الذهان ليس مرضا في حدة ذاته بل هو نوبات قصيرة أو طويلة المدى تنطوي على مجموعة من الأعراض متمثلة في الانفصال عن الواقع والمحيط ما بين الهلوسة والأوهام ويرتبط ببعض الاضطرابات العقلية المصنفة مثل الاكتئاب، الاضطراب ثنائي القطب، اضطراب تعاطي المخدرات والفصام.
تؤكد الأحصائيات أن من بين 100 شخص هناك 3 أشخاص قد يعانون من نوبات الذهان. قد يبدأ الذهان في فترات المراهقة، ويكثر الإصابة به ما بين عمر الـ 15 إلى 30 عاما.
يخلط الكثيرون بين الفصام والذهان وبينما كلا المصطلحين يندرجان تحت بند الاضطراب العقلي، إلا أن الفصام مرض يشمل الاضطراب المعرفي والسلوكي والعاطفي ومن بين أعراضه نوبات الذهان.
لذا الفارق الجوهري بينهما أن ليس كل مصاب بالذهان بالضرورة يعاني من الفصام، بينما كل مريض بالفصام يدخل في حالة ذهانية.
الاضطراب الذهاني يبرز عدة أعراض تسمى حلقة ذهانية، قد تشخص تلك الحلقة بأنها نوبة قصيرة إذا لم تتعد 30 يوما، وقد تصنف على أنها طويلة المدى، وهنا قد ترتبط باضطراب عقلي مزمن نتيجة اختلال هرموني ومعها تظهر أعراض أخرى، من ذلك النسق فإن الذهان يأتي على نوعين:
يظهر اضطراب الذهان قصير المدى بدون مقدمات وبشكل مفاجئ وقد يحدث لمرة واحدة في العمر، وتستمر أعراضه لمدة معينة ما بين يوم إلى شهر نتيجة التعرض لأحداث صادمة في الحياة أو الوقوع تحت ضغط، كما يعد الٱجهاد المفرط أحد عوامل الخطر المسببة للاضطراب الذهاني المحدد المدة، وترتفع نسبة الإصابة به عند مرضى اضطراب الشخصية.
مريض اضطراب الذهان ذو الحلقة القصيرة قد يكون واعيا بما يحدث أو منفصل عنه وتشكل أعراضه هلوسة سمعية وبصرية، سيطرة الأوهام على أنماط التفكير.
غالبا ما يتمكن المريض من استرجاع قدراته العقلية بشكل طبيعي تلقائيا أو مع العلاج المهني، وينصح بالخضوع للتشخيص المبكر للحماية من تفاقم الأعراض المحتمل.
الاضطراب الذهاني طويل المدى تتدرج أعراضه حتى الذروة إذا يبدأ بتغير في التصور العقلي وطريقة التفكير والمعاناة من الإرهاق وصعوبة النوم ومشاكل التركيز والانسحاب الاجتماعي، وتتفاقم الأعراض إلى أن تصل حد الإنهاك من حالة الهلوسة المتواصلة والأوهام والانفصال عن الواقع، وتستمر حلقة الذهان طويلة المدى لمدة 6 أشهر أو يزيد، قدر ترتبط تلك الحالة بمرض عقلي أو تعاطي المخدرات.
نستنبط مما سبق أن تشخيص الذهان يعتمد على الأحداث والاضطراب الذي أدى لظهور النوبة، لذا لا يوجد تصنيف محدد لأنواع الذهان على حسب أعراضه، بينما الإختلاف يكمن في الأسباب المؤدية للإصابة به.
اضطراب الذهان من الممكن أن يكون مرضا نفسيا أو عقليا أو عضويا حسب الحدث الذي تسبب في ظهوره، وعلى هذا الأساس قد يختفي اضطراب الذهان بانتفاء الأسباب سريعا أو يظل بعضا من الوقت حتى تنتهي النوبة، عادة لا يستمر الذهان مدى الحياة إذ أنه من الاضطرابات القابلة للعلاج والحد من تفاقمها إذا كان التشخيص مبكرا، وتقيم شدة الذهان وطرق علاجه بالكشف عن أسبابه المختلفة من الناحية العضوية، النفسية، العقلية.
هناك العديد من الأمراض العضوية العامة أو المزمنة التي تؤدي إلى حدوث خلل هرموني يؤدي إلى ظهور اضطراب الذهان:
تتعدد الأسباب النفسية المؤدية لأعراض الهلوسة والأوهام الذهانية، قد ترتبط بحدث طارئ يؤدي إلى اضطراب مؤقت أو يحدث خلل يستمر لبعض الوقت مصحوبا بأعراض أخرى، ومن أبرز الأسباب النفسية التي تحدث أعراض ذهانية:
هناك مجموعة من الاضطرابات العقلية يكون فيها الذهان عرضا من أعراضها أبرزها:
يذكر هنا أن الأسباب النفسية تلعب دورا في تفاقم أعراض الذهان ومدى شدتها، كما في الاكتئاب الحاد على سبيل المثال قد يعاني المريض من نوبة أوهام الاضطهاد والبارانويا.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
ترتبط اضطرابات المزاج بشكل عام بمرض الذهان، والاكتئاب بشكل خاص، إذ أن حوالي 20 في المائة من مرضى الاكتئاب يعانون من الاضطراب الذهاني.
يطلق على تلك الحالة بالاكتئاب الذهاني أو الذهان الاكتئابي، وفيها تسيطر الأوهام والهلاوس على المريض إذ يسمع أصواتا قد تدفعه لإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين ويشم روائح غير موجودة، ويرى أشخاصا غير حقيقيين ولكنه يصدق بوجودهم تمام التصديق ويعتقد أنهم عنصر تهديد بالنسبة إليه، وتغلب عليه عقدة الاضطهاد وأعراض جنون العظمة، بخلاف الكآبة والحزن وجلد الذات مما يفاقم الأفكار الانتحارية لديه، لذلك يعتبرها الأطباء من حالات الطوارئ النفسية.
أسباب الإصابة بالاكتئاب الذهاني غير معروفة بشكل دقيق حتى الآن لدى الأطباء، ولكن المسبب العضوي للمرض هو الخلل الهرموني في الدماغ، كما يربط العلماء قابلية الإصابة به بالتشوه الجيني المتوارث، غير أن الجين المسؤول عن ذلك لم يحدد بعد.
غالبا ما تتفاقم أعراض الاكتئاب الذهاني مع الصدمات والضغوطات الحياتية، الإصابة بالأمراض الخطيرة، وقد يكون مرتبطا بالتجارب القاسية في مرحلة الطفولة المبكرة وإذا لم يتم العلاج سريعا ستسيطر الرغبة الانتحارية على المريض. يتم العلاج بالأدوية، العلاج السلوكي أو خضوع المريض لجلسات الصدمات الكهربائية إذ لم يظهر استجابة لأنوع العلاج الأخرى.
يقول المتخصصون أن أكثر من 45 في المائة من الأشخاص التي تتعدى أعمارهم 65 عاما يعانون من الاضطراب الذهاني عند الإصابة بالاكتئاب، بينما نسبة النساء دائما الأعلى في معظم الإحصائيات الخاصة بذلك الاضطراب.
ترتبط اضطرابات الذهان بالهرمونات الانثوية بشكل واسع، وهي حالة معروفة تسمى بذهان الدورة الشهرية.
أسباب ذهان الدورة الشهرية غير محددة على نحو دقيق حتى الآن، ولكنه اضطراب يسبب أعراض الذهان بشكل مفاجئ وحاد في فترة زمنية قصيرة، ويؤكد العلماء أن اضطراب نسب هرمون الاستروجين هو السبب العضوي لذهان الحيض، وتعاني فيه المرأة من اضطراب المزاج والكآبة والهلاوس، والأوهام العرضية. كما يظهر اضطراب الذهان في فترة انقطاع الطمث أيضا.
يتم علاج الذهان المرتبط بالدورة الشهرية باستخدام مضادات للذهان، وعلاج الخلل الهرموني خاصة منبهات الاستروجين.
من الشائع أن تصاب المرأة باكتئاب ما بعد الولادة أو بالانتكاسة النفسية، لكن لكن امرأة واحدة من بين خمسمائة أم معرضة حول العالم للإصابة بذهان ما بعد الولادة المرتبط بالاكتئاب.
يعتبر الأطباء أن ذهان النفاس حالة طارئة تستوجب التدخل الفوري إذ أن 5 في المائة من النساء اللائي أصبن بذلك الاضطراب سيطرت عليهن الأفكار الانتحارية.
تشمل أعراض ذهان ما بعد الولادة الانفصال عن الواقع، والأوهام المتصلة بالريبة والخوف والهلع والشك في الآخرين، الهلاوس والضلالات، نوبات الغضب والهياج، قلة الحوافز وفرط النشاط، التقلب المزاجي ومشاكل النوم.
يربط العلماء أسباب ذهان ما بعد الولادة بالتغير المفاجئ في الهرمونات الأنثوية بعد الوضع خصوصا انسحاب الاستروجين، ومن أبرز أسبابه المرجحة الأخرى هو وجود تاريخ مع الاضطراب العقلي لدى المرأة النافس خاصة النساء اللائي عانين من نوبة ذهانية حتى لو لمرة واحدة، اضطرابات القلق، الاكتئاب، ثنائي القطب.
من الشائع أن تبدأ أعراض ذهان ما بعد الولادة في الظهور خلال ال 15 يوم الأولى بعد الوضع، غالبا تظهر الأعراض بشكل مفاجئ دون سابق إنذار بعد ساعات أو أيام، وقد تظهر في فترات متأخرة خلال العام الأول، وقد تستمر ذروة الأعراض من 15 يوما إلى 3 أشهر.
من النادر أن تحدث حالات عنف أو إيذاء، لكن بعض النساء قد تتفاقم عندهن الأعراض وتسيطر عليهن الأوهام إذ يعتقدن أنها حقيقية ليدفعن إلى إيذاء أنفسهن أو إيذاء الرضيع، لذا ما أن تظهر على المرأة علامات الهلوسة والأوهام يحب أن توضع تحت المراقبة الطبية والخضوع للعلاج، أذ يعتبر هذا النوع من الذهان مؤقتا ويستخدم لعلاجه مضادات الذهان والاكتئاب، مثبطات المزاج، جلسات العلاج النفسي والدعم، ويستغرق علاج ذهان ما بعد الولادة من 6 أشهر إلى سنة.
كما هو واضح من السياق السابق أن نوبات الذهان قد لا تستمر مدى الحياة، ومع ارتباطها ببعض الأحداث ستكون فترتها وجيزة كما في حالة الصدمات، الإجهاد والدورة الشهرية وما بعد الولادة والاكتئاب إذ تم العلاج بشكل سريع ومهني.
في حالة إهمال الحالة وعدم التشخيص ومعرفة الأسباب وعلاجها قد يمتد الذهان ويتفاقم إلى أمراض أكثر تعقيدا كالفصام أو اضطراب ثنائي القطب، وهنا تستمر الحلقات الذهانية في الظهور، و يرتفع خطر الاضطراب الذهاني ليشمل الانتحار أو تناقص العمر المفترض.
يساعد العلاج على كبح تمتد الذهان وتقليل أعراضه في حالات الفصام وثنائي القطب، ورفع قدرة المريض على الحياة بشكل طبيعي على مستوى الزواج والعمل والتفاعل الاجتماعي، ومع التركيز على أنفسهم سيتمكنون من إدارة بوادر النوبات إن ظهرت مرة أخرى بالتركيز على النفس واتباع النمط الصحي.
ملخص المقاليرتبط مرض الذهان بالخلل الهرموني، وغالبا لا يأتي وحيدا بل يكون عرضا من أعراض أمراض أخرى وهنا تكون نوبة الذهان طويلة المدى، أو يرتبط بأحداث معينة ليعاني الشخص من نوبة قصيرة المدى وقد تظهر مرة واحدة في العمر، لذا تتعدد أسباب الذهان منها أيضا الخلل الهرموني الأنثوي وما بعد الولادة، لذا يسمى اضطرابا وليس مرضا في حد ذاته.
قد تستمر الحلقات الذهانية في الظهور كل فترة في حالات الفصام والاضطراب ثنائي القطب إذ لم يتم العلاج، بينما أسباب الذهان الأخرى يختفي الاضطراب باختفائها.
لا يمكن إهمال علاج الذهان إذ يعتبر حالة نفسية طارئة وقد يشمل أعراض تدفع لإيذاء النفس.
للكاتبة: أ. إلهام عيسى.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي وعلاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثربشكل عام يكمن الفرق بين مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان أن الأولى تعمل على منع امتصاص هرمون أحادى الأمين مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته لإعطاء استقرار مزاجي للمريض، بينما مضادات الذهان تعمل بشكل أساسي على تثبيط مستقبلات الدوبامين والسيروتونين.
الاستجابة لمضادات الاكتئاب غالبا تكون أعلى من مضادات الذهان، وبشكل عام يخضع الخيار الأنسب بينهما لخبرة الطبيب المعالج ومدى استجابة المريض، إذ يجرب الطبيب حتى يصل إلى أفضل خيار ما يعطي فائدة أكثر وآثار جانبية أقل.
يوصف مضاد الاكتئاب لحالات اضطراب المزاج بينما مضادات الذهان لنوبات الهلوسة والأوهام خاصة في حالات مرض الفصام وثنائي القطب، وقد يتم مزجهما معا، إذ تساعد مضادات الذهان على الحصول على فعالية أكبر لمضاد الاكتئاب عند بعض الحالات.
يظهر مفعول أدوية الذهان قصير المدى في تهدئة النوبة الحادة خلال 6 إلى 72 ساعة تقريبا، بينما تظهر مضادات الذهان مفعولها المطلوب باحتواء الأعراض في غضون 30 يوما إلى 45 يوما، إذ تمنع تواصل النوبات، لكنها لا تعالج السبب الأساسي لاضطراب الذهان
مرض الذهان ليس من الأمراض العضوية التي تسبب الموت المفاجئ نتيجة لطبيعة المرض نفسه، ولكنه مرتبط بتفاقم الفكر الانتحاري مما يضاعف خطورته، إذ يقبل مريض الذهان على الانتحار بنسب فوق متوسطة، وتشير الإحصائيات أن ما يقرب من 20 شخص معرضون لمحاولة الانتحار من بين 100 مصاب بالذهان، وبنسبة 3 إلى 4 في المائة تقريبا يتم تنفيذ قتل النفس.
قد يعتبر الذهان وأعراضه إذا ما اتصل بثنائي القطب أو الفصام إنذار مبكر يزيد احتمالية الإصابة بالخرف ولكن لا توصف تلك الحالة بالجنون، كما أنها ليست نتيجة ثابتة وتختلف من حالة لأخرى، وتتضح العلاقة بين الذهان والخرف لمن تظهر لديهم الأعراض في سن متأخرة خاصة بعد الـ 65، إذ ترتفع لديهم احتمالية الخرف بمقدار ضعفين أو ثلاث من الفئات الأخرى المصابة بالمرض.
يمكن أن تكون السببية تبادلية ما بين الخرف والذهان إذ قد يؤدي إحداهما إلى الآخر، بينما يتم وقف تلك المضاعفات بنسبة كبيرة مع العلاج المهني، وعلى كل لا يمكن وصف اضطراب الذهان بحالة الجنون السيكوباتي، فالمختل عقليا يتجه إلى إيذاء الغير كونه مصاب باضطراب العداء للمجتمع ويصعب علاجه، بينما مريض الذهان ترتفع لديه مخاطر إيذاء النفس بصورة أكبر ويمكن الوصول للشفاء التام.
نوبة الذهان القصيرة تستغرق من أيام إلى أسبوعين، بينما طويلة المدى تظهر أعراضها خلال شهرين إلى ثلاث، ومع العلاج قد تتقلص المدة إلى أيام أو أسابيع.