محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
كيف بدأت تجربتي مع ليرولين؟
من المعروف أن ليرولين هو من مضادات الاختلاج التي يتناولها مرضى الصرع للعلاج من النوبات المؤلمة، ومع الأسف فإن أختي تعاني من هذا المرض الصعب مما يجعل هذا الدواء أساسياً في حياتها، ولذلك فهو متوافر دائماً في المنزل، ولكن عائلتي لم تكن تعي خطورة هذا الدواء إن وقع في يد خاطئة أو تم تناوله دون وصفة طبية، وفي إحدى الليالي بدأت أعاني من آلام شديدة في رأسي نتيجة السهر الطويل والدراسة؛ فبحثت عن مسكن بسيط مثل البنادول والباراسيتامول ولكنني لم أجد في المنزل، فاقترحت والدتي أن أجرب حبة من ليرولين لتسكين الألم مؤقتاً، ورغم ترددي في البداية إلا أن الألم كان أقوى من تفكيري فأخذت حبة ليرولين وبالفعل كانت هذه الحبة كفيلة بأن تخفف الألم وتساعدني على النوم ليلاً بعد الدراسة…
في اليوم التالي أحضر لي والدي مسكناً خفيفاً لكي أستخدمه في حال شعرت بالألم مجدداً، وقد عاد الألم بالفعل وأخذت حبة المسكن، ولكنها لم تكن أبداً بدرجة مفعول حبوب ليرولين، فحاولت تجاهل الأمر واستكمال الدراسة ولكنني طوال الوقت كنت أشعر برغبة في حبة ليرولين أخرى، وبعد انتهاء الدراسة حاولت النوم ولكنني لم أستطع بسبب الأرق، فذهبت خلسة لحبوب ليرولين الخاصة بأختي وأخذت واحدة منها وتناولتها وعاد ذلك الشعور الجميل، وكانت هذه بداية تجربتي مع ليرولين قبل أن أدرك أنني أدخلت نفسي في أسوأ تجربة في حياتي.
كيف قادتني حبة ليرولين للإدمان؟
حبة تلو الأخرى في كل ليلة ودون علم أحد، والسبب في ذلك هو أنني في كل مرة أتناول حبة ليرولين كنت أجد نفسي مرتاحة وقادرة على النوم دون التفكير في هموم الدراسة، مما شجعني على تناول حبوب ليرولين يومياً ومشاركة أختي هذا الدواء دون معرفة مني بمقدار الأذى الذي سيسببه لي هذا التعاطي…
وخلال هذه الفترة كنت أشعر بأعراض كثيرة وكنت أشعر بأن سبب هذه الأعراض هو دواء ليرولين، ولكنني لم أشأ أن أتوقف عنه لأنني كنت أفضل فوائده القليلة على أضراره الكثيرة، ولكن مع مرور الوقت وخاصة بعد انتهاء مفعول جرعة ليرولين بدأت أشعر بأعراض مختلفة:
ونتيجة هذه الأعراض التي شعرت بها خلال فترة التعاطي، شعرت بأنني أؤذي نفسي بالفعل وأنني يجب أن أتوقف عن الدواء، فقمت بالتوقف عن تناوله بمفردي دون علم بأنني لن أقدر على ذلك لوحدي وتفاجئت بما حدث لي بعد ذلك.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
كيف كشف تحليل المخدرات إدماني؟
في اليوم التالي لقراري بالتوقف عن تعاطي ليرولين كنت في الجامعة أحضر محاضراتي، وقد شعرت خلال المحاضرة بأعراض مؤلمة جداً أسوأ من التي كنت أشعر بها خلال فترة التعاطي، حيث بدأت أشعر بالغثيان طوال فترة المحاضرة وكانت يداي تتعرق ونبضات قلبي تتسارع، فاستأذنت للخروج من القاعة وجلست في الخارج وأنا أعاني من تلك الأعراض، وشعرت برغبة شديدة بحبوب ليرولين وكنت بالفعل أملك بعضها في جيبي، فدخلت للحمام وتناولتها ورميت العلبة في القمامة دون وعي بخطورة الموقف، ولم أكن أعرف أن هناك من يراقبني، وقد كانت احدى زميلاتي في الجامعة التي رأتني أتعاطى حبوب ليرولين ولديها علبة الدواء كدليل، فذهبت للإدارة وبلغتهم بأنني أتعاطى حبوب ليرولين في حمام الجامعة، وبالفعل تم استدعائي واستجوابي، لكنني رفضت الاعتراف وأنكرت الموقف، وبعد إصرار شديد على موقفي، أبلغني المدير بأنه سيقوم بعمل فحص المخدرات، وهنا أدركت فعلاً بأنني أعاني من الإدمان وأن ما كنت أقوم به ليس مجرد حبوب تساعدني في الاسترخاء وتخفف الألم..
بعدما قرر المدير أن أخضع لفحص المخدرات، اتصل بوالدي وأبلغه بضرورة حضوره ليأخذني ويجري لي التحليل، وقد كنت أشعر بالخزي الشديد ولكنني كنت أرجو أن أجد فرصة في خداع التحليل لحماية نفسي من الفصل، وخلال المدة المتبقية قبل التحليل جربت أن أشرب كميات كبيرة من الماء وأن أشرب الخل، ولكن كل هذه التجارب كانت فاشلة، فإن التحليل أثبت نسبة وجود البريجابلين في البول واكتشف أهلي ومدير الجامعة أمر إدماني، وتم فصلي من الجامعة عاماً كاملا، لكن أهلي لم يقوموا بتوبيخي عندما علمو بالقصة، فإن ما حدث معي كان نتيجة عدم وعيي بخطورة الحبوب وليس بسبب عزمي على الإدمان، لكن بسبب ما حدث معي في الجامعة والأضرار التي تسبب لي بها تعاطي ليرولين شعرت بأن تجربتي مع ليرولين هي أبشع ما مررت به في حياتي.
كيف تعالجت من إدمان ليرولين؟
بعد أن وعيت لخطورة ما أمر به وأنني حقاً مدمنة على مخدر ليرولين، قررت أن أعالج نفسي وأتخلص من هذا الإدمان قبل أن يتفاقم الوضع وتتضاعف أضرار ليرولين على جسمي، وبعد البحث عن أفضل مركز لعلاج إدمان ليرولين وجدت مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان المرخص من قبل وزارة الصحة، والذي يملك كادراً من أفضل الأطباء في مصر ذوي الخبرة الطويلة في علاج الإدمان، وبالفعل قمت بالتواصل مع الأطباء على الرقم 01154333341 وحجزت استشارة في المستشفى لبدء العلاج، وقد تم علاجي على أربع مراحل استمرت لثلاثة أشهر متواصلة وهذه خلاصة تجربتي مع علاج ليرولين:
في البداية تم تشخيصي تشخيصاً كاملاً، حيث أجريت فحص البول والدم وكذلك تم تشخيصي نفسياً لمعرفة دوافع الإدمان لدي.
ثم بدأت مرحلة سحب السموم من الجسم والتي تمت فيها مراقبتي ومساعدتي على تجاوز الأعراض الانسحابية لليرولين بالأدوية المناسبة مع وجود ممرضين داعمين.
وبعد انتهاء مرحلة سحب السموم بدأت بمرحلة العلاج النفسي والتي خضعت فيها لعدة برامج علاجية منها العلاج بالكلام والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الفردي والجماعي، ومن خلال هذه البرامج تعلمت الكثير من الطرق التي أحمي بها نفسي من الإدمان والعودة للتعاطي، كما تعلمت كيفية التعامل مع الغضب والاكتئاب الناتج عن التوقف عن تعاطي ليرولين.
في المرحلة الرابعة والأخيرة وبعد تخريجي من المستشفى بقيت على تواصل مع الأطباء لكي يتأكدوا من علاجي وشفائي تماماً من الإدمان.
وقد كانت رحلة التعافي من الإدمان في مستشفى دار الهضبة سريعة ومريحة ولم أشعر أبداً أنني في مستشفى بقدر ما شعرت بأنني في مكان آمن ومريح طوال فترة الإقامة والعلاج، وقد كان هناك جو من التعاون والصداقة بين الأطباء والمرضى، كما أنني كنت أشعر بمسؤولية تجاه نفسي لكي أتعافى وأتحسن وقد تعلمت الكثير من الدروس الحياتية بسبب تجربتي مع ليرولين أثناء العلاج مثل الاعتماد على النفس ومساعدة الآخرين وتوعيتهم بمخاطر الإدمان.
ملخص المقالكانت هذه هي خلاصة تجربتي مع ليرولين والإدمان، التي مررت بها بسبب جهلي بمخاطر إدمان حبوب ليرولين وآذيت نفسي وقدتها للإدمان، ولكنني بفضل الله أولاً ثم بفضل جهود الأطباء في مستشفى الهضبة تعافيت تماماً من هذا الإدمان وتعلمت الكثير من هذه التجربة، وأتمنى أن تكون هذه القصة عبرة لمن يريد تجربة تعاطي هذه الحبوب لأي سبب كان غير الوصفة الطبية.
للكاتبة: أ. روان.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين.
ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر