إدمان المخدرات هو عبارة عن مرض عقلي مُزمن، يتصف بالسلوك القهري في البحث والحصول على بعض المواد المخدرة التي لها تأثير على المخ وعلى هرومونات الجسم، على الرغم من علم المدمن بعواقبها السلبية على صحته وعمله وعلاقاته ومعيشته بشكل عام، وخلال الفقرة القادمة سنتعرف على الدورة الكاملة لادمان المخدرات.
تتكون دورة تعاطي المخدرات من أربعة مراحل أساسية من الفضول حتى الاعتماد كالآتي:
حيث بنجذب المدمن إلى المادة المخدرة من خلال قصة مثيرة للاهتمام تروى عليه من صديق أو مشاهدة أشخاص آخرين يبدو عليهم الاستمتاع أثناء التعاطي، والتي تجذبه للدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة التجربة.
عندما يضع المدمن نفسه في موقف أن يجرب أول حباية أو أول حقنة أو أول شمة أو أول كأس، وتكون هذه التجربة مثل الخُطاف وتكون النشوة هي الطُعم، وبالتالي يلجأ المدمن إلى المرحلة المقبلة وهي التعاطي.
يتعاطى المدمن المادة المخدرة بشكل منتظم ويجعل من التعاطي عادة يومية لا يستغنى عنها؛ حتى يدخل في المرحلة الأخيرة من دورة تعاطي المخدرات وهي الإعتماد.
حيث لا يستطيع الجسم ولا العقل تحمل الحرمان من تعاطي هذه المادة المخدرة، بسبب حدوث اعتماد كيميائي في الناقلات العصبية في المخ، فقد تكيف المخ مع وجود المادة لدرجة أنه لا يقدر على العمل بدونها، حتى يصبح علاج إدمان المخدرات هو السبيل الوحيد لكي يعود المدمن إلى حياة طبيعية.
وبعد أن تعرفنا على دورة تعاطي المخدرات سوف نتعرف على دورة ادمان المخدرات والفرق بينهما فتابع القراءة
تعتبر دورة إدمان المخدرات موضوع منفصل تمامًا عن دورة تعاطي المخدرات، على الرغم من أن تعاطي المخدرات جزء من دورة إدمان المخدرات، حيث تتكامل دورة الإدمان بنقطة تحول الاعتماد إلى إدمان، وتبدأ نقطة التحول من بداية معاناة المدمن من أعراض الانسحاب أثناء الامتناع عن تعاطي المخدرات، وبذلك تتكون الدورة الفعلية للإدمان من الخطوات الآتية:
وتستمر هذه الخطوات لوجود المحفزات المختلفة؛ ولذلك من المهم الخضوع إلى مرحلة إعادة التأهيل أثناء علاج إدمان المخدرات في مراكز متخصصة مثل مركز دار الهضبة للحصول على حياة طبيعية مجددًا.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة.
بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
في كثير من الأحيان يتم استخدام المصطلحين “إدمان المخدرات” و “تعاطي المخدرات” بالتبادل، على الرغم من اختلاف معنى كلاً منهم تمامًا، حيث إن تعاطي المخدرات يحدث عندما يستخدم الأشخاص المخدرات لأسباب ترفيهية، مثل استخدام المخدرات للحصول على السعادة والنشوة، ويحدث مشكلات مختلفة في الحياة اليومية نتيجة تعاطي هذه المخدرات، ولكن لا يزال المدمن قادرًا على التحكم في استخدامه لها؛ بينما إدمان المخدرات يحدث في صورة مرض عقلي ونفسي مزمن يتصف بالسلوك القهري في البحث عن المخدرات وتعاطيها، وعلى الرغم من علم العواقب السلبية الناتجة عنها، لا يتمكن المدمن من إيقاف الادمان علي المخدرات وبهذا يكون الفرق بين تعاطي وإدمان المخدرات هي درجة التحكم والسيطرة في هذا لاستخدام.
وتشمل العلامات التي تؤدي إلى إدمان المخدرات بالمستقبل على ما يلي:-
“إن لم تُشغل نفسك شغلتك” شعور الفراغ لدى المراهقين يُعتبر سمة واضحة في حياتهم؛ حيث أنهم خلال ذلك الوقت يكونوا في شتات للتعرف على ميولهم، واهتماماتهم بل أن ذلك لوقت هو الأوفر في تكوينها، والفراغ ليس تجربة تمر مرور الكرام على البعض؛ فقد يجلب معه الكثير من الاشغالات التي قد تُعرض الأفراد للخطر، وعند التحدث عنها كمؤشر للإدمان فإننا بصدد واقع حقيقي؛ حيثُ كثير من الشباب أدمنوا المخدرات وهم فارغين نتيجة مشاعر الملل التي يشعرون بها، والسعي وراء تجربة أي شيء تكسر حاجز الملل، ولعل البعض مر عليه من هم بهذا الحال، وسلكوا طريق الإدمان لهذا السبب.
“الأهداف وجهة الإنسان” ألم تنظر إلى الأفراد وهم دون أهداف كيف تكون حياتهم؟ مزيد من التخبط والضياع، هكذا المراهق الذي لا يُعرف مدى أهمية الأهداف في حياته، ولا يدرك أنه لا بد أن يكون له هدف يسعى عليه، وأن الأهداف هي محددات السعي في الحياة، وحال التوقف الذي يكون عليه بعض المراهقين ليس معناه أنهم في بوادر الحياة، ولهم من الوقت ما يجعلهم يُحددون أهدافهم؛ لأن تحديد الأهداف لا يتم في ضوء شخص لا يُدرك نفسه؛ وهذا مما يُسبب للمراهقين الاحباط، والتوجه نحو كل ما ليس له فائدة، والغرس في الإدمان على اعتبار أنه يجعلهم في حال له معنى لهم، يتحركون إليه ويطلبونه في غالب الأوقات.
غياب القدوة والنموذج الذي يجعل المراهق محل أمان دافع إلى الإدمان بلا شك؛ إذ أننا أمام عصر مليء بالمغريات، والشباب تندفع وراء أي سلوك حوله جمع من الناس، والمراهقين خلال هذه الفترة إن لم يجدوا من يوجههم نحو الأصلح لهم؛ فإنهم عرضة للإدمان من أوسع أبوابه، وغياب التوجيه يُعني في مضمونة أنه ليس هناك رقابة في حياة المراهق؛ فمتى أدمن المواد المخدرات كان من الصعب السيطرة عليه.
من المؤشرات الأولية التي تسهم في إدمان المراهقين على المخدرات؛ حيث لا يوجد ما يُرجع المراهق عن التصرفات الخاطئة داخل نفسه؛ فالدين يحمي المراهقين من السير في الاتجاهات غير المرغوبة، والمحرمة، وما أن كان المراهق ليس لديه ما ينفعه من الدين فإنه يُعرض لنفسه للهلاك.
صفات مرحلة المراهقة التغيرات في كل جوانب الشخصية؛ فالمراهق أمام حالة من التكوين، يسعى ليكون نفسه، فيُخطط ، ويُجرِب، ويهتم، وأكثر من ذلك يكون بتأثير الهرمونات في حياته، وكثيرًا ما توصف مرحلة المراهقة بأنها مرحلة صعبة على الأفراد؛ حيث فيها يحتاج المراهق إلى أن يجد نفسه في أي عمل، وأن يكون له شأن، والتذبذب بين ثباتها وتغييرها يقود المراهق إلى التهور، والفضول المبالغ الذي يشعره بالشغف، والإدمان مليء بالشغف من حيث تعدده، وسيطرة الأوهام على عقل المراهق حينذاك.
“المراهق بالجماعة” وعدم اهتمامه بتكوين صدقات صالحة خلال هذه الفترة يبعث في نفس الأهل القلق، والخوف على الابن، كما أن المراهق نفسه يشعر بأن هناك شيء ناقص في حياته، وهذا إن لم يكن في نطاق أمن كان من المحتمل أن يتجه إلى جماعات تعطيه الشعور بالأهمية أيًا كان اتجاهها، وحلقات الإدمان كثيرة ومنتشرة قد يلحق بأحدها دون أن يشعر بالمخاطرة.
يفتح آفاق كثيرة أمام المراهق؛ حيث عقلية المراهق المغامر لا تُردع سوى بالتجربة، هي المعلم الأول له؛ مما يجعلنا أمام كثير من المراهقين لا يخشون المخاطرة بالنفس، ويأخذهم الحماس بالتجربة أمام ثقتهم في أنفسهم بعدم تعرضهم لمشاكل كبيرة من وراء الإدمان.
تظهر علامات إدمان المخدرات عند المراهقين كما يلي:-
الاستمرار في مشاعر الغضب لدى المراهق؛ توضح أن لديه مشكلة مربكة، والإدمان على المخدرات يجعل الأشخاص في حالة من اللا سوية تصل بهم إلى مشاعر متزايدة من الغضب، وقد يُعتبر الغضب في سلوك المراهق هنا من وراء الإدمان على المخدرات تمردًا على الأهل؛ حيث قد يشعر الأهل أنه من الصعب كبح جماحه.
يُلازم الإدمان في المراحل الأولى شعور المراهق بالكآبة، وهو ناتج عن تأثير تعاطي المخدرات، وتخبط في التفكير من صحة التصرف من عدمه أو عدم الحصول على التمكن بالاتجاه الذي عليه المراهق؛ فنشوة المخدرات بالإضافة التردد يبعثان مشاعر الكآبة على نفس المدمن المراهق.
من الأعراض الواضحة على المراهق المدمن على المخدرات التغير في سلوكه؛ فإذا كان المراهق مشارك، ومتعاون مع الآخرين، وتغيرت طباعه إلى الهدوء أو كان المراهق منطويًا ثم أصبح له خروجات مفاجئة، أو كان أكثر انطوائًا عن ما يُعرف عنه.
يشعر المراهق المدمن أنه على خطأ من أمره، وأن يمكن للأهل التعرف على إدمانه على المخدرات؛ فلهذا يتحاشى الحديث معهم بتواصل بصري واضح، كما أنه من يبدو عليه الانحناءة في الرأس.
التأخر الملحوظ في المستوى الدراسي؛ حيث كثير من المراهقين المدمنين على المخدرات خلال فترات الأولى من الإدمان يهملون في متابعتهم لمناهجهم الدراسية، وتكون مؤشر قوي لتوقع إدمانه لدى المراقين له من الأهل والمعلمين، مع الحيطة بأن لا تكون هناك مشكلة أخرى مُسببة لمشاكله مع الدراسة.
يُصبح المراهق لا يلقى بالًا بممارسة أنشطته المعتاد عليها؛ حيث يفقد فيها الشغف؛ ويكون ذلك نتيجة إثارته من الإدمان على المخدرات تفوق، استمتاعه بالأنشطة العادية، بالإضافة إلى الانشغال بالإدمان.
غياب بعض الأدوية من المنزل من العلامات إدمان أحد الأطفال في المنزل على المخدرات، وإنما هذا من العلامات الدقيقة التي تُحدد بشكل واضح تصرف المراهق داخل المنزل.
وجود مقتنيات غريبة داخل المنزل: من أغلفة غريبة، أو ولاعات، أو أوراق بفرا، أو حقن، أو أدوات يُنبأ منها أنها خاصة بالإدمان على المخدرات.
كمية الوقت التي يستغرقها المدمن ليصبح معتمدًا على المخدرات
تعتمد الفترة اللازمة للاعتماد على المخدرات أو الكحول على عدة عوامل مثل:
حيث يمكن أن يستغرق المدمن عدة أيام فقط لكي يصبح مدمنًا على المخدرات أو يستغرق شهورًا كثيرة ليصبح مدمنًا؛ وذلك بناءً على العوامل السابق ذكرها.
وقد أثبتت الأبحاث أن من يتعاطى المخدرات بشكل منتظم يحتاج إلى جرعة أكبر من المخدر كل مرة، لكي يشعر بنفس احساس مفعول المخدر؛ وبالتالي يستخدم كميات أكبر تؤدي إلى الاعتماد الجسدي والعقلي على هذا المخدر ويجعل من الصعب الإقلاع عنه، وأيضًا أثبتت الأبحاث أن مخدرات الهيروين والكوكايين والميثامفيتامين تُسبب الإدمان بسرعة أكبر من غيرها من المواد المخدرة الأخرى، ولكن يمكن علاج إدمان المخدرات بصورة أمنة تمامًا في مراكز مخصصة لـ التخلص من السموم سواء المخدرات أو الكحول، مثل مستشفى دار الهضبة، ولنتعرف الآن على مبادئ واستراتيجيات علاج الادمان التي يتم الاعتماد عليها في مستشفى دار الهضبة.
يُعتبر الاعتماد على المخدرات في سن مبكرة من أهم المخاطر التي يمكن أن تواجه الشخص، وتواجه الأسرة؛ حيث تكون أمام وضع حقيقي من ضياع الابن، وتكون هناك عدة نتائج متوقعة منها :-
يتوقع الأهل مرور الأبناء بمشاكل خلال مراحل حياتهم خاصةً مرحلة المراهقة؛ لأنها المرحلة الأكثر حرجًا على الإطلاق؛ فلا يزال المراهق بحاجة إلى توجيه والديه، والتعرف على مؤشرات الإدمان على المخدرات وأعراضه تُثير قلقهم، وخوفهم؛ فتقبل مشكلة الإدمان على المخدرات ليست بواقع سهل عليهم، والتغلب على مشكلة اعراض تعاطي المخدرات عند المراهقين إدمان؛ أي مشكلة إدمان المراهق بشكل عام من قبل الأهل عليهم ما يلي:
عرضنا من خلال هذا المقال جميع المعلومات المتعلقة بعلاج ادمان المخدرات في مصر ومدة العلاج وكيفية التعرف على مدمن المخدرات وأفضل الطرق المتبعة في مستشفى دار الهضبة، وأيضا تطرقنا إلى مدى إمكانية علاج الادمان من المخدرات بالاعشاب و في المنزل ومدى فاعليتها، هذا بجانب إننا عرضنا طرق علاج الادمان في بعض الدول العربية.
الكاتبة/ د. هبه الشحات أبو زيد
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين.
ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثرلا بالطبع مدة علاج ادمان المخدرات ليست واحدة بل تختلف من حالة لأخرى حسب عوامل عديدة تُؤثر فيها بشكل كبير مثل سن ووزن المدمن، الجنس، مرحلة الإدمان التي وصل لها الشخص، نوع المخدر، الحالة الصحية للمريض، هل هناك إدمان للكحول مع المخدر، طريقة التخلص من إدمان المخدرات، وهل هناك أي أمراض عقلية متزامنة مع إدمان المخدرات؟ فكل تلك العوامل هي التي تحدد مدة علاج ادمان المخدرات.