يَعتقد البعض أن ادمان الكودايين أمر مًستبعد لأنه يتم وَصفه أحياناً من قِبَل الطبيب كمُسَكن أفيوني قوي ولكن ما يَحدث في الواقع هو خلاف ذلك، فكثير ممن قام بتناول هذه المادة الأفيونية يُسيء استخدامها مع مرور الوقت ويَقع في إدمانها دون أن يدري، ومما نراه الآن جلياً أن انتشار ادمان تلك المواد الأفيونية أصبح كارثة حقيقية تواجه كل الدول العربية مما يحتم علينا تنبيه من بدأ في السير أو حتى يفكر في أن يسلك هذا الطريق المظلم حتى يكون على دراية بمدى خطورة ادمان الكودايين وتأثيره الضار على الصحة، والعقل، وحياة المُدمن بالكامل ، وفيما يلي نتعرف سوياً على مراحل ادمان الكودايين وأبرز علامات التعاطي على الكودايين و معالجة الادمان على الكودايين..
معنى ادمان الكودايين هو التَحول من مجرد استخدام الكودايين بشكل طبي إلى سوء استخدامه والاعتماد عليه بشكل أساسي حتى يكون المدمن تابعاً وأسيراً للكودايين ويُصبح دائماً في حالة اشتهاء للمخدر ويُفقد السيطرة على استخدامه تماماً، لأن المخدر أصبح بالنسبة له مثل الهواء الذي يتنفسه، وهذا بالطبع كارثة لأن مرحلة ادمان الكودايين تجعل المدمن لا يُدرك ما يفعله لأنه باستمرار واقع تحت تأثير الكودايين، فحتى إن حاول يوماً التخلص من تأثير المخدر وتركه يتعرض لأعراض مؤلمة تُسمى أعراض انسحاب الكودايين، وبالطبع كل ما يحدث من تزايد حالات ادمان الكودايين يحدث لأسباب عديدة نتعرف عليها فيما يلي بالتفصيل.
أسباب ادمان الكودايين كثيرة فهي تشمل الكثير من الجوانب التي تُحيط بالمدمن والتي قد تم إثبات العديد منها من خلال الدراسات الحديثة والأبحاث المُتطورة وهي كالآتي:
وبالرغم من وجود كل تلك الأسباب وخطورتها إلا إنها لا توقع الشخص في ادمان الكودايين بشكل مفاجئ بل يحدث الأمر على مراحل تدريجية ينتهي بالإدمان..فما هي تلك المراحل الموصلة لادمان الكودايين؟
تعرف على المزيد عن اضرار الادمان
مراحل ادمان الكودايين تتمثل في ثلاث مراحل أساسية هي مرحلة التجربة، مرحلة التعاطي والاعتماد، ومرحلة الإدمان وسنتناول الحديث عنهم بالتفصيل فيما يلي:
وفيما يلي نتحدث بشكل تفصيلي عن كل مرحلة على حدة في السطور القليلة القادمة.
مرحلة التجربة تبدأ بأكثر من طريقة إما عن طريق التقليد أو مجاراة بعض رفقاء السوء وتعاطي المخدر من باب التجربة فقط، وإما بسبب استخدام الكودايين كمسكن أو كدواء شرب ثم يبدأ الجسم يشعر بالنشوة والاسترخاء بسبب تأثير الكودايين على الدماغ وما يسببه من تغيرات يستجيب لها الجسم ويُطالب بها بعد فترة مما يشعر الشخص برغبة في تكرار الجرعة مما يُدخل المدمن في مرحلة أعلى.
في تلك المرحلة يبدأ الشخص في زيادة الجرعات دون الرجوع إلى الطبيب وبشكل مُتكرر بسبب حالة النشوة والاسترخاء التي يحدثها الكودايين بالجسم، ويتخيل البعض أن مع زيادة الجرعات يصبح ذلك الشعور في ازدياد أيضاً، ولكن بالطبع هذا لا يحدث بل يقع الشخص في كارثة أكبر وهي الاعتماد الجسدي والنفسي على الكودايين فلا يستطيع التفكير أو التصرف بدون الجرعة ومن هنا يدخل في مرحلة أعلى من الاعتماد.
هنا يفقد المدمن السيطرة تماماً على أفعاله فيذهب تلقائياً للمخدر والتفكير في كيفية الحصول عليه بشكل مُستمر مع حدوث انقلاب كبير في الحالة المزاجية التي كان دائم الشعور بها وينقلب الأمر إلى أعراض جسدية، ونفسية، وسلوكية مؤلمة تُنذر بوجود مشكلة حقيقية تَستوجب وقفة من قبل المُحيطين بالمدمن..فما هي أهم علامات ادمان الكودايين؟
تعتبر علامات الإدمانعلى الكودايين هي الإشارات التي يستدل منها الآخرين بإدمان أحد أو الشخص نفسه المتعاطي للكودايين، ومنها ما هو جسدي، ونفسي، وسلوكي؛ مما تظهر على حالته الجسدية، والصحية، والسلوكية وفي تصرفاته مع الآخرين، والتفاعلات اليومية، وهي كالآتي:
أي ما تبدو عليه من خلال الجسد بالاستدلال على الإدمان على الكودايين من الهيئة أو الشكل العام للمدمن عليه فيكون كالآتي:
هذه العلامات تخص كيفية تصرف المدمن، وتفاعله مع المحيطين به، وارتباط حالته النفسية بالمخدر، وتأثيره عليها، ومدى توافقه النفسي بدون المخدر، وبه أيضًا، ويُمكن توضح العلامات كالآتي:
بالطبع كل تلك الأعراض والعلامات التي تظهر على مدمن الكودايين تؤثر على الجسم بشكل سلبي وتتأثر بها كل أجهزة الجسم المُختلفة وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل فيما يلي.
يُؤثر ادمان الكودايين بشكل خطير على كل أجهزة الجسم فالبعض يتخيل أن الشعور بالسعادة والانتشاء الذي يُحدثه المخدر في بداية الادمان يستمر مدى الحياة ولكن سُرعان ما يصطدم بالواقع المرير ويرى نفسه مُحاط بكم كبير من الأمراض الجسدية والنفسية ومن أخطر التأثيرات التي تحدث لمدمن الكودايين وخاصةً مع التمادي في الادمان ما يلي:
وها قد رأينا معاً كم هو خطير ادمان الكودايين ويسبب أضراراً بالغة إن لم يتم إقناع المدمن بالإقلاع عن تلك العادة السيئة وبدء العلاج الطبي الفعال.
نعم..بالطبع يُمكن علاج الادمان على الكودايين في المستشفيات المُتخصصة المُعتمدة ويُمكن التعافي منه نهائياً، وهناك بالفعل العديد من البرامج العلاجية الحديثة التي اهتمت باقتلاع الادمان من جذوره وعلاج ليس فقط اعراض ادمان الكودايين الجسدية بل أيضاً الأعراض النفسية والسلوكية، وهذا ما تقوم به البرامج العلاجية التي يتم تطبيقها داخل مستشفى دار الهضبة أفضل مستشفى لعلاج الادمان من الكودايين والتي استطاعت ان تطبق كل مراحل العلاج بطريقة احترافية وحققت نسب شفاء عالية جداً من ادمان الكودايين وفيما يلي نتعرف على طرق علاج ادمان الكودايين بالتفصيل.
تمر طريقة التعافي من الكودايين بعدة خطوات كالتالي:
لا بد أن يتم عمل الإجراءات الأولية للعلاج من الإدمان على الكودايين، وهي كالآتي
سحب السموم من الجسم هي الخطوة الأولى بعد تحديد البرنامج،وتتم كالاتي
العلاج النفسي الخطوة الثالثة في العلاج، والتي لا يجب إهمالها كما يُبين لدى بعض البرامج العلاجية، وتتضمن ما يلي:
ويكون من خلال العلاج المعرفي السلوكي؛ حيث يستهدف علاج مدمن الكودايين ما يلي:
تهدف هذه الخطوة إلى ما يلي:
نعم يتم اكتشاف الكودايين في تحليل المخدرات بسهولة وذلك لأنه من المواد الأفيونية ومن المعروف عنها أنها من أكثر المواد المخدرة التي يتم التعرف عليها عن طريق إجراء تحليل عينة الدم، البول، اللعاب، والشعر وفيما يلي نتعرف على مدة بقاء الكودايين في كل منهم:
وبالطبع يُمكن اكتشاف الكودايين واستمراره في الجسم لمدة أطول أو أقل على حسب عوامل هامة وتشمل مُستوى المخدر في الجسم، مدى تكرار التعاطي، الوزن والسن، وظائف الكلى والكبد، هل يتم خلط الكودايين بأي مخدر آخر أو مع شرب الكحول أم لا؟ فكل تلك العوامل يُمكنها أن تُحدد بشكل أساسي مدة بقاء الكودايين في الجسم واكتشافه في تحليل المخدرات.
قد تعرفنا معاً على كل المعلومات التي يجب معرفتها عن ادمان الكودايين ورأينا المراحل التي يمر بها الشخص حتى يقع في الإدمان فهي سلسلة من السقطات تنتهي بالسير في طريق الهلاك ولمن كما تعودنا دائماً التمسك بالأمل وعدم اليأس، فهناك حل أمام كل من سار في هذا الطريق ألا وهو البعد عن الكودايين تماماً مع البدء في العلاج الطبي، فذلك هو السبيل الوحيد للنجاة، ونحن ننتظر تواصلك معنا في مستشفى دار الهضبة لتبدأ معنا رحلة علاجك والتي تنتهي بالتعَافي التام من الإدمان..فقط كل ما عليك هو الاتصال بنا على رقم المستشفى أو عن طريق خدمة واتس آب.
اخلاء المسؤولية الطبية:
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
المراجع:
الكاتبة: د. مروة عبد المنعم.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثرالفئة الأكثر عرضة والمستهدفة دائماً لادمان الكودايين هي فئة المراهقين والشباب الذي يلهثون وراء أي مادة مخدرة وخاصةً إذا كانت متوفرة في هيئة أدوية مثل الكودايين ولها استخدامات علاجية، فمع غياب الرقابة الأسرية وعدم الاهتمام بما يفعله الأبناء تزداد نسب التعاطي والادمان بينهم ولذلك يجب توعية الأسر المصرية لخطورة ترك الأبناء مع أي صحبة دون رقابة فهذا هو أول طريق الهلاك.
هناك بعض الأدوية التي تحتوي على مادة الكودايين منها أقراص لتسكين الألم تسمى كودايين Codeine ومنها أدوية لعلاج السعال مثل دواء شراب كوديكت وهي كلها أدوية جدول لا تصرف إلا بروشتة طبية موثقة، كما بدأت الآن بعض الأدوية البديلة التي لا تحتوي على مادة الكودايين في الظهور وذلك لتجنب الوقوع في الادمان.
يؤثر ادمان الكودايين بشكل خطير جداً على العلاقة الزوجية، لأنه يتسبب في حدوث اضطرابات جنسية شديدة وخاصة لدى الرجال، وتشمل انخفاض مُستوى هرمون التستوستيرون، مما يسبب انخفاض الاهتمام الجنسي، صعوبة وضعف الانتصاب، التعب المُستمر مع تقلب المزاج كل تلك الأعراض تؤثر بشكل سلبي على العلاقة الزوجية، وبالنسبة للتأثيرات السلبية على النساء المدمنات الكودايين فيسبب الكودايين حالة من عدم الرضا الجنسي لدى النساء مع عدم القدرة على الوصول للنشوة.
الفرق بين المورفين والكودايين أن مادة المورفين وهي مادة أفيونية أيضاً تعد أقل ضرراً على الجسم من الكودايين ولا تُحدث أضراراً خطيرة مثل التي يتسبب بها الكودايين، وإن كان كلاهما يسبب الإدمان وبالتالي كلاهما خطر على الجسم وعلى المخ لتأثيرهما المُباشر والضار على الجهاز العصبي المركزي.