محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
ماذا يفعل القات بالجسم؟
يحتوي القات على مواد منبهة شبيهة بـ الأمفيتامينات. لذلك فهو يستخدم كمنشط لاحتوائه على الكاثينون القلوي والذي يزيد من سرعة انتقال الرسائل بين الدماغ والجسم، ويعطي تأثيرات منشطة وزيادة الشعور بالنشوة والبهجة والاسترخاء للجسم.
عندما يتم مضغ أوراق القات، يؤدي ذلك إلى إطلاق مادتي الكاثين والكاثينون وامتصاصها من خلال الأغشية المخاطية للفم و بطانة المعدة، وتأثيرهما على امتصاص الأدرينالين والنورادرينالين، وبالتالي تتسبب في إعادة الجسم تدوير هذه الناقلات العصبية بشكل أبطأ، كما أنهما يعملان على المستقبلات الأدرينالية مما يؤدي إلى إفراز الأدرينالين والنورادرينالين، معطياً شعور اليقظة والأرق المرتبط بمضغ القات.
وكذلك الشعور بالنشوة المرتبط بزيادة إفراز السيروتونين، حيث تظهر مستقبلات السيروتونين تقاربًا كبيرًا للكاثينون وتعطي شعورا أكبر بالنشوة. ولكن مع استمرار مضغ القات لفترة طويلة والوصول إلى درجة الإدمان ، يتسبب ذلك في العديد من الأضرار بأعضاء الجسم المختلفة، كما يلي:
القلب
أظهرت العديد من الدراسات أن مضغ القات له تأثيرات غير مواتية على القلب والأوعية الدموية، حيث قد يتسبب في:
كما أوضحت الدراسة أن مستخدمي القات لديهم مخاطر أعلى للوفاة، بسبب نقص تروية عضلة القلب المتكررة، و الصدمة القلبية، وعدم انتظام ضربات القلب البطيني، والسكتة القلبية.
الكبد
يتسبب مضغ القات في ارتفاع إنزيمات الكبد، وفي الحالات الحادة، يُمكن أن ترتفع مُستويات ناقلة أمين الاسبارتات بشكل ملحوظ، وغالباً ما يشبه المرض التهاب الكبد المناعي الذاتي مع تليف مُزمن ومع ذلك، فإن الاستجابات للعلاج بالكورتيكوستيرويد عادة ما تكون جزئية فقط، إذا استمر استخدام القات.
وقد ثبت تورط القات في حالات إصابة الكبد الحادة ، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بفشل الكبد.
الكلى
أوضحت الدراسات أن استخدام القات يزيد بشكل كبير من مستويات مصل الكرياتينين، ونيتروجين اليوريا في الدم، وحمض البوليك، وبالتالي يؤثر ذلك الارتفاع على وظائف الكلى كما يتسبب الاستمرار في تناول القات في التسمم الكلوي.
العقل والذاكرة
تُشير النتائج الحالية إلى أن استخدام القات يضعِف المرونة المعرفية، مما يتسبب في حدوث تداعيات سلبية على أنشطة الحياة اليومية، وتشمل أضرار القات علي العقل:
والدماغ له دور كبير في تكوين الحالة العاطفية للإنسان، وعندما يؤثر القات على الدماغ يسلبه دوره التنظيمي لكيميائه مما يسبب اضطراب عاطفي للمتعاطي. كما يمكننا ان نقول أن القات يسبب الجنون بالنظرة الدارجة له، حيث يصيب القات متعاطيه بالهلاوس، جنون العظمة، الاكتئاب وتشوه العاطفة، واضطرابات نفسية اخرى كالاكتئاب الذي يصل إلى سيطرة الأفكار الانتحارية، كما يسبب خلل معرفي وتشوش ذهني وأفكار تخيلية، مما يجعل المتعاطي مندفعا في تصرفات همجية وإثارة غير مسيطر عليها وانفعال واضطراب نفسي وسلوكيات عنيفة، لذا سيظهر متعاطي القات أمام غيره بمظهر المجنون.
المعدة
يتسبب مضغ القات في المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي. كما ارتبط مضغ القات بالعديد من مشاكل المعدة مثل الإصابة بجرثومة المعدة H.Pylori ، بالإضافة إلى الإصابة بالتهابات في المعدة، والتهاب الفم واللثة، وقرحة المعدة. كما يضر القات بالقولون أيضا ويتسبب في الإصابة الدائمة بالإمساك ، وهي الشكوى الأكثر شيوعًا مع مستخدمي القات.
كما لوحظ بعض حالات سرطان المريء والمعدة في مستخدمي القات في كل من الرجال والنساء في اليمن.
هذا بالإضافة إلى وجود العديد من الدلائل الطبية التي تربط بين مضغ القات والضرر الجيني الذي يصيب الغشاء المخاطي للفم والإصابة بالسرطان
كانت هذه مجموعة من أضرار القات الجسدية على بعض أعضاء الجسم، ولكن لايقف الضرر عند ذلك الحد ولكن يمتد لإصابة مستخدمه بالعديد من المشاكل النفسية والمجتمعية، وهذا ماسنوضحه من خلال الفقرات التالية.
تأثيره على القدرة الجنسية
تشمل أضرار القات على القدرة الجنسية العديد من التأثيرات على الرجال والنساء كما يلي:
تأثيره على الرجال
بالرغم من اشتهار القات بأنه منشط جنسي، إلا أنه له تأثير ضار على خصوبة الرجل إذا استخدمه بشكل مزمن، وهذا متوقع نسبة إلى خواصه الإدمانية.
يحتوى القات على مادة الكاثينون التي تستقلب في الجسم إلى كاثين ونورإيفيدرين، ووجد أن تلك المواد تساعد في سرعة نضوج الحيوانات المنوية ورفعت قدرتها على تخصيب البويضات ولكن مع التعاطي المستمر ينقلب الأمر، ويؤثر القات بشكل بالغ على الرجال مظهرا تأثيرات متعددة على الجهاز التناسلي وهرمونات الذكورة، وتشمل تلك الأضرار المحتملة:
لذا القات لا يؤثر على الأداء الجنسي وحسب أو يفقد الرغبة ويسبب انتصاب ضعيف أو قذف سريع، بل يرتبط بفقدان الرجال لقدرتهم على الإنجاب، وقد ظهرت حالات متعددة ذكورية مصابة بالعقم نتيجة تعاطي القات، ولكن لا تزال الأبحاث محدودة حول ذلك الأمر.
تأثيره على النساء
قد لا تتجه النساء لاستخدام القات للحصول على الفوائد الجنسية كما الرجال، إلا أنهن يقبلن على تناوله كنبتة عشبية تساعد على ارتفاع تحمل الجسم الأعباء المنزلية، معالجة التعب والإرهاق، التخلص من الوزن الزائد، علاج حالات الاكتئاب بجانب تقوية الشعر وإذا تخطينها انقلاب تلك الفوائد لأضرار جسدية ونفسية في وقت سريع، سنجد أن الأضرار الجنسية تطالهن، إذ تتأثر حالتهن تجاه العلاقة الجنسية، كما يصاب الجهاز التناسلي للمرأة بخلل وظيفي وتضطرب هرمونات الأنوثة.
ويسبب تعاطي القات المتزايد البرود الجنسي لدى النساء، بجانب عدم الوصول إلى لذة الجماع وهزاته، كما أن المرأة بسبب تأثير القات تعاني من ألم مبرح نتيجة انخفاض الإفرازات المهبلية أثناء الجماع، الأمر الذي يخلق لها أزمات على مستوى العلاقة الزوجية.
تشير التقارير أن النساء المستخدمات للقات لا يستجبن للمداعبات الحسية الجنسية، بجانب التوتر الزائد لديهن ما يفقدهن سماتهن الانثوية وقدراتهن على الشعور بالمتعة.
يبدأ القات تأثيره على الجهاز التناسلي للنساء بالإضرار بالمسالك البولية وتقلبل تتدفق البول وصعوبته، ثم تبين أن القات يؤثر على عملية التبويض ويضعفها عند المرأة، مما يقلل من احتمالية التخصيب، بجانب التأثير على قناة فالوب وهنا يصعب مرور البويضات المخصبة للرحم.
لذا يرتبط القات بتأخر الإنجاب عند النساء وقد يسبب العقم في الأخير، ضف إلى ذلك اضطراب الدورة الشهرية بنقص أيامها، أو زيادتها وتدفق الدم بغزارة، وقد أفادت بعض المستخدمات للقات بانقطاع الطمث لديهن لفترات طويلة ما يعني أن دورة التبويض متضررة، وقد أشارت بعض التقارير وصول المدمنات إلى سن اليأس مبكرا.
الأم الحامل
قد لا تظهر مخاطر وأضرار القات على القدرة التخصيبية عند النساء، ولكن فيما بعد إذا حدث التخصيب يحدث القات أضرارا متعددة على الأم الحامل وصحتها، وأيضا على الجنين المتواجد في رحمها بسبب اضطراب القلب والكبد، واختلال التمثيل الغذائي والتأثير المباشر على المشيمة وضعفها، ناهيك عن تسرب سموم القات إلى الجنين، ذلك الاضطراب الجسدي مع طبيعة حالة الأم الحامل يبرز أضرار متعددة محتملة منها:
ملخص المقالوضعت منظمة الصحة العالمية القات ضمن قائمة المواد التي تسبب الادمان، وتجعل للشخص الذي يتعاطاها الرغبة الدائمة في تناولها، والحصول عليها. لذلك، بالنسبة للأشخاص الذين أصبحوا مدمنين على القات، من المهم التغلب على هذا الإدمان من خلال التوقف عن استخدامه، واللجوء إلى أحد مراكز علاج الإدمان مثل مستشفى دار الهضبة. ونحن في مستشفي دار الهضبة نوفر برنامج إعادة التأهيل الشامل والدعم العلاجي والرعاية اللازمة لمُعالجة تعاطي مختلف أنواع المخدرات والإدمان مثل القات، حيث تعد مستشفي دار الهضبة من أفضل الأماكن لعلاج الادمان في مصر والتي توفر مجموعة من أكفأ الأطباء والأخصائيين النفسيين للعلاج وضمان عدم الانتكاسة مرة أخرى.
للكاتبة: د. إيمان عمر.
- Khat Use_ What Is the Problem and What Can Be Done_
- Perceived Psychological, Economic, and Social Impact of Khat Chewing among Adolescents and Adults in Nekemte Town, East Welega Zone, West Ethiopia
- Vitamin E_ What You Need to Know
- Adverse effects of khat_ a review _ Advances in Psychiatric Treatment _ Cambridge Core
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة عل البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر