محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ما هو اضطراب الشخصية شبه الفصامية؟
يتم تعريف اضطراب الشخصية شبه الفصامية بأنه “اضطراب نفسي ذو نموذج متشعب من نقص اجتماعي، وخلل في الشخصية،ويتسم ب القلق الحاد، والشعور بعدم الراحة تجاه العلاقات الاجتماعية المقربة، والانحراف الإدراكي، والسلوكيات غريبة الأطوار.”
يبدأ هذا الاضطراب في الظهور في سن مبكرة، صنف هذا الاضطراب على أنه من اضطرابات الشخصية نادرة الحدوث، ويصيب هذا الاضطراب الرجال بنسبة أكبر من السيدات.
كما أن هذا الاضطراب هو أحد الاضطرابات النفسية المزمنة، والمسيطرة على الشخص الذي يعاني منها إذ أن هذا الاضطراب يغير كثيرًا من شخصية الفرد فيجعله يميل دائمًا إلى الانعزال، و يشعر باللامبالاة تجاه علاقته مع الآخرين، وانعدام الرغبة في التعامل معهم، كما تجد الشخصية شبه الفصامية صعوبة في التعبير عن مشاعرها إضافةً إلى عدم القدرة على تكوين علاقات مقربة، وبالتالي فإن الشخصية شبه الفصامية عُرضة للإصابة بالاكتئاب أكثر من غيرها.
اسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية
بينما لا يستطيع الباحثون تحديد اسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية بالضبط، إلا أنهم يعتقدون أنه قد يكون ناتجًا عن جينات الوراثة والعوامل البيئية، كما تشير العديد من الدراسات إلى أن الاضطراب يمكن أن يكون سببه الإساءة الجسدية والعقلية التي حدثت في الطفولة، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء، كما أنه أكثر شيوعًا بين أقارب الأشخاص المصابين بالفصام وتبدأ عادةً أعراضه في بداية مرحلة البلوغ، ونظرًا لأن اضطراب الشخصية شبه الفصامية ليس شائعًا، فإن التشخيص يتم بحسب الأعراض وتتطلب هذه المرحلة طبيبًا نفسيًا متخصصًا، لأن معظم المرضى لا يسعون للعلاج.
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية شبه الفصامية؟
يمكن لأخصائي الصحة النفسية والعقلية تشخيص اضطراب الشخصية شبه الفصامية مثل جميع اضطرابات الشخصية، ويجب على الطبيب أن يأخذ في الاعتبار نوع الإعاقات التي تسببها الأعراض، ومن أجل تلبية معايير التشخيص، يجب أن تتسبب الأعراض في عدم استقرار الأداء المهني أو التعليمي أو الاجتماعي للشخص.
يتم كذلك استبعاد الاضطرابات الأخرى قبل إجراء التشخيص والتي يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض تشبه أعراض اضطراب الشخصية شبه الفصامية، ويتلقى معظم الأشخاص المصابين التشخيص في مرحلة البلوغ المبكرة، وإذا اشتبه الطبيب في الإصابة، فسيبدأ بإجراء فحص بدني للتحقق من الحالات الجسدية التي قد تسبب الأعراض.
سيسأل الطبيب عن الأعراض وكيف تؤثر على مسار الحياة اليومية، وعن مرحلة الطفولة وخبرات الدراسة والعمل، كما يتم السؤال حول ردود أفعال الأسرة حيال سلوك الفرد المصاب وكيفية التعامل معه، وما إذا كان أفراد الأسرة الآخرون يعانون من أي نوع من أنواع اضطرابات الشخصية، وكل إجابة دقيقة وصادقة ستساعد على وضع التشخيص بشكل صحيح.
أبرز 8 اعراض للشخصية شبه الفصامية
كم من مرضى لهذا الاضطراب لا يشعرون بالمرض ويرفضون العلاج نهائياً لأنهم لا يشعرون أن لديهم أعراض تتطلب علاجاً عاجلاً مثل الهلوسة السمعية والبصرية والأوهام المرضية، حيث يُؤثر اضطراب الشخصية شبه الفصامية على شخصية المريض اجتماعياً، وتدور اعراض الشخصية شبه الفصامية حول فقدان المريض القدرة على إظهار عواطفه للآخرين، والفشل في إقامة علاقات قوية في الأسرة وبيئة العمل، وتجنب التفاعل مع الناس، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
تتلخص الأعراض كما ذكرنا أعلاه في فقر الذكاء العاطفي والاجتماعي والقدرة على فهم الآخرين والتعبير عن الذات، وقد يقوم الطبيب المختص بطرح بعض الأسئلة والتي من شأنها مساعدته في وضع التشخيص الصحيح.
أهم أسئلة اختبار الشخصية شبه الفصامية
لا يوجد اختبار ثابت يُحدد ما إذا كان الشخص يُعاني من اضطراب في الشخصية، لكن بدلاً من ذلك، سيجري الطبيب مقابلة شاملة تجمع تاريخ الأعراض وتقيم العيوب ويراقب الطبيب أيضًا إجابات الفرد على أسئلة اختبار الشخصية شبه الفصامية التي يتم الإجابة عليها بنعم أو لا طوال المقابلة للبحث عن علامات الحالة.
هذا الاختبار ليس احترافيًا، وللتشخيص الدقيق قم بالرجوع إلى مستشفي دار الهضبة للتواصل مع مختص نفسي، وبناءً على استجابات المريض والنتيجة النهائية للاختبار، يمكن للطبيب تحليل الشخصية ومعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا باضطراب الشخصية شبه الفصامية أم لا، حيث تقيس أسئلة الاختبار مدى تعاطف الفرد مع الآخرين، وقوة العلاقات الاجتماعية، والأنشطة المختلفة، لذا فإن الاختبار يمنح الطبيب وقتًا للتعرف على شخصية المريض.
كيف يتم علاج الشخصية شبه الفصامية؟
بما أن الشخصية شبه الفصامية تشبه إلى حد كبير الشخصية الفصامية، يمكن أن يكون علاج الشخص المصاب بالاضطراب أمرًا معقدًا للغاية، لأنهم معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والمشاكل التعليمية والمهنية والصعوبات الاجتماعية وإدمان المخدرات والكحول والتفكير في الانتحار، ونادرًا ما يسعى الأفراد المصابون إلى العلاج بمفردهم، وبدلاً من ذلك، قد يطلبون العلاج من الأعراض المصاحبة، مثل الاكتئاب أو القلق ويتضمن العلاج الطرق الآتية:
العلاج الطبي الدوائي
توصف الأدوية المستخدمة في علاج الشخصية شبه الفصامية إذا ظهرت الأعراض على الشخص بشدة، وعادة ما يتم استخدام جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للذهان التي تُقلل من أعراض جنون العظمة والأوهام والسلوكيات الغريبة، بحيث يمكن للفرد المشاركة بشكل أكثر انتظامًا في الحياة اليومية.
وإذا كان الشخص يُعاني من أعراض الاكتئاب أو القلق، فقد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام مضادات الاكتئاب، وكذلك الأدوية المضادة للقلق، لعلاج الاكتئاب والقلق، وبفضل هذه الأدوية يمكن التخفيف من أعراض التوتر في المشاركة في المواقف الاجتماعية ويكون الشخص أقل توتراً.
العلاج النفسي
يجد الأفراد المصابون باضطراب الشخصية شبه الفصامية صعوبة في العلاج النفسي لأنهم يشعرون بعدم الارتياح عندما يتعاملون مع شخص ما كجزء من اضطراب الشخصية لديهم، ولهذا يكون العلاج ممكن فقط عندما يقيم المعالج علاقة موثوق بها مع هذا الفرد مع احترام حاجته للابتعاد.
نظرًا لأن الأفراد المصابين يجدون صعوبة في إدراك العلامات الاجتماعية، فمن المهم تعليمهم بعض المهارات الاجتماعية، مثل السلوكيات المنبوذة اجتماعيًا والأخرى المحبوبة، ومن المهم أن يتعرف المعالج على سبب تشويه تفكير وإدراك الفرد المصاب، وإذا كانت أعراض الشخص المصاب باضطراب الشخصية شبه الفصامية خفيفة أو معتدلة، فقد يتكيف مع القليل من الدعم نسبيًا، ومن المهم أيضًا أن يتلقى الأفراد المصابون الدعم من أفراد أسرهم.
العلاج السلوكي المعرفي
يُساعد الأفراد المصابين من خلال فهم أفكارهم وسلوكياتهم وكيفية تأثيرها على الآخرين، بالإضافة إلى تطوير المهارات الاجتماعية لمساعدة الفرد على التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة بأقل قدر من القلق والتوتر، وتكون فرصة النجاح في العلاج النفسي الجماعي أعلى منها في العلاج الفردي.
توفر مستشفي دار الهضبة برامج العلاج الشاملة والعلاج الفردي والجماعي، والتثقيف الصحي، والخدمات الأسرية، وبناء المهارات، كما يتم وضع خطة الرعاية اللاحقة لدعم الاعتدال المستمر، والصحة العقلية، والوقاية من الانتكاس.
دور الأسرة والأصدقاء تجاه الشخص المصاب باضطراب الشخصيه شبه الفصامية
ترتبط العلاقات الأسرية الإيجابية بنتائج علاج أفضل لهذا الاضطراب، ويجب أن تشارك العائلات في عملية العلاج، وإذا لزم الأمر، يجب أن تسعى إلى علاج إضافي كما يمكن للمعالج أن يساعد أفراد الأسرة على تعلم كيفية إنشاء بيئة منزلية داعمة للشخص المصاب، ويمكن أن تتضمن الطرق الأخرى لدعم أحد أفراد الأسرة ما يلي:
إذا كنت تشك في احتمال إصابتك باضطراب الشخصية شبه الفصامية، فيمكنك التواصل مع مستشفي دار الهضبة للتقييم والعلاج، والحصول على الدعم والعلاج المناسبين هو مفتاح العيش بشكل جيد مع هذا الاضطراب.ملخص المقال
للكاتبة / ا. إيمان فريد
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة عل البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر