علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب

انتشر الاكتئاب، القلق، الخوف، وكثرة التفكير بين الناس من جميع طبقات المجتمع ولأسباب متعددة، حيث وجد أن معدل انتشار القلق 7-9٪ في معظم البلدان و 1٪ فقط في الهند طبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.

لذلك كثر البحث عن علاج لهذه الأمراض النفسية فكان أكثر العلاجات انتشاراً هو علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب، وذلك لكثرة الأعراض الجانبية للأدوية. لذا سنتناول في هذا المقال الإجابة عن عدة تساؤلات منها هل يمكن علاج القلق والتوتر بدون أدوية؟ هل يوجد وصفة لعلاج القلق والتوتر؟ وسنتحدث عن علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب فتابع معنا.

هل يمكن علاج القلق والتوتر بدون أدوية؟

يُعد القلق، التوتر، وحتى الخوف مشاعر إنسانية طبيعية جداً تراودنا جميعاً من حين إلى آخر إلا أنها إذا زادت عن الحد أو استمرت لفترة طويلة فإنها تُؤثر على صحة الإنسان الجسدية والعقلية، لذلك كان لابد أن نبحث عن الحل المناسب مثل علاج القلق والتوتر بدون أدوية. هل هذا ممكن حقاً؟! بالطبع هناك العديد من الطرق التي تُساعد في علاج التوتر والقلق بدون أدوية والتي تأتي بنتائج رائعة مع الكثيرين ومن هذه الطرق:

ممارسة الرياضة:

إن الإنتظام في ممارسة الرياضة ليس فقط مفيد لصحتك الجسدية وإنما مهم أيضاً لصحتك النفسية والعقلية، فأنك عندما تُمارس نشاطاً فإنه يُساعدك على إبعاد عقلك عن المشكلات التي تزعجك؛ كما أنه يُحفز جسمك على إفراز الإندورفين، وهي هرمونات طبيعية تمنحك شعوراً بالرضا.

الأعشاب:

هناك العديد من الدراسات حول علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب، حيث وُجد أنها تُساعد على الاسترخاء والشعور بالهدوء والراحة، كما تتوافر بعض هذه الأعشاب على شكل كبسولات، أو على شكل شاي يتم شربه للشعور بالاسترخاء.

العلاج العطري:

يُقصد به استخدام بعض الروائح العطرية لمساعدتك على الاسترخاء وتقليل القلق والتوتر، حيث يُستخدم الزيت المستخلص من بعض الأعشاب لهذا الغرض فيتم دهانه أمام الأنف، على الجبهة، أو على معصم اليد واستنشاقه، ومن هذه الزيوت العشبية اللافندر، النعناع، والجريب فروت.

زيت CBD:

المشتق من القنب والتي أظهرت العديد من الدراسات أن هذا الزيت يمكن أن يُساعد في علاج العديد من الأمراض، مثل تهدئة الألم، علاج الالتهابات، علاج الأرق، وكذلك علاج القلق، بينما لا يزال البحث في مراحله المبكرة إلا أن الدراسات تعتبره بادرة أمل كعلاج بديل لاضطراب القلق.  

تمارين التأمل:

هذا النوع من التمارين يجعلك تُركز على إزالة جميع الأفكار الفوضوية والمرهقة لعقلك وإجبار عقلك على الهدوء والتفكير في اللاشئ، حيث تُشير الأبحاث إلى أن التأمل يُمكن أن يُساعد في تخفيف أعراض القلق ، مما يُساعدك على الشعور براحة أكبر.

تمارين التنفس للتوتر:

يعد استخدام تمارين التنفس للتوتر وسيلة جيدة لعلاج القلق، حيث وُجد أن التنفس السريع الغير عميق علامة من علامات القلق؛ لذلك يُنصح بعمل عدد كبير من التنفس البطيء العميق وذلك بهدف استعادة وتيرة التنفس الطبيعية والتي يُمكن أن تُساعد في تقليل القلق.

استخدام البطاطين الثقيلة:

هي بطاطين مخصصة لهذا الغرض تأتي بأحجام وأوزان مختلفة، ويمكنك شراء ما يناسبك، وقد أثبتت الأبحاث أن تغطية الجسم بالبطاطين الثقيلة يُساعد في التخلص من القلق والتوتر ويُساعدك على الإسترخاء؛ فالضغط على جسمك يجبره على الدخول في وضع الراحة.

التوقف عن التدخين وشرب الكحول:

حيث يظن البعض أن تدخين السجائر أو شرب الكحول يُساعد في التنفيس عن غضبه وبالتالي تهدئته ومساعدته على الاسترخاء، ولكن هذا يكون في البداية فقط وعندما يعتاد جسمك عليها تُصبح هي سبباً في التوتر والشعور بالقلق، وقد تصبح مدمناً على الكحول كما أن الدراسات أثبتت أن التدخين يُساعد في تفاقم أعراض القلق وزيادتها.

الكتابة:

إن إيجاد طريقة للتعبير عن القلق يمكن أن يجعله أكثر قابلية للإدارة والسيطرة عليه، وقد أثبتت بعض الدراسات أن كتابة ما يحدث معك خلال يومك وسيلة للتنفيس عن القلق والخوف والتخلص منه. على سبيل وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن الكتابة الإبداعية قد تُساعد الأطفال والمراهقين على إدارة القلق.

استراتيجيات إدارة الوقت:

يشعر بعض الناس بالقلق إذا كان لديهم الكثير من الالتزامات دفعة واحدة، فيمكن أن تُساعد استراتيجيات إدارة الوقت الفعالة الأشخاص على التركيز على مهمة واحدة وإنجازها في وقت محدد ثم البدء في غيرها. كما يجد بعض الناس أن تقسيم المشاريع الكبرى إلى خطوات صغيرة يمكن أن يُساعدهم على إنجاز تلك المهام بضغط أقل.

هذه هي بعض الطرق لمن يسأل عن وصفة لعلاج القلق والتوتر، ورغم أنها تصلح مع الكثيرين إلا أنها قد لا تصلح مع البعض لذلك سنقدم لك بعض الأعراض التي إذا عانيت منها يجب أن تلجأ للطبيب ولا تكتفي بهذه الطرق ومنها:

• استمرت الأعراض لمدة ستة أشهر أو أكثر.
• إذا تعارض الشعور بالقلق والخوف مع قدرتك على العمل.
• إذا كنت تُعاني من أعراض جسدية مثل سرعة ضربات القلب، صعوبة النوم، مشاكل في المعدة، أو التعب المزمن.
• إذا أصبحت تقلق من أماكن أو أشخاص بصورة مرضية بحيث تتجنب زيارتهم تماماً.
• تراودك أفكار حول إيذاء النفس أو الانتحار.

إذا كنت تُعاني من أي من هذه الأعراض عليك زيارة الطبيب فوراً ، حيث ننصحك بالتواصل مع أطباء مركز دار الهضبة للتأهيل النفسي والذي يقوم الأطباء به بإجراء فحص كامل لك للتأكد من أسباب تلك الاضطرابات ووضع بروتوكول علاجي يتناسب مع حالتك والذي قد يتضمن العلاج الدوائي والعلاج النفسي.

والآن جاء الوقت للحديث حول علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب فتابع معنا.

ما مدى إمكانية علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب

تم استخدام الأعشاب قديماً في الطب الشعبي لتحسين المزاج والمساعدة في استرخاء العقل وتقليل التفكير، ومؤخراً انتشر علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب في العالم الغربي أيضاً، وسنذكر لكم فيما يلي 12 نوع من الأعشاب التي تُساعدك في التخلص من القلق نهائياً بجانب العلاج النفسي والدوائي وهي:

اللافندر:

يوجد عدد من الدراسات التي تُشير إلى أن اللافندر له تأثير فعال في تخفيف التوتر والقلق، وتهدئة العصبية والمساعدة على الشعور بالنعاس والدخول في النوم العميق، فمجرد شم رائحة اللافندر يُقلل من التوتر.

راسلنا علي 01154333341

بلسم الليمون:

هذه العشبة ذات الرائحة العطرة هي في الواقع جزء من عائلة النعناع ويُقال إنها تُعزز الشعور بالهدوء مثلها مثل اللافندر والبابونج، ويُقال أيضاً أن بلسم الليمون يُشجع على النوم المريح، كما أنه يُعد  أحد مضادات الأكسدة القوية.

ماتريكاريا ريكوتيتا:

والمعروفة باسم البابونج وقد تم استخدام  شاي البابونج الذي يتم انتاجه من زهور البابونج المجففة للعديد من الأغراض الطبية مثل أمراض الجهاز الهضمي، التهاب الأنف التحسسي، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، الأرق، وعسر الطمث، حيث يحتوي البابونج على مركبات الفلافونويد، التي تُمارس نشاطاً شبيهًا بالبنزوديازيبين لذلك تم استخدامه كطريقة لعلاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب.

باسيفلورا إنكارناتا (Passiflora incarnata):

  تُعرف باسم زهرة العاطفة استخدمت قديماً كعلاج شعبي للقلق ولكن تم إجراء بعض التجارب للتأكد من فاعلية مكوناته وبعدها أصبح استخدامها شائعاً وينصح به الأطباء.

كافا كافا:

وتسمى أيضاً بايبر ميثيستيكوم بعد عمل العديد من الدراسات التي أثبتت وبشدة قدراتها على علاج اضطراب القلق. 

 نبتة سانت جون:

تنمو هذه النبتة في أوروبا، أسيا، وأمريكا. يُطلق عليها أيضاً نبتة العرن المثقوب، تم استخدامها كمكمل غذائي لعلاج الإكتئاب منذ أكثر من ألفين عام حيث وُجد أن لها تأثير مشابه لمضادات الإكتئاب فهي تمنع إعادة امتصاص الناقلات العصبية المسئولة عن تحسين المزاج وزيادة الطاقة والنشاط مثل السيروتونين، الدوبامين، والنور أدرينالين. 

فاليريان أوفيسيناليس:

تُعد أحد الأعشاب المشهورة طبياً لعلاج الأرق وصعوبة النوم، و كذلك القلق والتوتر.

الجنكه بيلوبا:

تُستخدم مستخلص هذه الأعشاب فى علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب. وكذلك مساعدة المرضي للتكيف مع هذا الاضطراب.

جالفيميا جلوكا:

هو نبات يُستخدم في الطب التقليدي المكسيكي كمهدئ للأعصاب، و قد أظهرت بعض الدراسات أن له تأثير مزيل للقلق.

 استراغالوس ميمبريناس:

هو عشب كوري مفيد يتم وصفه  للأمراض المرتبطة بالإجهاد، فقد أثبتت الدراسات أنه يُساعد في استعادة الذاكرة والقدرة على التعلم في الفئران المصابة بالإجهاد المزمن.

فاليريان:

يُطلق عليها أيضاً حشيشة الهر، موطنها أوروبا وأمريكا الشمالية، تُستخدم منذ فترة طويلة كإحدى طرق علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب. وكذلك علاج تشنج العضلات والأرق؛ حيث تحتوي على حمض الفاليرينك الذي يُساعد الجسم على الاسترخاء والدخول في حالة من الهدوء وبالتالي سرعة الدخول في النوم.

أشواغاندا:

عشب طبي قديم، ينمو في آسيا وأفريقيا. يشيع استخدامه لعلاج التوتر، وهو مسكن يُهدئ الجهاز العصبي ويُقلل استجابته للألم، كما تمت الإشادة بقدرتها على تقليل التوتر والقلق. يمكنك العثور عليها في العديد من أنواع شاي الأعشاب، وكذلك بعض المكملات الغذائية.

هناك عدة طرق يمكنك استغلال تأثير الأعشاب المهدئ عن طريقها ومنها:

• شرب شاي الأعشاب.
• تناولها كمكملات غذائية.
• إذا استطعت الحصول على الزهرة نفسها يمكنك وضعها في أنحاء المنزل أو صنع شايك الخاص.
• زيت الأعشاب عن طريق فركه على الجسم أو استنشاقه مباشرة أو رشه على الوسادة أو في أنحاء الغرفة.

قبل البدء في علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب يجب أن تعرف أن الدراسات عليها قليلة بحيث لم يتم اعتماد الكثير منها حتى الآن. 

كذلك شراء بعض الخلطات من العطار أو عن طريق الإنترنت غير آمن لأنك لا تعرف أى الأعشاب تم خلطها ولا النسب الصحيحة كما لا يجد دليل حول خلط الأعشاب ببعضها حتى الآن. يمكن أن يكون للمكملات الغذائية آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك تلف الكبد خاصةً عند الإفراط في استخدامها، كذلك لم يختبر الباحثون المكملات العشبية على النساء الحوامل أو المرضعات أو الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالقلب والكُلى أو حتى الأصحاء عند تناولها بشكل مفرط.

والآن ربما يدور في عقلك تساؤل هل يوجد وصفة لعلاج القلق والتوتر يُمكن استخدامها من قِبل جميع المرضى؟ تابع الفقرة القادمة لمعرفة الإجابة.

هل يوجد وصفة لعلاج القلق والتوتر؟ 

لا يوجد وصفة لعلاج القلق والتوتر تصلح لجميع الحالات، فكل حالة تحتاج تشخيص دقيق ثم وصف العلاج طبقاً لمتطلباتها، حالياً العلاج المفضل لاضطرابات القلق هو العلاج السلوكي المعرفي والأدوية. فتُستخدم حاصرات بيتا أو البنزوديازيبينات لاضطرابات القلق غير المزمنة والتي يُمكن علاجها في فترة قصيرة.

اتصل بنا علي 01154333341

بينما تُفضل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثبطات امتصاص النورابينفرين الانتقائية، مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، البوسبيرون (Buspar)، أو مثبطات مونوامين أوكسيديز للقلق المزمن أو المتكرر.

كما ظهرت في السنوات الأخيرة دراسات لعلاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب وبالاسترخاء وذلك في حالات القلق الخفيفة والمتوسطة. 

كذلك هناك بعض الرياضات التي من شأنها مساعدتك على الإسترخاء، كل هذه علاجات وحلول للقلق ولكن يجب أن يختار منها الطبيب ما يناسبك، فلا ينبغي تناول أدوية من تلقاء نفسك، ورغم أن تناول الأعشاب مفيد للجسم كونها مواد طبيعية إلا أن الإفراط في تناولها بالطبع يؤذي صحتك كل ما عليك فعله هو التوجه إلى الطبيب المتخصص لاختيار وصفة لعلاج القلق والتوتر مناسبة لك.

الخلاصة

علاج القلق والخوف والتفكير بالاعشاب أصبح منتشراً في الآونة الأخيرة. ولكنه لا يصلح في حالات القلق المزمن أو المتكرر لذلك عليك زيارة الطبيب لاختيار أنسب علاج  لك.