يربُط البعض الرُهاب الاجتماعي بمشاعر الخجل، ولكنه مختلف تماماً عنه، بالرُهاب يُعنى الدخول في نوبة قلق بالغة بمُجرد التواجد في تجمعات اجتماعية أو رسمية أو مُقابلة أشخاص لأول مرة، ذلك الرُهاب يصل إلى درجة الخوف البالغ و الهلع من فكرة التواجد في أوساط اجتماعية مما يؤدي إلى انسحاب الشخص المصاب باضطراب الرهاب الاجتماعي من التجمعات ورفض المقابلات، أو التفاعل الصحي مع الزُملاء بسبب الرُهاب، أو حتى القيام بأي نشاط في مكان عام، الأمر الذي يُعيق تأقلم المصاب بالرُهاب الاجتماعي مع حياته بشكل صحي، لينتهي الأمر بالعزُلة والمعاناة من الأزمات النفسية، فهل هو مرض نفسي؟.
يُصنف المصابون باضطراب الرهاب الاجتماعي بالمرضى النفسيين، وقد يوضع الرُهاب في خانة الاضطرابات العقلية بالفعل، وتؤكد الإحصائيات أن بوادر الرهاب كمرض نفسي تظهر من سن الثانية عشر، وهُناك ما يربو على 15 مليون أمريكي بالغ مُصاب بذلك الاضطراب، لذا هُناك طُرقاً طبية مهنية وأدوية خاصة بعلاج الرُهاب كمرض نفسي.
في بعض الحالات لا يكون الرهاب الاجتماعي مرضاً مزمناً، إذ يختفي الاضطراب الاجتماعي وأعراضه مع التقدم في العُمر مع التجارب وتنمية النفس وتطوير المهارات، بينما في بعض الحالات قد يكون التشخيص بالفعل اضطراباً عقلياً مزمناً، ومع ذلك من خلال الخضوع للعلاج المهني الصحيح يُمكن لمرضى الرهاب الاجتماعي السيطرة على أعراض المرض والتعايش بشكل طبيعي واكتساب مهارات اجتماعية مُناسبة تُمكنهم من الانفتاح مع الآخرين، لكن في حالة عدم الخضوع المُبكر للعلاج قد يُسبب اضطراب القلق الاجتماعي أزمات وأمراض نفسية أخرى مزمنة أخرى.
من جانب آخر علينا أن نعرف أن الاستجابة للعلاج نسبية ما بين حالة وأخرى حيث يوجد درجات للرهاب الاجتماعي نتعرف عليها فيما يلى من فقرات، لكن أولاً علينا التعرُّف على أعراض المرض بصورة موجزة ثم نتطرق إلي أسبابه وأنواعه.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
هُناك 8 أعراض وعلامات جسدية ونفسية تؤكد أن الشخص يُعانى من اضطراب القلق الخاص بالرهاب الاجتماعي عند التواجد في مواقف جماعية أو بمُجرد التفاعل مع الآخرين نذكرها فيما يلي:
ومن خلال ذلك التحليل واختلاف التجربة بين شخص وآخر، تتنوع أسباب الرُهاب الاجتماعي ودرجاته كما سنعرف فيما يلي.
يُرجع العُلماء النفسيون نشأة اضطراب الرُهاب الاجتماعي والإصابة به إلى عدة عوامل تشمل أسباب بيئية أو اجتماعية، بجانب التجارب الحياتية القاسية والتي تكون بمثابة صدمات لصاحبها مما يُسبب له تغير بيولوجي في كيمياء الجسم لينشأ داخله مرض الرُهاب الاجتماعي، وتظهر عليه أعراض الاضطراب بشكل تدريجي مع التعرض للمواقف الاجتماعية المختلفة.
من جانب آخر فكرة التأكيد على عوامل بعينها لتكون أسباب مباشرة لنشأة الرهاب الاجتماعي لكل حالة على حدة مازالت غير مؤكدة ومسار بحث العلماء، وبالتالي الأسباب البيئية والاجتماعية هي الأسباب التي يؤكدها البحث العلمي حتى الآن، بينما هناك اتجاهات تميل إلى ربط الإصابة بالرهاب الاجتماعي بالجينات المتوارثة، فهل هذا صحيح؟.. إليك الإجابة فيما يلي.
أظهرت بعض الدراسات أن هُناك ارتباط بين الإصابة بالرُهاب الاجتماعي والجينات الوراثية، حيث أظهرت الأبحاث أن القلق الاجتماعي كاضطراب عقلي من الممكن أن يكون وراثي في العائلات المختلفة، ولكن حتى الأن لم يصل العلماء إلى معلومات دقيقة حول الخلل الجيني المتوارث المسؤول عن الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي، بينما المؤكد أن الأطفال الذين يملكون تاريخياً عائلياً لمرض الرهاب الاجتماعي خاصة في صلة القرابة من الدرجة الأولى معرضون للإصابة به عند طريق التوريث بدرجة أكبر 6 مرات من الأطفال الآخرين.
كما أظهرت الدراسات الدقيقة أن القلق المُفرط من الممكن أن ينتقل للطفل عبر محاكاة والديه في أنماط حياتهم، أي أن الطفل يُمكن أن يكتسب اضطراب الرهاب الاجتماعي من خلال التأثر بوالديه وتقليدهم.. وإليك فيما يلي السبب البيولوجي لظهور أعراض الرهاب الاجتماعي.
إذا تطرقنا للحديث عن ما سبب الرُهاب الاجتماعي بيولوجياً سنجده مرض الرُهاب ينتج من خلل في آليات عمل اللوزة الدماغية تلك المنطقة الموجودة في المُخ والتي تتحكم بشكل مُباشر في استجابات الإنسان لمثيرات الخوف والقلق والتوتر، حيث يؤكد العلماء أن مُعظم المصابون بالرُهاب الاجتماعي يُعانون من نشاط زائد في اللوزة الدماغية الأمر الذي يؤدي إلى تشوّه نسب السيروتونين وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية للإنسان، ذلك الاضطراب في كيمياء المُخ يرجع إلى عدة عوامل كما أشرنا تُعد هي الأسباب الرئيسية للإصابة باضطراب القلق الاجتماعي، نذكر أبرزها فيما يلي:
قد ترغب في التعرف تفصيلياً على أسباب الرهاب الاجتماعي.
وغيرها من العوامل التي قد تكون سبباً رئيسياً في الإصابة بالرُهاب الاجتماعي وتحديد شدته، وبالتالي هُناك درجات للرُهاب الاجتماعي نتعرف عليها فيما يلي.
للرُهاب الاجتماعي درجات تتبع نوع الرُهاب المٌصاب به المريض، حيث تتلخص أنواع درجات الرُهاب الاجتماعي في:
درجة الرهاب الاجتماعي المُحدد تُعني مُعاناة المريض من الأعراض عند التعرض لموقف بعينه يُصيبه بالقلق البالغ إذ تُسيطر عليه مشاعر الخوف والخجل، ومن أمثلة الرُهاب الاجتماعي المُحدد ما يلي:
حيث يدخل المريض في حالة اضطرابية جسدية ونفسية في حالة وجود تلك المثيرات، تلك الدرجة من درجات الرهاب الاجتماعي لا يتم وصفها بالاضطراب إلا إذا أثرت على حياة المريض وأصبحت قهرية يصعب التغلب عليها، وأدت إلى الانسحاب.
درجة الرهاب الاجتماعي المُعمم تُعني أن المريض يُعاني من أعراض المرض في جميع المواقف التي يكون فيها تفاعل اجتماعي، إذ يحاول تجنبها ويُفضل الانسحاب دائماً مثل:
بالتالي قد يصح أن نُطلق على الرهاب الممتد أنه أقصى درجات اضطراب القلق الاجتماعي شدة، حيث يعاني المريض باستمرار من الأعراض في المواقف الاجتماعية المُختلفة.
من حيث الأعراض فإن درجات الرُهاب الاجتماعي نوعين، إما أعراض تزول بزوال الموقف الذي يُدخل المريض في نوبة قلق، والدرجة الثانية هي الأعراض الممتدة التي تستمر مع المريض حتى بعد زوال المواقف، إذ يسترجعون شريط الأحداث وتفكيك المحادثات، ليُدخلوا أنفسهم في دوامة من الأعراض والاضطرابات خشية من أحكام الآخرين عليهم، كما أن تلك الحالة يكون عليها المريض أيضاً قبل حدوث الموقف مما يجعله في قلق دائم، الأمر الذي قد يُسبب ارتفاع شدة درجة الرهاب الاجتماعي إلى مؤشر يضر بالمريض أيما ضرر على المستوى الجسدي والنفسي.
في معظم الأحيان مريض الرُهاب الاجتماعي يكون مُصاباً بالاكتئاب أو الاضطراب النفسية الأخرى مثل الوسواس القهري أو القلق، فالاكتئاب من مضاعفات مرض الرهاب الاجتماعي كما أكد المتخصصون، إذ يبدأ بالخجل ليتطور إلى قلق، ثم إلى رُهاب، وكنتيجة حتمية للعزلة والانسحاب والأزمات الحياتية والاجتماعية التي تُسببها الأعراض يُصاب مريض الرُهاب الاجتماعي بالاكتئاب وغيرها من الاضطراب الأخرى، التي تؤدي بدورها إلى مضاعفات شدة الرُهاب الاجتماعي.
من جانب آخر فإن الاكتئاب ليس من نتائج الرهاب الاجتماعي فقط بل يربطهما ارتباطاُ أشد عُمقاً من ذلك، إذ مُعظم المصابين باضطراب القلق الاجتماعي يكون لديهم تاريخ من التجارب الحياتية القاسية كما سبق وذكرنا كالرفض والنبذ والعرض للعنف والقهر وكُلها مُسببات أساسية للاكتئاب في مراحل العُمر التالية، ومن المتوّقع أن تشتد أعراض الرُهاب الاجتماعي إذا لم يخضع المريض للعلاج المهني الصحيح.
الرُهاب الاجتماعي من الأمراض التي لها تأثير بالغ على جودة الحياة، إذ ينتج عنه سيطرة الأفكار السلبية على المريض تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ويؤدي إلى هَدد الحياة الاجتماعية، كما يؤثر الرُهاب الاجتماعي على علاقة المريض بنفسه، إذ يصل إلى درجات خطيرة من كُره الذات وعدم تقبلها نتيجة الفشل المتواصل في تكوين صداقات أو إحراز نجاحات ، تلك الدائرة الاضطرابية ينتج عنها مجموعة من مُضاعفات الرُهاب الاجتماعي التي تُوضح في خانة الخطيرة والمتمثلة في:
ويبدأ إدمان المخدرات مع مريض الرُهاب الاجتماعي بالإفراط في الأدوية الطبية المُهدئة أو المُسكنة، مما يؤدي إلى الوقوع في الاعتماد عليها، ومنها الدخول في درجة التسامح، ليبدأ المريض في رحلة تجربة مواد إدمانية أشد قوة تمنحه الراحة والاسترخاء، ومع التوغل في التعاطي يصل المريض إلى درجات خطيرة من المضاعفات على المستوى الجسدي والنفسي، لذا حتى يتقى المريض مضاعفات الرُهاب وتأثيره السلبي على الحياة يجب الاتجاه إلى العلاج في مركز طبي متميز وموثوق مثل مستشفى دار الهضبة للطب النفسي والنقاهة وعلاج الإدمان.
الرُهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية التي يصعُب التغلب عليها بشكل فردي أو بمُساعد أشخاص غير متخصصين، ولذلك يوصى الأطباء والمتخصصون في الطب النفسي بعلاج الرُهاب الاجتماعي تحت إشراف طبيب نفسي، من أجل العمل أولاً مع المريض للسيطرة على الأعراض للخروج من أزمة الاضطراب، ثم اتجاه الطبيب النفسي إلى معالجة السلوكيات بأنواع العلاجات النفسية المُعتمدة على الكلام وتطبيق تقنيات التأهيل لعلاج الرُهاب الاجتماعي، كما يوصي المتخصصون بالاعتماد على مجموعات الدعم النفسي والعلاج الجماعي لتطوير مهارات مريض الرُهاب التفاعُلية.
وعليه فإن الرُهاب الاجتماعي من الأمراض التي تحتاج إلى طبيب مُختص يتابع مع المريض ويحدد نوعية الدواء المُلائمة، ويعمل معه لإدارة مشاعره وبالتالي الحفاظ على تعافيه من الرهاب الاجتماعي على المدى الطويل باكتشاف مُسببات المرض ومعالجتها.
إمكانية الشفاء من مرض الرُهاب الاجتماعي تختلف من حالة إلى أخرى، فمع بعض الحالات قد تتلاشى الأعراض من تلقاء نفسها، إذ ترتبط بموقف أو تجربة مُعينة ثم تتغير تجربة المريض لتزيل الأثر السيء المُسبب للرُهاب، ،وفي حالات أخرى يكون من الصعب أن يصل المريض إلى الشفاء دون الخضوع إلى العلاج المهني المتخصص، وحتى مع الحالة الأولى لمرضى الرُهاب الاجتماعي والوصول للشفاء تكون الاستشارة النفسية مُهمة إذ قد يتطور المرض إلى هوس أو أزمات نفسية أخرى.
ويؤكد المتخصصون أن الشفاء من مرض الرُهاب الاجتماعي أمراً ممكناً لأنه من الأمراض التي تستجيب لأنواع العلاجات المُقدمة من الأطباء النفسيين، أما مُدة العلاج فهي مُرتبطة بدرجة الرُهاب الاجتماعي وتأثيره على حياة المريض تبعاً لتجربة ذلك الأخير وسماته الشخصية ومستوى الدعم النفسي الذي يتلقاه من أسرته ومحيطه، مع التأكيد على أن إدارة أعراض القلق الاجتماعي قد تُظهر انتكاسات أثناء العلاج، لذا يجب أن يستمر مريض الرهاب الاجتماعي المتعافي في تطبيق الخطط العلاجية خاصة حضور منها حضور الجلسات الجماعية.
للاستشارة النفسية والمتابعة مع أفضل أطباء الطب النفسي في مصر، تواصل معنا بمنتهى السرية على رقم الواتس 0201154333341.
ملخص المقالالرهاب الاجتماعي من الأمراض النفسية التي تظهر في سن مُبكرة، إذ تظهر الأعراض في مرحلة المراهقة غالباً وتشمل نوبات تُحدث اضطرابات جسدية ونفسية عند التعرض لموقف اجتماعي أو مُحفز للنوبات، ويُمكن معرفة درجة قلقك وخوفك الاجتماعي من خلال رصد الأعراض كما هو موضح في أجزاء المقال، كما يُمكنك معرفة درجة الرُهاب الاجتماعي إذ أن أنواع الرُهاب الاجتماعي مقسمة إلى رُهاب مُحدد وآخر غير مُحدد، بجانب وجود الرُهاب المستمر والرُهاب الليلي.
ولذلك أكدنا في المقال أن الرهاب الاجتماعي مرض نفسي، تنطوى خطورته على تطورات الحالة والانعكاس السلبي على جودة الحياة، وعند إهمال العلاج قد تُسيطر على المريض أفكار انتحارية، أو يتجه لتعاطي المخدرات وهنا تظهر المخاطر.
قد يكون الرُهاب الاجتماعي مرضاً مزمناً إذا اتصلت أسبابه بالوراثة، وقد يكون غير مزمن، إذ أن هُناك كثير من الحالات وصلت إلى حد الشفاء.. وعليه حالتك الخاصة والمتفردة هي التي تُحدد مدى إمكانية الشفاء بجانب جودة العلاج المُقدم.
ويُمكنك الوصول إلى أفضل علاج للرهاب الاجتماعي من خلال أفضل مستشفى لعلاج اضطراب الرهاب والقلق وهي مستشفى دار الهضبة، فلا تتردد في التواصل معنا على الواتس آب عبر رقم 0201154333341.
للكاتبة: أ. حياة.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى مميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين.
ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم وخطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثرفي الوقت الحالي طبياً يتم التعامل مع الرهاب الاجتماعي على أنه نوع من أنواع القلق، إذ أصبح الرُهاب يُعالج على أساس أنه نوع من أنواع القلق الاجتماعي، لذلك معُظم الأطباء والمتخصصين يستخدمون مصطلح الرهاب والقلق بدون وضع فرق بينهما، بينما الاتجاه المهني الدقيق يؤكد أن هُناك فرق بين الرُهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي من حيث محفزات ومثيرات الأعراض ليظهر الفارق بينهما كما يلي:
وعلى كُل كلاهما يؤدي إلى ظهور اضطراب القلق المرضي تجاه التواصل الاجتماعي، لذلك يتم مُعالجتهما بطريقة واحدة تقريباً.
هٌناك فارق واضح بين مشاعر الخوف وبين الرُهاب المرضى الاجتماعي، فالرُهاب الاجتماعي هو خوف مُبالغ فيه وغير خاضع للتبرير من أحكام وآراء الآخرين وغير قابل لسيطرة المريض، وغالباً يؤدي إلى اضطراب جسدي ونفسي ويمنع الإنسان من التأقلم الصحي مع أنماط حياته، وممارسة أنشطته بصورة تُرضية وتمنحه الهدوء والثقة، بينما الخوف من ضمن العواطف والمشاعر التي تنتاب الإنسان بشكل طبيعي في مواقف الخطر والأزمات، فحينما يكون هُناك خطر حقيقي، ويشعر الإنسان بالخوف سيكون الخوف دافعاً له من أجل حماية النفس والآخرين من ذلك الخطر، وبالتالي الخوف شعور صحي مادام قابل للسيطرة ويؤدي إلى توليد أفكار تُنقذ الإنسان وتحافظ على بقائه سالماً وتدفعه للنجاح، بينما الرُهاب بصفة عامة هو مرض تنخفض فيه قدرات المريض، وتبعده عن الرضا النفسي والاتزان العقلي.
الرُهاب الاجتماعي من الأمراض التي تُصيب الأطفال بشكل شائع، حيث أكدت الإحصائيات أن الرُهاب يُمكن أن يظهر عند الأطفال في مرحلة مُبكرة، والأطفال المصابون بالرُهاب الاجتماعي غالباً ما ينتابهم الشعور بالحرج البالغ في التجمعات أو أثناء التفاعل الاجتماعي خشية من حكم الآخرين عليهم أو التقليل من قُدراتهم والسُخرية منهم، حيث تشمل أعراض الرُهاب الاجتماعي عند الأطفال تشتت الانتباه وفرط الحركة، العصبية والانفعال عند التواجد في أي موقف اجتماعي مما يُبرز هزات واضطرابات جسدية، وغالباً تجد هؤلاء الأطفال منسحبين غير متفاعلين مع أقرانهم وليس لديهم أي دوافع في المشاركة في الأنشطة المختلفة، وتلك الأعراض الأخيرة تمثل الفارق بين الخجل والرُهاب الاجتماعي، فالخجل ينم على شعور غير مُريح لكنه لا يمنع الطفل أبداً من المشاركات الاجتماعية.
من الوارد طبياً زوال الرُهاب الاجتماعي مع الاستمرار في العلاج يوماً ما، إذ يؤكد الأطباء أن أعراض الرُهاب الاجتماعي قد تزول بعد 6 أو 7 شهور من بداية تطبيق العلاج، إذ يُمكن للمريض استيعاب حالته النفسية وإدارتها في المواقف الاجتماعية مع اختفاء أعراض الرُهاب، ولكن الشفاء التام من الرُهاب وزواله مرهون بعدة شروط أولها الخضوع لعلاج طبي مهني صحيح على يد أطباء يتميزون بالكفاءة كمثل أطباء مستشفى دار الهضبة حيث الخبرة الطويلة والكفاءة العالية، والثاني التزام المريض بالعلاج الدوائي بصورة تامة، والحضور المستمر للجلسات الجماعية والفردية، وهُناك حالات أكدت زوال الرُهاب الاجتماعي حتى بعد عدة انتكاسات، ومن أبرز علامات زوال الرُهاب الاجتماعي: