يحدث إدمان النالوفين لأن المواد الأفيونية تمتلك خصائص عالية فى تسكين الآلام، مما يُقلل من عدد إشارات الألم التي يرسلها الجسم إلى الدماغ بمرور الوقت، كما يُساعد على الشعور بالسعادة والنشوة، وهذا يدفع المرضى للسعى إلى تناوله بأكبر قدر مُمكن.
عندما يتم استخدام حقن النالوفين لفترة طويلة، فقد يتحول إلى عادة، مما يُسبب ادمان النالوفين جسدياً وعقلياً، وبذلك فإن الإدمان لا يحدث فجأة، ولكن يحدث على عدة مراحل سنتعرف عليها فيما يلي.
توجد عدة مراحل لادمان النالوفين، فهذا النوع من الإدمان لا يحدث بمجرد تناول جرعة واحدة من حقن النالوفين، ولكن يحدث باستمرار تعاطي الحقن، وتنقسم مراحل الإدمان إلى:
إن الإستخدام الطبي لحقن النالوفين هو تسكين الآلام المتوسطة إلى الشديدة في الأساس، لذلك فإنه يستخدم في علاج الآلام المزمنة، وقبل العمليات الجراحية، وبعدها.
غير أن تناول هذه الحقن لمدة طويلة يؤدي إلى اعتياد الجسم عليها، فيلجأ الشخص إلى زيادة الجرعة.
ينتمي النالوفين إلى مجموعة أدوية تُعرف باسم “الأدوية المسكنة المخدرة”، وتعمل هذه الأدوية على تسكين الألم عن طريق الجهاز العصبي، مما يجعل الشخص يشعر بالنشوة والسعادة أيضًا، وعند هذه المرحلة يبدأ ادمان النالوفين.
تبدأ مرحلة إدمان النالوفين عند استخدامها لفترة طويلة وشعور المتعاطي بالنشوة عند تناول الجرعة، إلى جانب الهلاوس التي تحدث بسبب تأثير النالوفين على الجهاز العصبي.
مرحلة زيادة الجرعة تحدث بسبب اعتياد الجسم على الجرعة التي يتعاطاها المدمن، وعدم استجابة الجسم لتأثير النالوفين، مما يجعل المتعاطي يلجأ إلى زيادة الجرعة.
لكن تكمن خطورة النالوفين عند زيادة الجرعة في تأثيره على الجهاز التنفسي، إذ أنه يؤدي إلى تثبيط الجهاز التنفسي، ثم توقف التنفس والوفاة.
وعليه فإن إدمان حقن النالوفين يُشكل خطورة كبيرة تهدد حياة المدمن، ولذلك فإن التعرف إلى أعراض ادمان النالوفين من الأمور الهامة التي يجب البحث عنها حتى نساعد المدمن في التوجه إلى العلاج.
تظهر أعراض إدمان النالوفين عند تعاطيه حتى لو تحت الأشراف الطبي للتسكين مثل الصداع، تشوش الرؤية، انعدام الاتزان، الشعور بالغثيان، نوبات قئ، أعراض تخدير ونشوة، رعشة، وغيرها، بينما تناول النالوفين والاعتماد عليه لضبط الحالة النفسية والجسدية نظرا لتأثيره التخديري يضاعف تلك الآثار ويزيد شدتها وهنا تعتبر أعراض النالوفين تشير لإساءة الاستخدام منها الجسدي ومنها النفسي مع اختلاف شدتها حسب الطبيعة الفسيولوجية للمتعاطي أبرزها:
إذا لاحظت تلك الأعراض يجب مراقبة المريض أكثر ومعرفة الجرعات التي يتناولها من النالوفين، إذ تعد تلك العلامات بداية من بدايات الاضطراب الإدماني على العقار.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية بالنسبة للمريض :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالتك ومن ثم يقدم لك الحلول والخطط العلاجية المناسبة لحالتك بسرية وخصوصية تامة. بالنسبة للاسرة :- سيقوم بالرد عليك متخصص وسيتعرف علي حالة الابن ومن ثم يقدم للاسرة الدعم الكامل والارشادات اللازمة ويوضح لكم خطوات العلاج وطريقة احضاره للمركز وكيف تتعامل معه الاسرة مع ضمان السرية والخصوصية التامة.
