قدرت الإحصائيات أن ثلث مستخدمي البانجو تقريبا يطورون تعاطيهم للمخدر وصولا إلى مرحلة الاضطراب الإدماني عليه.
وقد أرجع المختصون سبب إدمان البانجو إلى مفعول المخدر نفسه وآليات تأثيره على الدماغ، بجانب وجود سمات شخصية متأصلة عند بعض الأشخاص تجعلهم على استعداد للإفراط في التعاطي حتى الوصول للاستخدام القهري، وقد ينكر تلك الحقائق الكثير من المتعاطين، ألا أنهم ودون شعور منهم يسحبون لتلك المنطقة الخطرة بالفعل، ليصبح البانجو هو المحرك الرئيسي لأفكارهم وعواطفهم بغض النظر عن أي تداعيات تحدث من حولهم.
مفعول البانجو وكيف يؤثر على الدماغ: المادة الفعالة للبانجو هي رباعي هيدروكانابينول (THC) والتي تستهدف أعمق أجزاء الدماغ والمسؤولة عن بعض العمليات العقلية والإدراكية والعاطفية، لذلك مفعول البانجو يعطي نوعا من النشوة العاطفية المبهجة مع تأثيره المهلوس للإدراك، ذلك المفعول يعد عنصر جذب لمركز المكافأة في المخ الذي قد يطالب بالمزيد من الجرعات ليحدث إدمان البانجو من خلاله.
المتعاطي والأسباب الفردية لتطوير الإدمان: بعض الأشخاص لديهم خصائص وراثية أو بيئية واجتماعية مكتسبة تجعل كسر الحاجز النفسي بينهم وبين الإدمان حدثا محتملا بصورة كبيرة، وتشمل الأسباب الفردية لتطوير الاعتماد والإدمان على البانجو الجينات الوراثية أو تاريخ عائلي لتعاطي المخدرات، التعرض لصدمات حياتية مبكرة مثل العنف الأسري، الاعتداء الجنسي، التعرض للتنمر وغيرها من التجارب التي تجعل الفرد مستعدا لإذهاب عقله من أجل ذوق لذة خارجية لا يستطيع تكوينها من نشاطات صحية، كما يرجح المتخصصون أن معظم من وقعوا في إدمان البانجو يعانون من اضطرابات عميقة في شخصياتهم وأنماط تفكيرهم.
إذا قبل أن نخوض في الأعراض الشهيرة لحالات إدمان البانجو علينا ان نؤكد أن الإدمان مرض إذا تم اكتشافه على شخص، يجب مراعاة حالة الاضطراب الذي لديه، ومعاملته كمريض يحتاج إلى دعم مدروس لإقناعه بالعلاج، خاصة أن اضطراب إدمانه يتميز بالإنكار ورفض العلاج.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
تبدأ أعراض البانجو بالتأثير على المستخدم من أول جرعة، لكنها تتفاقم بعد التعاطي المزمن للمخدر إذ تؤثر المادة الفعالة على الحصين واللوزة في المخ تدريجيا، وهما المسؤولان على العديد من العمليات المعرفية كالذاكرة والتعلم والإدراك والتركيز والانتباه والمستوى العاطفي. قد يكون من الصعب تمييز أعراض تعاطي البانجو في أول المراحل بسبب اختلاف استجابة الأشخاص الدماغية والنفسية والجسدية لتأثيره، بينما بمرور الوقت ومع التغييرات الدماغية الحادثة وتراكم السموم داخل الجسم تتشكل الأعراض الإدمانية للبانجو على كافة المستويات كما يلي:
قد تختلف الأعراض النفسية بين مدمني البانجو ولكنها على الأغلب قد تتضمن:
كما يرتبط الإدمان باضطرابات نفسية متمثلة في الاكتئاب، واضطراب الذهان وغيرها.
كما سبق وأشرنا تتغلغل المادة الفعالة للبانجو مع أجزاء الدماغ العميقة مؤثرة على القدرات الذهنية ومع إساءة الاستخدام والوقوع في الإدمان تظهر أكثر الأعراض المعرفية شيوعا لإدمان البانجو في صورة:
قد تصل المشاكل الذهنية إلى خلل دائم بسبب الضرر الواقع على بنية الدماغ وتواصل خلاياه.
