مرض الفصام أو المعروف عند البعض بمرض الشيزوفرينيا Schizophrenia هو اضطرابات عقلية حادة أو مزمنة يؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير الشخص بشكل سلبي على تصرفاته، وإدراكه للواقع، والتعبير عن مشاعره فهو أكثر الأمراض المزمنة خطراً على المريض إذ لم يتم السيطرة عليه ومعالجته بشكل جيد.
فهناك من يعتقد أن الفصام هو انقسام أو تعدد الشخصية ولكن هذا غير صحيح فمرض الفصام يجعل الشخص لا يستطيع أن يفرق بين الواقع والخيال فيرى العالم حوله كأنه خليط من الأفكار والأصوات والصور المُربكة مما يجعل سلوك مرضى الفصام غريباً ومروعاً أيضاً.
هناك أنواع عديدة من مرض الفصام التي تختلف في الأعراض أو الفئة العمرية التي قد تُصاب بهذا المرض وتشمل أنواع مرض الفصام الآتي:
قد يحتاج مريض الفصام علاجاً مدى الحياة لكي يُساعده كثيراً على السيطرة على الأفكار والأوهام التي تنتابه، كما يُساعد على تحسين الحالة العقلية على المدى الطويل وتجنب حدوث مضاعفات، من المؤكد أن الكثير يتساءلون عن أسباب مرض الفصام فهل هي عوامل وراثية أم يُمكن أن يكتسبه المريض لأسباب محددة؟ هذا ما سوف نتناوله فيما يلي.
مازال السبب الرئيسي لمرض الفصام غير معروف ولكن يعتقد الباحثون أن الأسباب الوراثية مع البيئة المحيطة مع اضطرابات كيمياء المخ يمكن أن تُحدث مع بعضها مزيجاً يُساعد على تطور اضطرابات مرض الفصام.
التغيرات التي تحدث أحياناً في بعض المواد الكيميائية في المخ مثل الناقلات العصبية المعروفة باسم جلوتامات ودوبامين واختلال توازنها قد يؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام، فكما أشار الباحثون إلى أن الفصام هو مرض دماغي ولذلك يتأثر بأي خلل كيميائي يحدث داخل الدماغ.
وبالرغم من عدم المعرفة الدقيقة لأسباب مرض الفصام إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمرض والتي تشمل:
هناك سؤال شائع يدور في أذهان البعض خاص بأسباب مرض الفصام وهو:
بالطبع لا يُمكن تأكيد هذا الكلام وقد يكون من الخرافات لأنه ليس له أي سند علمي، فكما ذكرنا أسباب مرض الفصام ليست دقيقة ومازال هناك أبحاث يقوم بها الخبراء لمعرفة المزيد عن تلك الأسباب فلا يستطيع أحد أن يجزم بأن الولادة في موسم معين تكون سبباً للإصابة بمرض الفصام.
وبما أن أسباب مرض الفصام لازالت غير مؤكدة أو غير دقيقة فلا يوجد طريقة موثقة للوقاية من مرض الفصام ولكن المؤكد هو الالتزام بخطة علاج للمساعدة في عدم تفاقم المرض.
ولكي نتعرف أكثر على مرض الفصام يجب أن نتعرف على أعراض هذا المرض الخطير والتي تُساعد بدورها على التشخيص المبكر للمرض فما هي أهم أعراض مرض الفصام وهل هي متشابهة لجميع الفئات العمرية أم تختلف باختلاف العمر؟
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
تظهر أعراض مرض الفصام عند الرجال في أواخر سن المراهقة وأوائل سن العشرين وأما في النساء فغالباً ما تظهر الأعراض في أوائل سن العشرين أو الثلاثين من العمر وتبدأ أولاً الأعراض المبكرة لمرض الفصام في الظهور وتستمر لأسابيع وأحياناً لسنوات وتشمل:
ثم تعقبها أعراض أشد خطورة ويُطلق عليها أحياناً أعراض ذُهانية مثل:
ويُمكن أن تختلف الأعراض في شدتها بمرور الوقت وقد تستمر بعض الأعراض ويختفي بعضها على حسب خطورة الحالة ونوع الفصام الذي ذكرناه مسبقاً.
كما تتشابه الأعراض قليلاً في فترة المراهقة مع أعراض الفصام عند البالغين ولكن لا يُمكن التعرف عليها بسهولة وتشمل أعراض مرض الفصام عند المراهقين ما يلي:
وكما تعرفنا على أعراض مرض الفصام سواء لدى البالغين أو المراهقين فهناك أحياناً يحدث خلط بين مرض الفصام وأمراض نفسية أخرى نتيجة لتشابه بعض الأعراض ولكن يبقى هناك دائماً فروق تُميز مرض الفصام عن سائر الأمراض النفسية الأخرى سنُحاول التحدث عنها بالتفصيل فيما يلي.
راسلنا علي 01154333341
هناك فرق بين الفصام والانفصام Paranoid schizophrenia فمرض الفصام له أنواع متعددة كما ذكرنا سابقاً وأعراضه تختلف في شدتها من نوع إلى آخر أما مرض الانفصام فهو يُعد نوعاً واحداً من مرض الفصام وهو الأكثر شيوعاً بين أنواع الفصام وفي هذا النوع يشعر المريض ببعض الأوهام مثل:
كما يُصاحب الشعور بالأوهام في مرض الانفصام أفكار انتحارية تنتاب المريض باستمرار وخاصة في الحالات التي تترك دون علاج.
يعتقد البعض أن مرض ثنائي القطب Bipolar disorder ومرض الفصام يشبهان بعضهما بعضاً ولكن الحقيقة أنهما حالتان منفصلتان فهناك بالفعل فرق بين الفصام وثنائي القطب، ومرض ثنائي القطب يسمى بمرض الهوس الاكتئابي لأنه يتميز بالتغيرات المزاجية الشديدة من الحزن الشديد إلى الابتهاج والسعادة وهذه التغيرات تكون غالباً مصحوبة بتحولات جذرية ويتكون مرض ثنائي القطب من نوبات هوس تستمر لمدة أسبوع وتتطلب الدخول الفوري للمستشفى ثم تتبع نوبات الهوس نوبات من الاكتئاب وتستمر لفترة أطول بكثير من نوبات الهوس وهذا ما يُفرق مرض ثنائي القطب عن مرض الفصام فهو عبارة عن نوبات متكررة من الانخفاضات والارتفاعات في التغيرات المزاجية.
وأسباب مرض ثنائي القطب تختلف قليلاً عن مرض الفصام، فيرجع سبب مرض ثنائي القطب أولاً إلى عوامل بيئية مثل حدث مؤلم أو تعرض المريض لضغوط نفسية شديدة واضطرابات مزاجية حادة.
هناك فكرة خاطئة وشائعة بين الناس أن مرضى الفصام يتحولون من شخصية إلى أخرى ولكل شخصية أفكار وصوت واسم ولكن هذا بعيد تماماً عن الحقيقة فهناك بالفعل فرق بين الفصام وتعدد الشخصيات فمرض تعدد الشخصيات Dissociative identity disorder له خصائص مختلفة عن مرض الفصام حيث أن مرض تُعدد الشخصيات أو ما يسمى باضطراب الهوية الانفصامية يحدث للمريض فيه حالة من تناوب الشخصيات حيث أنه يتناوب بين حالة وأخرى لكل واحدة منها اسم، وصوت، وخصائص مُحددة يصحبها فجوات في الذاكرة والتي تتضمن الأحداث اليومية، والمعلومات الشخصية للمريض، والأحداث المؤلمة التي مر بها.
ويشير الباحثون أن أعراض مرض تعدد الشخصيات لا يختلف بين الجنسين كما أن من أحد الفروق بين الفصام والتعدد الشخصيات هو خطر الانتحار يزيد أكثر بين مرضى الفصام عن مرضى تعدد الشخصيات نتيجة لأعراض الهلوسة والأوهام التي تُصاحب مرض الفصام.
اتصل بنا علي 01154333341
دائماً ما نسمع كلمة الشيزوفرينيا والبارانويا يأتيان معاً حتى ظن الكثير منا أنهما مرض واحد وهذا ليس صحيحاً! الفرق بين البارانويا و الشيزوفرينيا يتضح مع التعرف على أعراض البارانويا Paranoia أو ما يعرف طبياً بمرض جنون العظمة وهو واحد من مجموعة حالات تسمى اضطرابات الشخصية والتي تشمل طرق تفكير غريبة للمريض من جنون العظمة وعدم ثقة في الآخرين ويعتبر هذا المرض أكثر شيوعاً عند الرجال ويبدأ عادة مع مرحلة البلوغ.
وأعراض مرض البارانويا تختلف عن الشيزوفرينيا أو مرض الفصام وتشمل الآتي:
وسبب مرض البارانويا هو بعض العوامل النفسية والبيولوجية ويقال أن هناك صلة جينية بين الشيزوفرينيا والبارانويا ولكن مازال يتضح لنا الاختلافات والفروق بين مرض الفصام ومرض جنون العظمة.
مازلنا بصدد التعرف على الفرق بين مرض الفصام والاضطرابات النفسية الأخرى لمنع الخلط بين الأمراض النفسية المختلفة ونتكلم هنا عن الفرق بين الفصام والذهان.
بالفعل هناك فرق بين الفصام ومرض الذهان Psychosis، فمرض الذهان هو عبارة عن مجموعة من الأعراض المتداخلة وهو يحدث نتيجة لمرض الفصام فالأعراض الرئيسية للذهان هي الهلوسة والأوهام ويصاحبهما صعوبات في التركيز، وأسباب الذهان كثيرة فهو يحدث نتيجة لأمراض نفسية متعددة مثل الاكتئاب، وثنائي القطب، والخرف، واضطرابات الشخصية الحدية كما يحدث نتيجة لسحب بعض الأدوية النفسية والمواد المخدرة والتي تُؤدي إلى خلل عقلي على خلاف أسباب الفصام والتي مازالت غير معروفة بالتحديد.
كلاً من مرض الذهان ومرض الفصام قابلان للعلاج ولكن من المهم التشخيص الدقيق للمرض لمعرفة العلاج المناسب.
بالتأكيد إذا تكلمنا عن الفرق بين الفصام والاكتئاب سنتحدث أولاً عن الفرق في الانتشار، فمرض الاكتئاب منتشر بشكل أكبر من مرض الفصام وأثبتت الأبحاث والدراسات أن حوالي 25% من مرضى الفصام مصابون بالاكتئاب في جميع مراحل المرض.
ينتشر مرض الاكتئاب بشكل كبير في النساء عن الرجال وهذا أيضاً مما يُميز مرض الاكتئاب عن مرض الفصام.
كما أن مرض الاكتئاب ليس بالضرورة أن يُصاحبه أوهام أو هلوسة مثل الفصام ولكن أعراضه عبارة عن:
فكما رأينا أن الاكتئاب قد يكون واحداً من أعراض الفصام ولكن هناك فرق في الأعراض والأسباب المؤدية لكلا المرضين، فلكل منهما برامج علاجية متخصصة يقوم بوصفها الطبيب المعالج بعد عمل الفحص والتشخيص المناسب للمريض.
لا يمكننا أبداً الخلط بين مرض وآخر فلابد من التعرف على الفروق بين مرض الفصام والأمراض النفسية المختلفة لتحديد خطة العلاج المناسبة، وهذا بالطبع لا يحدث إلا بمساعدة الأطباء النفسيين المتخصصين، فلا يُمكن أبداً أن يعتمد المريض على معلومات فقط عن طريق الإنترنت لتشخيص حالته المرضية بل يجب الذهاب للأماكن التي تُعنى بعلاج الأمراض النفسية المختلفة وعمل الاختبارات والفحوصات الشاملة لتشخيص المرض والبدء في مرحلة العلاج وهذا بالضبط ما نقوم به في مستشفى دار الهضبة من عمل استشارات نفسية وتقديم المساعدة الطبية المتميزة للمرضى عن طريق أطباء من أفضل الأطباء النفسيين فهي تعد افضل مصحة نفسية في مصر، كما تتوفر لديها برامج علاجية لمرض الفصام وغيره من الأمراض النفسية المختلفة والتي أثبتت نجاحها على مدار الأعوام السابقة فنحن دائماً في خدمة المرضى ونقدم يد العون للجميع.
ملخص المقالوأخيراً تعرفنا على مرض الفصام وأسبابه، وأعراضه المختلفة كما تعرفنا على الفرق بين الفصام والأمراض النفسية الأخرى ومازال هناك أبحاث تفاجئنا بكل ما هو جديد مما يُساعدنا بالطبع في تشخيص المريض وعلاجه مبكراً قبل أن تزداد خطورته وبالفعل أصبح هناك برامج علاجية معتمدة لمرض الفصام داخل العيادات والمصحات النفسية لإنقاذ مرضى الفصام وأسرهم من خطر ذلك المرض.
للكاتبة/ د.مروة عبد المنعم.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثرلا من الأفضل لمريض الفصام ألا يتزوج خاصة في بداية ظهور الأعراض وذلك لعدة أسباب وأهمها هو مرور المريض بفترات عصيبة ومعاناته المستمرة بسبب الأعراض المختلفة للمرض من أوهام وهلوسة، والخلل في اتخاذ القرار أو القدرة على التفكير مما يجعل الحياة صعبة على الطرف الآخر، و عدم قدرة مريض الفصام على الالتزام بالإنفاق المادي على أسرته، وأيضاً هناك احتمالية كبيرة لانتقال المرض وراثياً من المريض للأبناء مما يجعل من الصعب التفكير في الإنجاب فكل تلك الأسباب تحول بين مريض الفصام وبين الزواج.
نعم بعض الأعراض التي تَظهر على مريض الفصام تُشكل خطورة وخاصةً أعراض الهلوسة والأوهام التي تَنتاب المريض قد يَكون لها تأثير خطير على المخ إذا لم يتم علاجها بشكل سليم أو تركها دون علاج، أيضاً تنتاب مريض الشيزوفرينيا أفكار خطيرة أحياناً مثل أفكار انتحارية تُراوده باستمرار ولذلك يجب وضع المريض دائماً تحت المراقبة والملاحظة بالإضافة إلى المتابعة الطبية ووضع خطة علاجية طويلة المدى لتخفيف الأعراض الخطيرة.
لا..الشفاء نهائياً من مرض الفصام قد لا يَكون واقعياً في الوقت الحالي ولكن ما هو ثابت أن مريض الفصام قد يُشفى من أغلب الأعراض مع تقدم العمر بمعنى أن الكثير من اعراض الذهان وغيرها من الأعراض الخاصة بالمرض قد تختفي تدريجياً إلى أن تصبح شبه معدومة ولكن يبقى المريض دائماً في حالة حذر من عودة الأعراض مرة أخرى وحُدوث انتكاسة وفي النهاية يبقى الأمر مَرهون بمدى المُحافظة على العلاج السليم وعدم التهاون فيه.
لا إلى الآن ليس هناك علاج نهائي لمرض الفصام ولكن هناك برامج علاجية يُمكن من خلالها السيطرة على كل الأعراض المحتملة لمرض الفصام من اعراض الذهان، والاكتئاب وغيرها من الصُعوبات التي تُواجه المريض، وهناك أنباء عن اكتشاف علاج جديد لمرض الفصام يُمكن أن يُحدث طفرة في البرامج العلاجية ويصبح علاج نهائي لمرض الشيزوفرينيا.