التعاطي المزمن للنالوفين يؤدي إلى خلل تواصل الخلايا العصبية الأمر الذي يؤثر على العاطفة محدثا تشوه فيها، كما يؤثر على المستوى الإدراكي والتفاعلي للمدمن، ستكون معظم أعراض إدمان النالوفين دالة على السلوك القهري أذ تظهر كما يلي:
نتيجة خلل الهرمونات المسؤولة عن العاطفة، هذا يعني أن لا شئ سيحدث تأثيرا إيجابيا في مزاجيته إلا نشوة النالوفين.
حيث يظهر المدمن مستثار بشكل دائم غير مسيطر على عواطفه والانفعالات الإيجابية والسلبية.
المواد الأفيونية كالنالوفين تُدخل المدمن في نوبات هوس، وبؤس، كآبة، بكاء، عزلة، انطواء، وقد تسيطر عليه أفكار انتحارية.
بسبب الخلل الهرموني وطغيان الانفعالية تظهر على أفعال مدمن النالوفين أعراض الحدة، العدوانية، الدفاعية، العنف الزائد والغير مبرر.
تظهر على المدمن الهلوسة السمعية والبصرية، ليكون منفصلا عن الواقع، وقد يعاني من تبدد الشخصية.
تسيطر الأوهام على متعاطي النالوفين في مراحل الإدمان الشديد، وقد يكون مصابا بالفصام ومتلازمة الاضطهاد والجنون الارتيابي، كما يعاني من الأرق ونوبات الذعر الليلية بسبب الكوابيس.
قد يسبق كل ما سبق ظهور علامة الهوس بنالوفين، فبعدما يتسامح الجسم مع مفعول الدواء لا تؤثر الجرعة الاعتيادية، وعند وقوع الإدمان يتجه المتعاطي إلى زيادة جرعته بشكل مفرط حتى يصل للنشوة.
نلاحظ أيضا أن المدمن لا ينتظر موعد انتهاء الوصفة بل يحرص على تجديد وصفته من خلال تعدد زياراته للأطباء من أجل الحصول على الجرعة وامتلاكها معظم الأوقات.
عادة ما يفقد المدمن أنماط نومه الطبيعية ويصاب بصعوبة النوم ليلا، والنوم لفترات طويلة نهارا بجانب الخمول والنعاس أثناء الاستيقاظ، كما تضطرب عادات أكل المدمن ويفقد شهيته.
يلاحظ أن إدمان النالوفين يسبب انشغال المدمن الدائم بالحصول على جرعته المخدرة، لذا عندما يغيب المخدر او يظن إنه غير قادر على التعاطي يصاب بالقلق والتوتر وتظهر عليه علامات الانفعال والارتباك.
بعد الدخول في الإدمان ينعزل المدمن وينطوي وينسحب اجتماعيا، ويغيب الحافز لديه تنعدم المتعة والرضا بالتواصل الاجتماعي، كما تتغير نشاطاته اليومية ويكف عن ممارسة ما كان يهوى ممارسته لأنه لا يحصل على المتعة التي كان يحصل عليها، إذ أصبح النالوفين وتعاطيه هو مانح الاستقرار النفسي الوحيد بالنسبة إليه بعدما اعتمد المخ عليه.
يفقد المدمن قدرته الطبيعية على التركيز، التذكر، الانتباه، الإدراك، التعلم.. وبالتالي أبرز علامات إدمانه تتضمن تدني الأداء الوظيفي أو الدراسي واهمال مسئولياته.
يهمل مدمن النالوفين عنايته بنفسه واهتمامه بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي، وتصيبه اللامبالاة، ويتبدل مظهره الخارجي، ومع الضعف الجسدي واصفرار الوجه والعيون الحمراء سيكون تميز أمر إدمانه من نظرة واحدة.
وإذا كان الاضطراب العقلي الهلاوس والأوهام، العزلة وتغيير النشاطات التدني البدني والنفسي، الإهمال والتوقوقع حول الذات أهم أعراض إدمان النالوفين، بجانب إنكار أمر الإدمان، فكيف يمكن التعامل مع المدمن من أجل تعديل مساره والخضوع للعلاج؟!.
تتركز رحلة التعامل مع مدمن النالوفين على ركيزتين.. الأولى أن نبتعد عن الطرق التي تزيد اضطرابه وتمكين الإدمان منه، والثانية التواصل العاطفي والمناقشة الهادفة إلى التقرب، الدعم، الإقناع.
بعد أن تهيئ نفسك، يمكنك أن تتبع الخطوات التالية للتعامل الصحيح مع مدمن النالوفين:
ملخص المقالأعراض إدمان النالوفين تظهر كتغيرات واضحة على المدمن جسديا ونفسيا وعقليا. حيث تُحدث تحولات في شخصيته لا يمكن تجاهلها أو اخفائها وإن حرص المدمن على ذلك. ننصح القارئ بمراقبة أعراض تعاطي النالوفين وعدم الانتظار حتى تتفاقم المشكلة. البداية المبكرة في العلاج تزيد من فرص الشفاء. علاوة على ذلك، كلما طُوِّر المدمن اعتماده على النالوفين، زادت خطر الإصابة بأمراض مثل الكبد، القلب، والأمراض العصبية الخطيرة، كما يمكنك اتباع عدد من الخطوات لكي تقنع المدمن بالعلاج.
للكاتبة: أ. حياة.
إن الهدف من المحتوى الذي تقدمه مستشفى دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان هو إعادة البسمة والتفاؤل على وجوه من يعاني من أي اضطرابات نفسية أو وقعوا في فخ الإدمان ولم يجدوا الدعم والمساعدة من حولهم وهذا المحتوى الذي يقدمه فريق مستشفى الهضبة هو محتوى متميز وموثق ويحتوي على معلومات قائمة على البحث والاطلاع المستمر مما ينتج عنه معلومات موثقة وحقائق يتم مراجعتها عن طريق نخبة متميزة من أمهر أطبائنا المتخصصين. ولكن وجب التنويه أن تلك المعلومات لا تغني أبداً عن استشارة الأطباء المختصين سواء فيما يخص الطب النفسي أو علاج الإدمان، فلا يجب أن يعتمد القارئ على معلومات فقط مهما كانت موثقة دون الرجوع لأطبائنا المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين المعتمدين وذلك لضمان تقديم التشخيص السليم و خطة العلاج المناسبة للمريض.
(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
اقرأ أكثريقتصر دورك أثناء علاج مدمن النالوفين على الدعم والتشجيع والتحفيز، يمكنك أيضا الاشتراك في مجموعات تعافي الأسرة من أجل فهم تجارب الآخرين وما يجب قوله أثناء التواصل مع المدمن، وبعد علاج المدمن يجب أن يستمر تعاملك معه على نهج الدعم والمشاركة والتشجيع حتى يتحفز للاستمرار في تطبيق خطة الرعاية الخارجية، ويكون أكثر قدرة لمنع الانتكاسة.
لعلاج الإدمان لا يوجد بديلا للنالوفين إلا التوقف عن التعاطي وإزالة السموم والعلاج النفسي والتأهيلي داخل برامج علاج الإدمان المهنية.
أما من ناحية تسكين الألم فيوجد العديد من العقاقير الأفيونية التي يمكن استخدامها بدلا من النالوفين على أن يكون البديل باستشارة طبيب حتى يكون آمنا ولا يحدث أي اضطراب أو مضاعفات.