما نقدم لكم تجارب مدمنين متعافين أن نوجه رسالة إلى أي مدمن يقرأ هذه المقالة الآن، لعلها تكون دافعًا له لكي يبدأ العلاج.
رسالة إلى مدمن المخدرات
عزيزي المدمن، نعلم أنك تصدق أنك بحاجة إلى المخدرات، وأنها تجعلك تشعر بتحسن، ولكن عليك أن تفهم جيدًا أنك تعرض حياتك للخطر، كل يوم تقرر فيه استمرارك في التعاطي تعرض نفسك لخطر الإصابة بجرعة زائدة!
ومع ذلك اعلم جيدًا إن هذه المواد التي تتعاطاها أكثر من كونها مخدر، إنها تغير التركيب الكيميائي لدماغك، وتضر أعضاء جسمك وأنظمته، مثل الحلق، والمعدة، والرئتين، والقلب، والبنكرياس، وبالطبع الجهاز العصبي.
ليس هذا فقط فالتأثير الاجتماعي قد يكون أصعب حينما تدرك أنك خسرت أسرتك، أو عملك، أو ربما حياتك!
إن التعاطي يؤدي إلى تغيير المنطقة المسؤولة على التفكير والتحكم في الانفعالات في دماغك، وهذه التغييرات تجعلك لا تفكر بشكل صحيح، حيث يجعلك الإدمان تركز على كل السلبيات، فتشعر بالأسف على نفسك، أو الخجل أو كره نفسك، وهذه المشاعر السلبية تسمح لك بتبرير الاستمرار في التعاطي، فتشعر بالاكتئاب والذنب، أنت تعد نفسك مُستقبليًا لتدمر حياتك.
إن الإدمان قوي جدًا قادر على سلب أصدقاءك، وعائلتك، ومالك وعملك ومُستقبلك، إنه يُعميك عن الواقع، ولا يُريدك أن ترى نفسك محبوبًا، إنه يكذب عليك، ويُخبرك أنك لن تصل إلى الجرعة الزائد، لا تصدقه! كل من ماتوا بالجرعة الزائدة كانوا موقنين أنهم لن يصلوا إلى الجرعة الزائدة!
إذا كنت والدًا فكر في ابنك كيف سيمضي حياته وهو يعلم أن المخدرات أهم في نظر والده منه؟ إذا كنت زوجًا تذكر أنك يُمكن أن تخسر زوجتك وبيتك في أي لحظة، لا أحد يستيقظ ويقول “سأصبح مدمنًا” ولكن هناك خيار يُمكنك أن تسير فيه “إلى متى سأبقى مدمنًا؟” في حين أن الإدمان قد لا يكون خيارًا، ولكن التعافي بالطبع خيار مهم.
إن الخيارات التي تأخذها اليوم إما ستنقذ حياتك، أو ستنهيها، وعندما تكون أنت القوة الأكثر تدميرًا في حياتك فعليك طلب المُساعدة، أعلم أنك تشعر باليأس الآن، ولكن تذكر أنه لا عيب في التعافي، عليك أن تعلم أنك لست شخصًا سيئًا، ولكن مريض، ربما تعتقد أنك اخترت التعاطي، ولكن في الحقيقية لقد فقدت الاختيار منذ وقت طويل، وهذا ما تؤكده تجارب مدمنين متعافين.
أريدك أن تعلم أنك مهم، وأنت جدير بالحب والاهتمام، لذا لا تستسلم، الإدمان قابل للعلاج بشكل كبير، لذا تحلى بالعزيمة، واختر التعافي لبدء حياة جديدة، كل ما عليك فعله هو التواصل معنا على الواتساب على الرقم التالي: 01154333341
سنُساعدك في التعافي، ستجد في مستشفى دار الهضبة أطباء يقفون معك ويكونون عونًا لك في العلاج والتخلص من الرغبة في الإدمان، وعلاج المشاكل النفسية الأخرى التي يُمكن أن تُعاني منها، في مستشفى دار الهضبة أنت في يد أمينة.
الخلاصة
إن قراءة تجارب مدمنين متعافين قد تكون حافزًا لك لتتخلص من إدمانك، وربما في يوم من الأيام تحكي تجربتك الخاصة في التعافي، لا تيأس، نحن نثق بك، أنت قادرًا على العلاج.
للكاتبة: نهى المهدي.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر