ما هو التخيل الجنسي وأسبابه والخطوات المتبعة لعلاجه

ما هو التخيل الجنسي؟ 

التخيل الجنسي هو عبارة عن قصة تخيلية  لموقف جنسي يحدث يؤدي هذا التخيل إلى الإثارة الجنسية للشخص، فقد تكون هذه القصة مُجسد دور البطل فيها هو الشخص الذي يتخيل الموقف أو يكون موقف تخيلي لأشخاص آخرين، وهذه القصص تتميز بالتنوع الغير عادي وذلك لأن التخيل يعتمد على مدى الثقافة الجنسية لدى الشخص فمنهم من يُسيطر عليه في تخيله أسلوب العنف والسادية، البعض الآخر لا يميل إلى العنف والعدوانية، والهدف الأساسي هو تعزيز الإثارة وتجريب الشخص إحساس المتعة الجنسية، فقد يُطلق على التخيل الجنسي أحيانًا أحلام يقظة مُثيرة لدى الشخص. 

وبعض الأشخاص يتقيد التفكير الجنسي لديهم بأشخاص معينة مثل المُدرس، أو الخادمة، أَو المُمرضة أو الصديق، نظرًا لظهورهم بكثرة في حياة الشخص مُنذ مرحلة الطفولة حتى البلوغ، وينتج عنه أن هؤلاء الأشخاص يصبحوا هدف للتخيلات الجنسية في مرحلة البلوغ. 

التخيل الجنسي المُتكرر هو أهم أعراض مرض فرط النشاط الجنسي الذي ينخرط فيه الشخص مُتجاهلًا الضرر الذي يلحق به أو بالآخرين. 

بعد التعرف على مفهوم التخيل الجنسي سوف ننتقل الآن إلى الفقرة القادمة لتوضيح أهم أسباب التخيل الجنسي. 

14 من أسباب التخيل الجنسي الأكثر شيوعاً

تتعدد أسباب التخيل الجنسي  فمنها أسباب طبيعية منتشرة بين العديد من الأفراد ومنها أسباب مرضية ينفرد بها فئات معينة، ومن أهم أسباب التخيل الجنسي التالي:

• تجربة شعور الإثارة والمُتعة الجنسية وهذا السبب يُمثل النسبة الأكبر بين الأشخاص. 
• إشباع الرغبة الجنسية، التي من الصعب على الشخص تحقيقها بالطريقة الصحيحة. 
• الفضول في تجربة إحساس المواقف الجنسية المختلفة. 
• الهروب من المشاكل التي يواجهها الشخص في الواقع. 
• رغبة الشخص في الحصول على المزيد من الثقة الجنسية. 
• لتحقيق الإحساس والإحتياج العاطفي الذي يُريده  في الواقع ولا يُمكنه تحقيقه، وهو من أسباب التخيل الجنسي الأكثر انتشارًا بين الأشخاص. 
• رغبة في منع حدوث الخلل أثناء ممارسته للعلاقة الجنسية مع شريكه. 
• تخيل وتخطيط الشخص للقاء جنسي مع شريك حياته في المستقبل، ويُعد من العوامل المؤدية للخيال الجنسي الأكثر انتشارًا. 
• بهدف الاسترخاء وتقليل التوتر والقلق الذي يُصاحب الشخص. 
• اشغال وقت الفراغ للشخص، والخروج من الملل. 
• تخيل الشخص ممارسة العلاقة مع شخص جذاب، عوضًا عن الشريك الغير مرغوب فيه وغير جذاب في الواقع. 
• كتابة الروايات والقصص الجنسية المُثيرة. 
• قد تكون استعادة لذكريات وتجارب الشخص التي كانت تحدث في الماضي. 
• للمساعدة على النوم. 

وبعد التعرف على أسباب التخيل الجنسي سوف نتحدث الآن في الفقرة القادمة عن الأضرار التي تنجم عنه . 

أشهر أضرار التخيل الجنسي 

مما لا شك فيه أن التخيل الجنسي المُبالغ فيه يُسبب للشخص العديد من الأضرار، فمن أهم أضرار التخيل الجنسي التي يتعرض لها الشخص هي كالتالي:

• التخيلات الجنسية تجذب الشخص إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، ومن ثم يبدأ الشخص في رسم تخيلات جنسية مماثلة لها والتي تكون غير واقعية على الإطلاق، ثم يحاول الشخص تحقيق هذه التخيلات المهينة الغير واقعية  والغير متوافقة مع الشريك الآخر. 
• يدفع الشخص إلى التفكير والرغبة المُلحة  في تحقيق هذا التخيل في الواقع، ولكن قد لا يُناسب عادات وتقاليد المجتمع المحيط به والقوانين التي تتبعها، مثل التقبيل في الأماكن العامة. 
• المشاكل وسوء التفاهم مع الشريك الآخر، نتيجة عدم مناقشة مريض التخيل الجنسي   لما يدور في خياله أثناء العلاقة بينهما في الواقع. 
• الإدمان الجنسي وأيضا الإدمان على مشاهدة الإباحية. 

وبعد التعرف على سلبيات الخيال الجنسي سوف نتحدث الآن عن فرط النشاط الجنسي المُسبب لعرض التخيل الجنسي. 

ما هو فرط النشاط الجنسي؟ 

فرط النشاط الجنسي هو مُصطلح يصف الأشخاص الذين يفقدون سيطرتهم على التحكم في النشاط الجنسي، مما ينتج عنه الشعور بالذنب والضيق لهذا الفعل. 

ولا يُطلق هذا المُصطلح على الأشخاص إلا بعد مرور فترة من الوقت لا تقل عن ستة أشهر من ظهور أعراض زيادة النشاط الجنسي والتي من بينها التالي:

• زيادة الحوافز الجنسية. 
• زيادة في السلوك الجنسي. 
• التخيلات الجنسية التي تتكرر بدرجة كبيرة. 

والأعراض السابقة تُسيطر على الفرد بدرجة كبيرة مما ينتج عنها إهمال الأنشطة الأخرى اللازمة لاستمرار الحياة اليومية، ووقوعه تحت ضغط نفسي وجسدي كبير. 

وبعد عرض مفهوم فرط النشاط الجنسي، سوف نتعرف الآن على الأسباب المؤدية للإصابة به. 

أسباب فرط النشاط الجنسي

هناك العديد من أسباب فرط النشاط الجنسي المتشابه بدرجة كبيرة عند الجنسين، لذا ليس هناك فرق بين أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة  وأسباب فرط النشاط الجنسي عند الرجل  ، ومن أهم العوامل المؤدية إلى زيادة النشاط الجنسي لديهما هو التالي:

• التجارب الجنسية المؤلمة التي حدثت في الماضي مثل التعرض لحوادث الاغتصاب في الصغر. 
• الإصابة بمرض الهوس، والذهان، والاكتئاب والقلق والتوتر. 
• الإصابة ببعض من الأمراض النفسية مثل الإضطرابات الشخصية التي تتميز بزيادة الدافع الجنسي، حيث يعتقد المريض أنه شعور لا يُمكنه مقاومته والسيطرة عليه. 
• الإصابة بأحد الأمراض العقلية مثل اضطراب ثنائي القطب. 
• التعرض للضغوطات الاجتماعية، والمشاكل الأسرية. 
• التعرض  لمرض جسدي مثل متلازمة الفص الجبهي. 
• هروبًا من المشاعر الصعبة التي يتعرض لها الشخص مثل الحزن أو الخجل.

الأسباب السابقة لا تقتصر على مرحلة ما بعد الزواج للجنسين فقط ولكن هي أيضًا أسباب فرط النشاط الجنسي عند العزباء والرجل الذي لم يسبق له الزواج ، بجانب أن عند التقدم في السن دون زواج لسبب ما بعضهم يضطر إلى تعويض الإحساس بالمتعة والاثارة الجنسية بالتخيل الجنسي المتكرر، واتباع الأساليب الغير شرعية. 

بعد التحدث عن أهم مُسببات الزيادة في النشاط الجنسي، سوف نجيب عن أحد الأسئلة التي تدور حول أذهان العديد من الأشخاص، وهو هل فرط النشاط الجنسي عند النساء يختلف عن الرجال؟ 

هل فرط النشاط الجنسي عند النساء يختلف عن الرجال؟ 

فرط النشاط الجنسي عند النساء لا يختلف كثيرًا عن الرجال ولم يتم التواصل إلى ما يُثبت أن فرط النشاط الجنسي عند المرأة أكثر شيوعًا وانتشارًا إذا تم مقارنته بالرجل، وذلك لأن العديد من التجارب والأبحاث كانت مُستهدفة الذكور دون الإناث نظرًا لأنهن  مُقيدات  بالتحذيرات الثقافية تمنعهن  من الاعتراف أو التصرف بشكل علني عن سلوكهن  الجنسي. 

ولكن توصلت النتائج أن العديد منهن يقومن بفعل الاستمناء، ويستخدمن المواد التي تُساعد في العمليات الإباحية مثل الرجال، وزيادة انتشار فرط النشاط الجنسي عند النساء مرتبط بزيادة عدد النساء اللائي يشاهدون المقاطع الجنسية، ويقومن بفعل العادة السرية.

بعد التحدث عن مفهوم ومسببات فرط النشاط الجنسي، سوف ننتقل الآن إلى الأضرار التي تنتج عنه. 

أضرار فرط النشاط الجنسي 

 تتعدد أضرار فرط النشاط الجنسي والتي تضع الشخص في دائرة الخطر، فمن بين هذه الأضرار ما يلي:

• الاستمناء المتكرر والمُبالغ فيه، والذي يترتب عليه ضعف شديد في النظر وتعب جسدي شديد. 
• الخيانة. 
• ممارسة الجنس عبر الهاتف. 
• تعدد ممارسة العلاقة الجنسية مع الأشخاص المُدمنين مما ينتج عنها الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس وأهمها مرض الإيدز. 
• الذهاب إلى الأماكن والنوادي الخاصة بـ التعري وممارسة الرزيلة. 

بعد التعرف على الأضرار التي تنتج عن فرط النشاط الجنسي، سوف نتحدث الآن عن طرق العلاج المستخدمة للتخلص منه. 

الخطوات المتبعة في علاج التخيل الجنسي

علاج فرط النشاط الجنسي والتخلص من أسباب التخيل الجنسي يعتمد على حلقة علاجية مكونة من عدة جوانب، منها الجانب الذاتي، والنفسي والدوائي فكل منها يُكمل الآخر ويُساعد في تقدم المرحلة العلاجية والحصول على نتائج سريعة ونسبة شفاء عالية وهذا ما تُسعى إلى مستشفى الهضبة في البروتوكول العلاجي الخاص بها لعلاج فرط النشاط الجنسي عند الشخص. 

في بداية العلاج يتم التعرف أولًا على السبب الذي يدفع الشخص لفعل هذا السلوك الجنسي، وذلك لأنه كما ذكرنا سابقًا أنه قد يكون فرط النشاط الجنسي ناتج عن مرض عضوي أو عقلي مثل الاكتئاب والقلق أو إدمان المُخدرات والكحوليات، فإذا تم علاج السبب يزول هذا العرض. 

والهدف الأساسي من العلاج ليس القضاء على السلوك الجنسي بشكل تام، ولكن يهدف إلى مساعدة المريض في التخلص من الالحاحات الجنسية المتكررة وتقليل فرط النشاط الجنسي، مع المحافظة على الصحة الجنسية للشخص. 

والآن سوف نعرض لكم طرق العلاج المختلفة المُستخدمة في علاج زيادة النشاط الجنسي، والتخلص من أسباب التخيل الجنسي.

العلاج الذاتي 

العلاج الذاتي يتم من خلال تخصيص مجموعات مساعدة ذاتية للشخص وبرنامج ال١٢ خطوة المُستخدم في علاج الإدمان، وهذه المجموعات تستهدف التالي:

• التعرف على الاضطراب السلوكي الذي يٌعاني منه الشخص، وفهم الحالة  جيدًا. 
• تحديد الوسائل الإضافية في البروتوكول العلاجي للمساعدة في العلاج في وقت قصير ومنع حدوث الانتكاسة. 
• يُمكن الاستفادة من هذه المجموعات عبر الإنترنت ومن خلال عمل اجتماعات مع أشخاص تتميز بالسمعة الطيبة والثقة العالية. 

العلاج النفسي 

العلاج النفسي يُطلق عليه العلاج بالكلام ويُمكن استخدامه على المستوى الفردى أو الجماعي، ويُساعد المريض من خلال تدريبه على التعامل الصحيح مع الالحاحات الجنسية والقضاء على أسباب التخيل الجنسي ، والعلاج النفسي له عدة أنواع وهي كالتالي:

• العلاج السلوكي المعرفي، يستهدف التعرف على المعتقدات والأفكار الخاطئة عن فرط النشاط الجنسي واستبدالها بالطرق والعادات الصحيحة ، بجانب تعلم طرق استراتيجية لجعل فرط السلوك الجنسي مُهمل من تفكير الشخص، والابتعاد عن العوامل التي تُساعد في الوصول إلى المحتوى الجنسي بسهولة. 
• علاج القبول والالتزام، ويُعد من صور العلاج السلوكي المعرفي والذي يؤكد على قبول المريض الأفكار الصحية ويلتزم بها. 
• العلاج النفسي الديناميكي، يستهدف زيادة الوعي لدى المريض، والتغلب على النزاع والصراع الداخلي له حول القيام بالنشاط الجنسي الغير صحيح، وتطوير دوافعه الإيجابية. 

العلاج الدوائي 

العلاج الدوائي يُستخدم فيه الأدوية التي تستهدف الإشارات الكيميائية في الدماغ المسئولة عن ظهور السلوكيات والأفكار السيئة، وتقلل من الرغبة الجنسية والشعور المثير والمغري والحد من أسباب التخيل الجنسي. 

يقوم الطبيب بتحديد العلاج الدوائي المُناسب لكل حالة، وفي أغلب الحالات يتم وصف الأدوية التالية:

• مضادات الاكتئاب، والتي يتم استخدامها في علاج العديد من الحالات المرضية النفسية، مثل الوسواس والقلق والاكتئاب تؤثر بشكل إيجابي في الحد من فرط النشاط الجنسي. 
• مضادات الأندروجين، تعمل على تقليل مستوى التأثير الحيوي للهرمونات الجنسية، وذلك في حالة ما إذا كان الشخص لا يُمكنه التحكم  والسيطرة في السلوك الجنسي ويُسبب خطر للمحيطين به. 
• النالتريكسون، والذي يُستخدم في علاج إدمان المواد الأفيونية لأنه يعمل على تعطيل الشعور بالسعادة الصادر من الدماغ عند القيام بالسلوك الجنسي. 
• مثبتات الحالة المزاجية، مؤثرة  أيضًا على فرط النشاط الجنسي بجانب كونها علاج فعال في المرض العقلي ثنائي القطب.  

الخلاصة 

التخيل الجنسي هو سلوك يُشغل تفكير الإنسان مُنذ وصولة إلى مرحلة البلوغ، وتختلف درجة التخيل من شخص إلى آخر تبعًا لاختلاف أسباب التخيل الجنسي ، وهذا السلوك قد يكون أمر طبيعي لا ينتج عنه أي ضرر في بعض الحالات، أما الحالات الأخرى ناتجة عن أسباب متعلقة بمرض عضوى أو عرض لفرط النشاط الجنسي أو نتيجة لتواجد الشخص في بيئة مُساعدة على التفكير والانشغال بهذا الأمر، وفرط النشاط الجنسي يُغري الشخص للإنخراط في الهواجس المتعلقة بالسلوك الجنسي، التي تؤثر بالسلب على الشخص من الناحية الجسدية، والنفسية كما تجلب الضرر للمحيطين به، لذا يُنصح بضرورة الاستعانة بالطبيب النفسي للتخلص من هذا الاضطراب، كما يُنصح بالابتعاد التام عن جميع العوامل والمُسببات التي تساعدك في القيام بهذا السلوك واستغلال وقت الفراغ استغلال جيد. 

للكاتبة/ سحر يوسف