التأثير في مستويات هرمونات الجسم والنواقل العصبية المسؤولة عن بعض العمليات الحيوية، بالإضافة إلى تراكم السموم يحدث اختلالات وأعراض واضحة على المستوى الجسدي نتيحة إدمان البانجو أبرزها:
تؤثر الكمية التي يتم تعاطيها وطول مدة الإدمان على البانجو على الأعضاء الداخلية للجسم وتضر بها أيما ضرر وقد يعاني المدمن من أمراض مزمنة على المدى الطويل خاصة على الجهاز التنفسي والقلب.
أبرزت الدراسات العالمية في أكثر من موضع رغم اتجاه بعض الدول لتقنين المواد المستخرجة من القنب الهندي أن على الأقل 30 في المائة من مستخدمي البانجو يقعون في إدمانه.
وقد وضع آخر تحديث للدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية (DSM-5) إدمان البانجو كاضطراب عقلي يصل بالمستخدمين إلى الاستخدام القهري أي: لا يستطيعون التوقف عن تعاطيه. ذلك الدليل حدد أعراض سلوكية إذ توافر منها ثلاثة على الأقل فنحن أمام حالة إدمان على البانجو، وتشمل تلك الأعراض:
الوقوع في إدمان البانجو يؤدي إلى الشراهة في الاستخدام بسبب ضعف تأثير الجرعة الاعتيادية بعدما تسامح معها الجسم، وذلك يجبر المدمن زيادة الجرعة حتى يصل لتأثير النشوة، بجانب عدم سيطرته على الكمية المتعاطاه.
يؤدي الاضطراب العقلي الإدماني إلى سحب المدمن على البانجو للتعاطي لفترات طويلة، وتفضيل قضاء معظم وقته في حلقات التعاطي التي تتلاحم دون أن يشعر بذلك، بجانب ميله للاختلاط بالبيئة الإدمانية معظم الأوقات.
اضطراب تعاطي المخدر يعني إدمان المخدر دماغيا، إذ ترتفع شدة الاشتياق والرغبة طوال الوقت، وينشغل المدمن بشكل دائم في كيفية الحصول على الجرعة التالية، كما يربط بين اتزانه النفسي والمزاجي بشكل دائم وبين تعاطي جرعة بانجو.
رغم الأضرار التي يعاني منها المدمن إلا أنه لا يتجه لوقف تناول المخدر بناء على عواقب استخدمه، بل يستمر في تعاطيه دون الاعتبار للانحدار الحادث على المستوى العقلي والجسدي وتفاقم المشكلات الاجتماعية والأسرية والمهنية من حوله، وكثيرا ما ينكر إدمانه رغم أنه غير قادر على التوقف.
يدأب المدمن على البانجو على تعاطي جرعته ويسقط أي مانع بالنسبة إليه، إذ لا يستطيع تقييم مناسبة النشاط الذي يقوم به وبين وقوعه تحت تأثير المخدر، لنجده يتعاطى أثناء مزاولة مهنته، بين أسرته وأمام أطفاله، أثناء قيادة السيارة، مما ينذر بوقوع حوادث و لكنه لا يبالي، إذ كل ما يركزعليه الحصول على النشوة والاندفاع معها.
تنحصر مزاجية المدمن في جرعة البانجو ولا يستطيع الوصول إلى منطقة الهدوء والاتزان إلا بواسطة إدخال تلك السموم إلى جسده، لذا يفقد اللذة تجاه أي نشاط آخر في الحياة، وينعدم شغفه بأنماط الحياة المختلفة ويبتعد عما يهواه من أنشطة وممارسات، وتنحصر تحركاته في كيفية الوصول للبانجو على مدار يومه.
بعدما كانت الآثار الجانبية للبانجو فترة مؤقتة تتلاشى بزوال المفعول، تصبح مع الإدمان اضطراب دائم وخلل ملتصق، وسمات مصاحبة لشخصية المدمن، ليكون في حلقة دائمة في محاولة التعافي من تلك الآثار مما يؤثر على أدائه اليومي ويضعفه.
بعد تفاقم المعاناة، سيحاول المدمن الإقلاع عن البانجو بشكل فردي، ولكنه يتعرض للانتكاس المتكرر، رغم رغبة الداخلية في تركه، ولكن سيطرة الأفكار الإدمانية تكون دائما أقوى من فكرة التخلي.
بمجرد عدم الحصول على الجرعة المطلوبة أو تأخير وقتها يتعرض المدمن لأعراض انسحاب البانجو، ويعد الانسحاب الشديد أحد الأسباب الرئيسية للانتكاس عند محاولة التبطيل
في نقطة ما سيصبح البانجو غير مرضي لشراهة الإدمان لدى متعاطيه مما يجعلهم يتجهون لخلطة مع مواد مخدرة أخرى لزيادة المفعول مثل خلط البانجو مع الكحول أو الحبوب المخدرة، وهذا العرض ينذر بصولة إلى مستويات إدمانية شديدة.
كما تشمل أعراض إدمان البانجو السلوكية مشاكل اجتماعية وأسرية متمثلة في عدم القدرة على الإيفاء بالمسؤوليات، الضعف في رعاية الأسرة، تفاقم المشكلات الزوجية، خسارة العلاقات، الانعزال والانسحاب الاجتماعي، الأزمات المالية، التغيب عن العمل أو الدراسة، إهمال المدمن لنظافته الشخصية ومظهره الخارجي، اللامبالاة، الجمود العاطفي، والسلوكيات الغريبة، التورط في مشاكل قانونية.
من المهم أن ننوه على إمكانية علاج إدمان البانجو قبل الوصول لمراحل خطيرة من الاضطراب العقلي الإدماني.
يأتي علاج إدمان البانجو من خلال تحقيق المتطلبات العلاجية لكل مدمن على حدة، فعلى المستوى الجسدي يتم إزالة السموم بطريقة طبية باستخدام الأدوية لإدارة الأعراض الانسحابية، وعلى المستوى النفسي والسلوكي يتم وضع برامج مكثفة متكونة من جلسات واستشارات نفسية وتأهيلية لاستعادة طبيعة المدمن والعمل على التعافي طويل المدى.
في حالة الحاجة إلى التدخل المهني المتخصص بواسطة أكفأ فريق علاجي لإدمان القنب الهندي ومكوناته كالبانجو والحشيش، تواصل على رقم 00201154333341.
ملخص المقاليظن الكثير من المتعاطين أن البانجو والمواد المخدرة الطبيعية لا تتسبب في الإدمان، لكن الحقيقة الطبية تؤكد أن أكثر من ثلث متعاطي تلك المواد يقعون بالفعل في الاضطراب العقلي المزمن المتعلق بالإدمان، و المشكلة الأعمق أن متعاطين تلك المواد يتشبثون بإنكار إدمانهم مبررين ذلك بقدرتهم على التوقف، إلا أنهم في الحقيقة يتوغلون أكثر مع اختلال قدراتهم الذهنية والمعرفية ويصلون إلى حد الاستخدام القهري، ولا عجب من إقبالهم على المخدرات الاصطناعية الأشد خطورة الشبيهة بالبانجو كالاستروكس إرضاءا لرغباتهم الإدمانية للحصول على نشوة أعلى وأكثر قوة، مما يهدد صحتهم الجسدية والنفسية بالانهيار.
للكاتبة: أ. حياة.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثريرتبط تعاطي البانجو المتزايد بشكل شائع في زيادة الوزن بشكل مفرط، إذ تؤثر سمومه على قدرة الجسم في إكمال عمليات التمثيل الغذائي وخفض معدلات حرق الدهون، لكن تشير الإحصائيات أن كثير من مدمني البانجو يصابون بالسمنة ثم يصابون بفقدان الشهية وخسارة الوزن بشكل مفاجئ مما ينتج عنه أمراض سوء التغذية والضعف البدني والاختلال الجسدي.
من المحتمل أن يصل إدمان البانجو إلى تعطيل أجزاء الدماغ المسؤولة عن مهارات التفكير والتعلم، ويؤكد المتخصصون أن الأمر يقد يصل إلى الإصابة بالزهايمر والخرف عند التعاطي لفترات طويلة وبجرعات عالية ومكثفة يوميا.
البانجو والحشيش كلاهما أجزاء مستخرجة من نبات القنب الهندي، فالحشيش هو المادة الصمغية المستخرجة من السيقان، أما البانجو فهو أجزاء خارجية من الساق والجذور، وكلاهما يحتوي على المادة الفعالة المهلوسة THC مع اختلاف نسبتها والتي تسبب الإدمان مع الاستخدام المتكرر.
أفادت دراسة نُشرت عام 2014 في مجلة international forensic science عن حالتين من حالات الوفاة المفاجئة التي ربطها الأطباء بمضاعفات صحية بسبب تعاطي البانجووالماريجوانا وقد أكد التقرير أن هؤلاء الشباب عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة الناجمة عن تعاطي البانجو كما أنه في عام 2018 تُوفي مراهق بسبب الجفاف بسبب متلازمة فرط القيء الذي تَعرض لها بسبب تعاطيه البانجو بكميات كبيرة وبشكل مُنتظم.