محتوي المقال ( إضغط علي العنصر للتنقل )
تجربتي مع مودافينيل كدواء موصوف
كنت أعاني التغفيق أو ما يعرف بخدار النوم، تلك المعاناة سببت لي كثيرا من المشكلات على المستوى العملي وحتى أثناء الدراسة، كنت قبلا أتناول القهوة بكثرة حتى استطيع زيادة التركيز، ولكن اضطراب النوم لدي زادت شدة مع مرور الوقت وكان لابد من زيارة طبيب، وبداية تجربتي مع مودافينيل كانت من هنا، عندما وصفه لي الطبيب رغم أنه لم يعرف سبب اضطرابات النوم لدي وقد أعزاه لأسباب وراثية.
شرح لي الطبيب طريقة عمل مودافينيل في الدماغ وقال أنه يعمل كمنبه ومنشط وأكد على أنني سأستخدامه لبعض الوقت لمنحي بعض من اليقظة والنشاط كونه منبه للجهاز العصبي، حتى أستطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي، وأكد لي أنه يجب الالتزام التام بالجرعات ومواعيدها وإذا ما عانيت أي أثر جانبي مزعج يجب مراجعته فورا، كما أكد على فوائد مودافينيل التي ستمنحني حياة طبيعية كونه يعمل على مناطق خاصة من الدماغ إذ ستجد نفسك أكثر انتاجية من أي وقت مضى.
مفعوله الساحر
بعد تناول أو جرعة من مودافينيل استغرق الدواء حوالي 2 إلى 4 ساعات لأشعر بمفعوله الساحر، إذ شعرت بيقظة ونشاط لم أشعر بهما قط، وجدت عقلي يعمل بكفاءة ولا أميل للنعاس، انتابتني نوبة من السعادة الغامرة والرضا النفسي والابتهاج، ذهبت إلى عملي ممتلئ بالطاقة والتحفيز، شعرت بالارتياح لتلك المشاعر.
في صباح اليوم التالي لم أكن أخاف الاستيقاظ فأنا لدي الدواء السحري، وكانت جرعة مودافينيل حبة واحدة كل صباح قبل تناول الطعام ويستمر المفعول لمدة 15 ساعة ما يعني أني سأستمتع باليقظة والنوم الهادئ في آن.
خلال اليوم الأول شعرت ببعض الأعراض الجانبية لمودافينيل كانت على هيئة دوخه وصداع خفيف، غثيان ومشاكل في الإخراج، ولكني لم اعطيها اهتمام، فتخلصي من النعاس والوصول أخيرا ليقظة مناسبة كان بمثابة حلم وتحقق، إذ اختفت الاثار الجانبية لمودافينيل بعد أسبوع بعدما اعتاد جسمي على المفعول كما أخبرني طبيبي.
اتجاهي لزيادة الجرعة بعد 15 يوما
كنت أعمل بنشاط ملحوظ كل صباح كانت حالة رائعة، وفي يوم من الأيام طلب مني مديري في العمل إتمام بعض التكاليف الإضافية، وهنا بدأت تجربتي مع مودافينيل من الحلم إلى الكابوس، إذ فكرت في تناول حبة أخرى من مودافينيل -على عكس توصيات الطبيب- حتى يعطيني اليقظة والتركيز اللازمين لإتمام تكاليف العمل وكان ذلك بعد 15 يوما من بداية استخدامه، كنت أعطي للدواء كل الآمان كونه موصوفا من قبل طبيب مختص، ونسيت التحذيرات.
تناولت الحبة وبدأت في إتمام عملي ولكنني شعرت ببعض الأعراض عرفت أنها أعراض جانبية لمودافينيل تحدث لبعض المرضى مثل الانقباض العضلي، وألم في الرأس، قلق وارتباك، ضربات قلب سريعة، وعندما ذهبت إلى النوم انتابني الأرق واجهت صعوبات، حينها فزعت أن تعود حالتي لسابق عهدها، فكرت هنيهة ثم أسرعت لتناول حبة اخرى من مودافينيل غير مكترث بأي عرض جانبي المهم عندي ألا أعود لاضطراب النوم مرة أخرى.
انتظرت مفعول مودافينيل لكنه تأخر تلك الليلة، اعتقد أنني نمت ساعتين فقط، في الصباح وجدت صعوبة في الاستيقاظ، تناول مودافينيل وتلك المرة أخذت حبتين حتى أحصل على يقظة سريعة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
أعراض التعاطي وكيف التهمني إدمانه
حسنا أصبحت الآن لا استغني عن مودافينيل، دائما امتلك عبوة في جيبي، أصبحت الحبة ثلاث حبات يوميا، وبدأت أعاني اضطرابات جسدية ونفسية عرفت أنها أعراض تعاطي مودافينيل بسبب سوء استخدامه منها ضربات القلب السريعة، نوبات الهياج والعصبية، تقلب مزاجي شديد، وأرق، تطورت أعراض سوء استخدامي لمودافينيل وتفاقمت منها تنميل في الجلد، جفاف الفم، اضطرابات في الشهية ورعاف، لكنني لم أكثرث بكل ذلك، وبدلا من مراجعة الطبيب تماديت في التعاطي، كلما عانيت بالقلق أو انتابني اضطراب مزاجي.
كنت أفكر في مدوافينيل ليلا ونهارا، وإذا شعرت بعدم امتلاك الجرعة انتابني الهياج والغضب، وكلما شعرت بأي إرهاق هرولت لتناول حبة، مر ال 12 أسبوعا وهي المدة التي حددها لي الطبيب لاستخدام الدواء، عندما ذهبت إليه قال لي يجب أن أتوقف عن تناول العقار، صدمت واهتجت، و ألححت عليه أن يعيد لي الوصفة الطبية، ولكنه اقترح أن أتوقف ورفض وصفه لي مرة أخرى، اقترح دواء آخر قال انه سيساعدني للإدارة أعراض الانسحاب الخاصة بمودافينيل ولمح لي أني أدمنت العقار.
معاناتي مع أعراض انسحاب مودافينيل
تناولت الدواء الآخر الذي أعطاني إياه الطبيب، لكنه لم يحدث إلا تأثيرا طفيفا، وبدأت بعد عدة ساعات أعاني اضطرابات شديدة وكانت تمثل أعراض انسحاب مودافينيل وجاءت كالتالي:
النعاس مرة أخرى، لا لن أسمح أن أصاب بالنعاس، كان هذا لسان حالي، لم أحتمل الانسحاب، ذهبت لطبيب آخر، ووصفت له مرضى بالتغفيق، وصف لي مودافينيل مرة أخرى، سألني هل تناولت أي دواء من قبل لحالتك، أجبت بالنفي، أخذت الوصفة مهرولا للصيدلية أخذت مودافينيل وأخذت حبتين مرة واحدة لأتخلص من معاناة الانسحاب.
الادمان يدمر حياتي
مرت أربعة أشهر على تجربتي مع مودافينيل، أصبحت منسحبا اجتماعيا منطويا عدوانيا عنيفا، لا أقابل أحد، أعراض إدمان مودافينيل جعلتني أهمل مسؤولياتي ومظهري وأسرتي وعملي، بعدما كثرت أزماتي وإثارتي للمشاكل مع زملائي بسبب مستويات القلق المرتفعة لدي.
مع تلك الحالة تعاطيت المزيد من الدواء واتجهت لخلط مودافينيل بالكوكايين كون ذلك الأخير منبه أيضا لعلني أصل إلى النشوة، وصلت للإثارة المطلوبة، وبعد فترة تراكمت علي الديون ودخلت في أزمات مالية طاحنة، تصاعدت المشاكل الأسرية، ووجدتني هائما في الشوارع اتعاطي المزيد من الدواء والكوكايين، وفجأة شعرت بألم شديد في صدري، أصابني الالتباس والارتباك والهلوسة، ضغط دمي ارتفع وقلبي يدق بسرعة عالية، عانيت ألم في بطني، وجدتني أصرخ واهلوس، عرفت بعدها أنها أعراض جرعة زائدة.
اصطحبني بعض المارة إلى المستشفى وبعد فترة استقرت حالتي، ولكن انتابتني أعراض الانسحاب مرة أخرى، بدأت بالهياج والغضب، وجدت طبيبا بجانبي، قال لي “أنها فرصتك للتخلص من إدمانك، لقد حاولنا الاتصال بأسرتك لكنهم لم نصل إليهم، أظن من الأفضل أن تنقل إلى مركز موثوق لعلاج الإدمان”.
نظرت إليه وقلت لا أملك المال.. اتصلت بصديق لي وأخبرته بما حدث، قال لي اسمع نصيحة الطبيب ولا تشغل بالك بالتكاليف سأقوم بها، فوافقت حتى أتخلص من الاضطراب والألم الذي أعاني منه.
نهاية تجربتي مع مودافينيل وعلاج إدمانه
وصلت لمستشفى دار الهضبة والتي تعد من أفضل مراكز علاج الإدمان في مصر، وفيها انتهت تجربتي للأبد حيث خضعت للبرنامج العلاجي لمدة 90 يوما، وفيه تم تشخيص حالاتي، ثم بدأوا في إزالة سموم مودافينيل من جسدي وإدارة أعراض الانسحاب التي لم اشعر بها طوال تلك الفترة، وتم احتواء حالتي النفسية بمنتهي الاحترافية مع إزالة سموم الكوكايين.
بعدها دخلت في فترة علاج نفسي وتأهيل سلوكي، كانت فترة ممتعة، مليئة بالطاقة الإيجابية والتعامل المهني المحترف، بفضل تقنيات العلاج الحديثة الموجودة في المركز.
بعد ثلاث أشهر خرجت من المستشفى، وبدأت حياتي الجديدة، التزمت بأنماط السلوك الصحي والغذاء، شاركت أسرتي مشاعري وواظبت على حضور مجموعات الدعم حتى الآن، حالتي تحسنت كثيرا وأصبحت متعافي من الإدمان، وانتهت تجربتي مع مودافينيل بعد ان دمرت خياتي، ولكني بفضل الله، وجهود متخصصى دار الهضبة وتركيزي على نفسي، ودعم صديقي وأسرتي استطعت استرجاعها والحمد لله.
ملخص المقالإذا كنت تتعامل مع مودافينيل كدواء موصوف فمن خلال تجربتي معه أنصحك ألا تخرج عن توصيات الطبيب أبدا، وألا تتوقف عنه دون استشارته، وإذا كنت تتناول مودافينيل لزيادة تركيزك ويقظتك أقول لك أنه سيدمر حياتك إذا تماديت في سوء الاستخدام، عليك بالتوقف عن تناوله فورا ولا تخف من أعراض الانسحاب أو اضطرابه الإدماني، فمن خلال وجود مستشفى لعلاج الإدمان مثل دار الهضبة يمكنك العودة لحياتك الطبيعية وتجنب تفاقم أضرار إدمان مودافينيل.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى دار الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين، ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
أ / هبة مختار سليمان
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثر